بورتسودان: التحول
عقد رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان أمس الثلاثاء، لقائين هامين كل على حداة في مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة بولاية البحر الأحمر، والتقى بسفير الصين لدى السودان جانغ شيان هوا. بينما عقد لقاء آخر بالوفد البرلماني الموريتاني، بحثت العلاقات وسبل دعمها وتطويرها وتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وتشير هذه التحركات إلى توجه سوداني حثيث للانفتاح على الحلفاء الدوليين والإقليميين، في محاولة لخلق توازن دبلوماسي يُعيد للسودان حضوره في الساحة الإقليمية والدولية، وسط توتر في العلاقات بين السودان والمجتمع الدولي ومايعانيه من ضغوط متزايدة. وفي وقت تتصاعد فيه العمليات العسكرية والانتهاكات الواسعة في مدينة الفاشر ومخيمات النازحين بدارفور، وفي ظل حصار سياسي ودبلوماسي خانق تعيشه الحكومة السودانية، يأتي هذين اللقائين في مسارين متوازيين: دولي عبر بكين، وإقليمي عبر نواكشوط، في محاولة واضحة لكسب هوامش دعم سياسي وشرعية دولية مفقودة.
وقال وكيل وزارة الخارجية بالإنابة، السفير إدريس إسماعيل ، في تصريح صحفي إن اللقاء تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها في مختلف المجالات، وخاصة مجال استخراج النفط في أعقاب وصول نفط جنوب السودان إلى ميناء بشائر، مضيفاً أن رئيس مجلس السيادة حمل السفير الصيني رسالة للرئيس الصيني في هذا الخصوص.
وأشار وكيل الخارجية بالإنابة إلى أن السفير الصيني أشاد بالجهود التي تبذلها الحكومة لتحقيق السلام والاستقرار وإنهاء الحرب.
من جانبه، قال السفير الصيني إن اللقاء بحث أوجه التعاون المشترك بين البلدين وسبل تفعيلها وتعميقها وتعزيزها في مختلف المجالات، بجانب سبل تنفيذ مخرجات قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني – الإفريقي التي عقدت العام الماضي بمشاركة رئيس مجلس السيادة، مشيراً إلى التنسيق المشترك بين الوزارات المختصة في السودان لتنفيذ هذه المخرجات.
وقال جانغ شيان هوا ” السودان حقق المزيد من التقدم والإنجاز في مجال الأمن والاستقرار والسلام، مشيراً إلى أن بلاده تقدر هذه الجهود الحثيثة لإحداث التنمية والسلام.
وفيما يتعلق بلقائه بالوفد الموريتاني، أوضح وكيل الخارجية بالإنابة في تصريح صحفي أن زيارة الوفد الموريتاني الزائر تأتي في إطار العلاقات الوطيدة بين الدولتين مبيناً أنه أول وفد برلماني عربي وأفريقي يزور البلاد خلال هذه الفترة.
مؤكداً أن الزيارة تأتي للتضامن مع الشعب السوداني لمواجهة الأزمة الراهنة. مبيناً أن الوفد أكد أن هذه الحرب حرب قامت بها فئة باغية حاولت الانقلاب على السلطة، ولكن بحكمة وحنكة قيادة القوات المسلحة تمكن السودان من إحباط هذه المؤامرة في مهدها.
وقال إن الوفد البرلماني الموريتاني وعد بنقل حقائق ما يحدث في السودان للشعب الموريتاني والرأي العام العربي والأفريقي .
وأضاف أن رئيس المجلس السيادي طلب من الوفد نقل شكر وتقدير حكومة وشعب السودان لحكومة وشعب موريتانيا على ما قدموه للشعب السوداني والجالية السودانية المقيمة بموريتانيا.
من جانبه قال النائب البرلماني الموريتاني مصطفى الداه صهيب، أن اللقاء تناول العلاقات التاريخية بين البلدين من منظور ثقافي .
مؤكداً حيوية العلاقات السودانية الموريتانية مبينا أنها عصية على التغيرات الداخلية والخارجية. وأضاف ان رئيس المجلس السيادي شكر الشعب الموريتاني على وقوفه بجانب السودان وإحتضانه للجالية السودانية بموريتانيا.
واستضافت نواكشوط في يناير الماضي الاجتماع التشاوري الثالث للمبعوثين الخاصين بالسلام في السودان، حول تعزيز، تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان، بمشاركة واسعة من الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالوساطة.ما يضعها في موقع الوسيط أو الداعم لمسار الحل الأفريقي للأزمة السودانية.
وفي يناير الماضي زار البرهان نواكشوط، بعد أيام قليلة من انعقاد الاجتماع التشاوري للاطلاع على مخرجاته، ووقتها كانت تتولى موريتانيا الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي قضلا بحث استعادة السودان لعضويته في الاتحاد الإفريقي.
