Site icon صحيفة التحول

أطياف

صباح محمد الحسن

صباح محمد الحسن

طيف أول :
يؤلمهم عناد الحياة
يدركون أن الزيف ابداً لم يؤدِّ دوره
وأن الحماقة المطلقة
لم تصب سوى الوطن!!

وبعد أكثر من إسبوع حاولت بالأمس قوات درع السودان بقيادة ابو عاقلة كيكل، أن تتبرأ من مجزرة الكنابي والجرائم التي أرتكبت في ولاية الجزيرة حيث أصدرت بيانا قالت فيه : رداً على ما راج مؤخرا عن تعرض مواطنين من مدينة ود مدني لتعامل غير لائق من أشخاص ادعوا أنهم يتبعون لقوات درع السودان تعلن القوات إنها إنسحبت من مدينة ود مدني في اليوم الرابع لتحريرها ، وأعادت تجمعها خارج المدينة إستجابة لتوجيهات قيادة القوات المسلحة، والتي قضت بتسليم مهام التأمين لقوات الشرطة وجهاز المخابرات العامة
ولكن أهم ماجاء في البيان أن كيكل أقر بوقوع الجرائم بالرغم من وصفه للمجزرة الوحشية، ( بالتعامل غير اللائق) وكأن قواتهم بالجزيرة رشقت المواطنين بخراطيم المياه فكيكل يرى أن ذبح المواطن كالشاة وإلقاء آخرين في النيل هو فقط سوء تصرف وفقر للأدب للقوات الأمنية وليس جريمة بشعة!!
ثانيا : إن أخطر ماكشفه كيكل أنه يتبرأ من الجرائم ولكنه يؤكد في ذات الوقت وفي حال أنها ثبتت عليه، فهو يتلقى تعليماته مباشرة من قائد الجيش، وهذه إشارة واضحة الي أن البيان يريد أن يبرئ القيادات الإسلامية التي تخشى أن تلاحقها العقوبات كما طالت الفريق عبد الفتاح البرهان
ثالثا أن كيكل يتهم الشرطة وجهاز الأمن سيما أنه يقول سلمهم الولاية
ولم يكتف كيكل بذلك بل ذهب الي عمق اكثر لكشف النوايا الخبيثة لتنظيم الحركة الإسلامية التي تحاول توريط القيادة العسكرية حتى تتحمل كل الجرائم التي ارتكبتها قوات كيكل وقوات البراء بالولاية وهنا يؤكد كيكل أنه لم يقصد بذلك تبرئة قواته إنما توريط قيادة الجيش وذلك بإضافة قوله : ( قوات درع السودان تتبع للقوات المسلحة وتعمل تحت قيادتها وتسعى لإعانتها في أداء مهامها، وهي قوة منضبطة وملتزمة بالقانون والأخلاق العامة)
وبهذا التصريح يرمي كيكل الإتهام بعيدا عن على كرتي بالرغم من أن تكوين درع البطانة في ضواحي سوبا كان كله تحت رعاية واشراف على كرتي ، وهذا لايعفي البرهان من علاقته بالدرع فالجنرال نفسه بعظمة لسانه قال انه إلتقى بكيكل قبل الحرب في عدد من الإجتماعات وكان بينهم (كلام وإتفاق) ولكن محاولة كيكل لتبرئة الإسلامين من الإتهامات وإلصاقها بالجيش تكشف أنه إبن الحركة الإسلامية البار، وليس إبن المؤسسة العسكرية كما يدعي، فلو كان كيكل يتبع للجيش لحاول أن يبرئ قائده ولايصر على إدانته
بهذا البيان
وخروج قوات كيكل من الجزيرة او البقاء فيها ماذا يفيدكيكل او، قياداته المختبئة خلف ستار الجريمة!!
فهو المتهم الأول مع كتائب الأمن فالجزيرة تمت إستابحتها مرتين بأمره وإشرافه،
وأي محاولة او حديث عن خروجه من الجزيرة قبل هذه المجازر هي محاولة فاشلة لتبرئته بصفته قائد ميداني مجرم حرب حتى وان لم يدخل الجزيرة بعد سيطرة الجيش عليها نهائيا فجرائم ماقبل السيطرة جميعها يتحمل مسئوليتها ويستحق العقاب عليها
والرجل يصدر بيانا بعد اسبوع من إرتكاب المجزرة فأين كان طوال هذه الأيام ، ولماذا صمت فمثل هذه البيانات تصدر من اول يوم يتم فيه توجيه الإتهام، مايعني أن بيان كيكل الآن تم إعداده بعناية من القيادات الإسلامية التي حاولت ان تنأى بقواتها وكتائبها بعيدا عن دائرة الإتهام سيما أن أي محاولة لإيجاد حل سياسي لوقف الحرب في السودان بعد الآن لايقوم إلا على مبدأ ( العقاب أولا) فالحركة الإسلامية وقيادة الجيش أضاعت كل فرص القبول والرفض “المجاني” فكل خطوة قادمة لإسكات الصوت المطالب بالعدالة تحتاج الي تبرع بالمواقف من قبل المؤسسة العسكرية ومن فلول النظام البائد
ولايحدثك قيادي بالدولة عن عدم قيمة العقوبات المفروضة على البرهان وماحوله من رجال ، فلو كانت لاتأثير لها عليهم لاتهمهم أبدا لما إضطرت قوات عسكرية في الميدان لإصدار مثل هكذا بيانات، فالقوات التي تقتل الشعب لاتقوم بتوضيح فهم خطأ او إنطباع مغلوط عنده لأنها لو تصون كرامته ماكانت قامت بذبحه لكنها رسالة للخارج ، أن مايتم إرتكابه يأتي بأوامر الفريق عبد الفتاح البرهان وان قواتنا ليست مليشيات حتى لو ارتكبت ذات الأفعال التي ترتكبها الدعم السريع، ولكن هذا النفي أثبات فكل قوة تصدر بيانا ممهورا بإسمها هي لاتنتمي للمؤسسة العسكرية فإن كانت كذلك لتحدثت بدلا عنها القيادة العامة للجيش في بيان!!
ولو أن قوات البراء وكيكل تتبع للمؤسسة العسكرية وتأتمر بأمرها ماكانت الميادين عرفت المصباح “ابو زيد” ولا “ابوعاقله” كيكل كان سيكون الجيش السوداني ” ابو الجميع” ولكن!!
طيف أخير :

لا_للحرب

في أول إشارة لوقف الحرب بين روسيا واوكرانيا بوتن بعد تهنئته لترامب :
لم نرفض الحوار قط، وكنا دائما على استعداد للحفاظ على علاقات تعاون سلسة مع أي إدارة أمريكية.

الجريدة

Exit mobile version