Site icon صحيفة التحول

الأمم المتحدة: نزوح جماعي من مخيم زمزم في السودان ويجب حماية المدنيين

نازحون في إحدى معسكرات النزوح ـ متداول

الفاشر ــ بورتسودان: التحول
قالت الأمم المتحدة إن سكان الفاشر وطويلة وأجزاء أخرى من ولاية شمال دارفور يواجهون “وضعا مروعا” بسبب النزوح الجماعي وسقوط ضحايا من المدنيين وتزايد الاحتياجات الإنسانية، حيث سعى العديد من المدنيين إلى إيجاد الأمن والمأوى بعد استيلاء قوات الدعم السريع على مخيم زمزم.

وأفاد شركاء الأمم المتحدة في المجال الإنساني على الأرض أن مئات الآلاف من سكان المخيم فروا إلى مواقع أخرى. وفي مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء، ذكّر المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، بأن بعض سكان المخيم كانوا يعيشون فيه منذ بداية الصراع في دارفور عام 2003، وأنه تم تأكيد ظروف المجاعة هناك مؤخرا.

وقال: “إن التدفق الهائل للنازحين إلى المجتمعات والبلدات المضيفة حيث الاحتياجات مرتفعة بالفعل يخلق ضغطا حرجا على الخدمات الصحية والبنية التحتية للمياه وأنظمة الغذاء المحلية في جميع أنحاء شمال دارفور”.
القدرة على الاستجابة

وقال دوجاريك إن المنظمة وشركاءها الإنسانيين يوسعون نطاق عملياتهم لتلبية الاحتياجات المتزايدة في مناطق متعددة من الولاية، إلا أن حجم النزوح، إلى جانب انعدام الأمن والقيود اللوجستية المتزايدة التي أعاقت وصول المساعدات الإنسانية، “يُثقل كاهل القدرة على الاستجابة بشدة”.

وأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة إلى العمل على تنسيق مهمة عبر الحدود من تشاد إلى دارفور في الأيام المقبلة، ستحمل مساعدات لما يصل إلى 40 ألف شخص. بالإضافة إلى ذلك، تدير المنظمات غير الحكومية المحلية في الفاشر عيادات صحية متنقلة وعيادات تغذية، وقد أطلقت مشروعا لنقل المياه بالشاحنات، يوفر 20 مترا مكعبا من المياه يوميا لعشرة آلاف شخص.

ودعا السيد دوجاريك جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي الإنساني، وضمان المرور الآمن للمدنيين، وتسهيل وتمكين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

لعمامرة يكثف المساعي:

وفي سياق متصل، وصل المبعوث الشخصي للأمين العام إلى السودان، رمطان لعمامرة، إلى بورتسودان، حيث التقى بالجنرال عبد الفتاح البرهان قائد القوات المسلحة السودانية، بالإضافة إلى كبار المسؤولين الآخرين. 

وتأتي هذه الزيارة في إطار تكثيف مشاوراته وتواصله مع الأطراف وجميع الجهات المعنية لاستكشاف سُبل تعزيز حماية المدنيين وأي جهد لتهدئة الصراع.

وقال دوجاريك إن المبعوث الشخصي سيؤكد من جديد خلال زياراته دعوة الأمم المتحدة إلى حوار عاجل وحقيقي بين أطراف الصراع من أجل وقف فوري للأعمال العدائية.

وجدد المتحدث دعوات الأمم المتحدة إلى عملية سياسية شاملة لمنع مزيد من التصعيد، وحماية المدنيين، وإعادة السودان إلى مسار السلام والاستقرار.

وأضاف: “نحث الأطراف على اغتنام فرصة زيارة السيد لعمامرة إلى البلاد والمنطقة للالتزام بالانخراط في طريق شامل للمضي قدما وتعزيز حماية المدنيين، بما في ذلك من خلال محادثات غير مباشرة محتملة”.

الاعتقال والملاحقة في المعسكرات:

من جهته قال المتحدث باسم معسكرات اللاجئين والنازحين آدم رجال: إنهم يتابعون ببالغ القلق والجزع استمرار الهجمات الدموية التي تشنها قوات الدعم السريع على مخيم أبو شوك للنازحين بمدينة الفاشر، والتي أسفرت عن مئات القتلى والجرحى، وتسببت في تدمير ممنهج للبنية التحتية الإنسانية.

وقال رجال إنّ القوات المسلحة السودانية والقوات المتحالفة معها تواصل اعتقال وملاحقة قادة النازحين والناشطات والناشطين في المخيمات، وتستخدم النازحين كدروع بشرية ومواقع سكنهم لأغراض عسكرية، في خرق سافر لقواعد القانون الإنساني الدولي.

واعتبر في بيان صحفي تحصلت عليه صحيفة “التحول”:إن الوضع الإنساني في مخيمي زمزم وأبو شوك يُوصَف دون مبالغة بـ”الجحيم”؛ حيث الجوع والعطش والمرض والصدمات النفسية تفتك بالنازحين، وسط قصف متواصل لا يرحم أحدًا. النازحون اليوم يعيشون على حافة الموت الجماعي في ظل غياب تام للحماية.

وتابع قائلاً: “إننا في المنسقية العامة نناشد مجددًا كافة أطراف النزاع بتحمّل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية، وندعو إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار لأسباب إنسانية بحتة، من أجل حماية أرواح المدنيين، وخاصة النساء والأطفال الذين يدفعون الثمن الأكبر لهذه الحرب العبثية”، ودعا إلى احترام القانون الدولي الإنساني، والامتناع عن استهداف المناطق المأهولة والمخيمات. والسماح العاجل وغير المقيد بدخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى المتضررين.
وحمل المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الإقليمية والدولية، مسؤولية ما يجري، وقال: “نطالبها بالتحرك العاجل لإنقاذ أرواح المدنيين الأبرياء، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات الجسيمة”.

واعتبر رجال إن ما يحدث الآن في دارفور لا يمكن السكوت عليه. وقال: يجب أن يتوقف القتل. ويجب أن تُحمى أرواح النازحين. وكفى عبثًا وموتًا وصمتًا.

Exit mobile version