بورتسودان: التحول
تلقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، يوم الخميس، تنويرًا من مديرة الشؤون الإفريقية في وزارة الخارجية البريطانية، كيت فوستر، حول مخرجات مؤتمر لندن الوزاري بشأن السودان، تزامن ذلك مع تلقيه دعوة رسمية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لزيارة القاهرة خلال الفترة المقبلة.
وأوضح وكيل وزارة الخارجية السودانية، السفير حسين الأمين، أن المسؤولة البريطانية أطلعت البرهان على تفاصيل مؤتمر لندن، مشيرًا إلى أن المؤتمر شهد توافقًا واسعًا بين المشاركين على عدد من النقاط الأساسية المتعلقة بالأزمة السودانية، غير أن خلافًا حول فقرة “حماية مؤسسات الدولة السودانية من الانهيار” حال دون إصدار بيان ختامي، بعد اعتراض دولة واحدة لم يُسمَّها.
وأكدت فوستر، بحسب التصريحات الرسمية، أن المؤتمر عُقد برئاسة وزير الخارجية البريطاني وشارك فيه ممثلو أكثر من 20 دولة ومنظمة إقليمية ودولية، أبرزها الاتحاد الإفريقي، الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة. وأضافت أن المشاركين شددوا على وحدة السودان ورفض محاولات تقسيمه، ووقف إطلاق النار، والدعوة لحوار وطني شامل، ووقف الدعم الخارجي لقوات الدعم السريع.
وأشار السفير حسين إلى أن رئيس مجلس السيادة أعرب عن تقديره لجهود بريطانيا ومواقفها الداعمة لوحدة السودان وسلامة أراضيه، كما أكد التزام السودان بمواصلة الحوار مع المملكة المتحدة للوصول إلى رؤى مشتركة تسهم في إنهاء الأزمة الحالية.
وقالت فوستر إن المؤتمر أقر تخصيص مبلغ 800 مليون جنيه إسترليني من الشركاء الدوليين لدعم الاحتياجات الإنسانية في السودان، إلى جانب إدانة الانتهاكات والعنف ضد المدنيين، واستهداف المنشآت الخدمية والصحية في مناطق النزاع.
وفي تطور موازٍ، تسلم البرهان رسالة خطية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نقلها سفير مصر لدى السودان، السفير هاني صلاح، تتضمن دعوة رسمية لزيارة القاهرة، إلى جانب تأكيد دعم ومساندة مصر للسودان في هذه المرحلة الحرجة.
وقال السفير المصري إن اللقاء تناول تطورات الأوضاع في السودان، بما في ذلك الوضع في دارفور، ومخرجات مؤتمر لندن، كما ناقش الترتيبات الجارية لعقد النسخة الثانية من ملتقى الأعمال السوداني المصري. وأضاف: “نريد تحويل الأزمة التي يمر بها السودان، والتي يُطلق عليها العالم بأنها منسية، إلى أزمة غير منسية”، مشيدًا بتكاتف السودانيين وصمودهم في وجه الحرب.