أدانت منظمات حقوقية ونشطاء احتجاز السفارة السودانية بالعاصمة الليبية طرابلس للناشط محمد آدم “توباك”، أحد شباب ثورة ديسمبر تميهدا لنقله إلى السودان ومحاكمته، واعتبروها عملية اختطاف تنتهك قوانين حقوق الإنسان وتخالف الأعراف الدبلوماسية. رغم أنه يحمل بطاقة طالب لجوء صادرة من المفوضية السامية لشؤون اللاجئيين التابعة للأمم المتحدة.
وأوضح مرصد حقوق الإنسان السوداني بتعرض الشاب السوداني محمد آدم، المعروف بـ”توباك”، للاعتقال والاختطاف من قبل أفراد تابعين لطاقم السفارة السودانية في العاصمة الليبية طرابلس. وبحسب تقارير إعلامية فقد تم تنفيذ الاعتقال داخل مبنى السفارة، دون توضيح رسمي للأسباب أو الإجراءات القانونية المتبعة.
وأدان المرصد الحقوقي في بيان صحفي اطلعت عليه صحيفة “التحول” عملية اختطاف توباك ووصفها بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني والأعراف الدبلوماسية، حيث يُفترض في عمل السفارات أن تلتزم بحماية المواطنين لا تهديدهم أو المساس بحرياتهم، بحسب ما ورد في البيان.
وأكد المرصد أن هذا الإجراء “غير مشروع وغير مبرر”، مطالبًا الحكومة السودانية بتحمل مسؤوليتها الكاملة عن سلامة المواطن محمد آدم، وضمان إطلاق سراحه الفوري وغير المشروط، ومحاسبة المتورطين في العملية.
كما شدد المرصد على ضرورة احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان في جميع الظروف، مطالبًا المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالتدخل العاجل لضمان سلامة “كابوت” وتأمين وصوله إلى مكان آمن.
وانطلقت حملة تضامن ورفض واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل نشطاء وسياسيين لاعتقال توباك منددين بالحادث ومطالبين بإطلاق سراحه فوراً ودون شروط، ورافضين ترحيله إلى السودان، حفاظاً على سلامته وأشهر البعض صور من وثيقة طلب اللجوء الصادرة من مفوضية الأمم المتحدة لشرؤون اللاجئين بليبيا الخاصة بتوباك، والتي يعتبر حاملها تحت الحماية الدولية، والتي تمنع بموجب القانون الدولي واتفاقيات جنيف، ترحيله أو تسليمه لسلطات بلاده ما يشكل خطراً على حياته.
وفي يناير من العام 2022 أوقفت الشرطة الناشط “توباك”وإثنين بتهمة الضلوع في مقتل العميد شرطة علي محمد بريمة خلال مشاركته في احتجاجات مناهضة للانقلاب العسكري في السودان الذي نفذه رئيس المجلس السيادي الانتقالي عبدالفتاح البرهان في 25 أكتوبر 2021م.
وقد كان محتجزًا على ذمة هذه القضية، لكنه خرج بعد أن تم إفراغ سجن كوبر العمومي مع بدايات اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023. لكنه تعهد بالعودة إلى الحبس للمثول أمام المحكمة فور استقرار الأوضاع الأمنية.
وتعرض توباك ورفاقه في السجن لتعذيب قاسٍ أثناء فترة الاحتجاز من قبل الأجهزة الأمنية ومعاملة غير كريمة كما أفادت والدته في إفادات سابقة حين ذهبت لزيارته ووجدت آثار “الكلبشات” على يديه
حتى الآن، لم تصدر السفارة السودانية في طرابلس أو الحكومة السودانية أي بيان رسمي يوضح ملابسات الاعتقال أو الإجراءات القانونية المتبعة بحق “توباك”.