Site icon صحيفة التحول

البعثة الدولية لتقصي الحقائق تستمتع لشهادات من 200 لاجئ سوداني في كمبالا

أعضاء البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق حول جرائم الحرب في السودان ـ موقع مفوضية حقوق الإنسان

كمبالا: التحول

أعلنت بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق حول جرائم الحرب في السودان أنها استمعت لشهادات 200 شخص لاجئ سوداني بإجراء مقابلات مباشرة خلال زيارتها إلى العاصمة الأوغندية كمبالا في الفترة من 1 إلى 18 ديسمبر الجاري.

وقالت البعثة التي يرأسها القاضي التنزاني محمد تشاندي في بيان صحفي اطلعت عليه صحيفة “التحول”: إنها التقت بلاجئين من العاصمة الخرطوم بالإضافة إلى النيل الأزرق، دارفور، الجزيرة، كردفان، والنيل الأبيض، وذلك خلال زيارة لموقع لوصول الوافدين الجدد في مقاطعة كيرياندونغو، في أوغندا، والذي يستضيف أكثر من 50 ألف لاجئ، معظمهم من السودان وجنوب السودان، واطلعوا عن كثب على ظروفهم القاسية، في وقت وصل الصراع مرحلة جديدة تتجه شرقًا. وتشير التقديرات إلى لجوء أكثر من 64 ألف سوداني إلى يوغندا منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.

ورأى محمد شندي عثمان، رئيس بعثة تقصي الحقائق: أنه بدلاً من المساهمة بشكل إيجابي في إعادة بناء السودان، فإن ملايين اللاجئين السودانيين محاصرين في ظروف قاسية في المخيمات والمستوطنات في الدول المجاورة بينما يستمر الصراع”. “ليس لديهم وسائل أو وظائف بينما ينتظرون بشكل يائس أن يتمكنوا من العودة إلى وطنهم”.

وأشار البيان إلى أن الزيارة سلطت الضوء على الحوادث الرئيسية، بما في ذلك حصار مدينة الفاشر ومحيطها في شمال دارفور منذ أبريل 2024. وجمعت بعثة تقصي الحقائق شهادات مؤلمة عن الدمار الواسع والقتل والاغتصاب وأشكال العنف الجنسي الأخرى.

وقال إن الحصار صاحبه عمليات قصف لا هوادة فيه بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ما أثر على المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات، وأدى إلى ظروف إنسانية كارثية.

وأوضح البيان أن الخبراء استمعوا إلى النساء السودانيات حول التحديات الهائلة التي واجهنها ومعاناتهن قبل الوصول إلى أوغندا. وأبلغت مجموعة من النساء الخبراء في البعثة عن زيادة حالات الإجهاض، بينما تعرض البعض الآخر لضربات جوية أو قصف موجه للأسواق، سواء كبائعين أو أثناء الحصول على المساعدات الإنسانية الأساسية لعائلاتهم.

كما اشتكت مجموعة من النساء عن تعرضهن للتحرش الجنسي، بما في ذلك من قبل أفراد يرتدون زي قوات الدعم السريع ويتحدثون بلغات أجنبية. وتحدثت العديد من النساء عن رغبتهن في تشكيل مستقبل السودان وعدم ترك مستقبل البلد في أيدي الرجال المتحاربين.

من جهتها قالت عضو بعثة تقصي الحقائق منى ريشماوي: “إن النساء والأطفال في السودان ليسوا فقط الضحايا الرئيسيين لهذا الصراع العبثي، بل إنهم أيضًا يحملون مفتاح حياة سلمية وكريمة لجميع السودانيين”. وتابعت قائلةً: “يجب أن يكون لهم مقعد في أي مفاوضات كأطراف متساوية”.

وأضاف البيان أن الخبراء استمعوا أيضًا إلى التحديات التي يواجهها الأشخاص ذوي الإعاقة الذين عانوا من التهجير دون الوصول إلى الدعم أو الخدمات اللازمة. ونقلت البعثة رواية لأحدهم الصعوبات الشديدة التي واجهوها أثناء الفرار من مناطق النزاع دون أماكن مناسبة أو مساعدة. كما واجه ذوي الإعاقة السمعية العنف في نقاط التفتيش، حيث تم اتهامهم بالتجسس لصالح الجانب الآخر.

واستمع الخبراء بالبعثة الدولي لتقصي الحقائق إلى عدد من السودانيين الذين فروا من ولاية الجزيرة، إلى شكاوي من حالات الاغتصاب والعمل القسري وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، التي قالت بأنها ارتكبت في الغالب من قبل قوات الدعم السريع.

وقال الضحايا إن أعمال النهب والسلب التي استهدفت الأسر المدنية والمزارع قد زادت تفاقم من الأزمة الإنسانية في ولاية الجزيرة. كما تسببت القوات المسلحة السودانية أيضًا في خسائر بشرية كبيرة نتيجة القصف الجوي للمناطق المدنية.

إلى ذلك طالبت الخبيرة جوي نغوزي إيزيلو، المجتمع الدولي بدعم أوغندا والدول الأخرى التي تستضيف أعدادًا كبيرة من اللاجئين السودانيين لضمان أن يكون للاجئين الوصول إلى المرافق الأساسية، بما في ذلك التغذية والرعاية الصحية واحتياجات النظافة والتعليم، وأن يتمكنوا من العيش في ظروف إنسانية وبكرامة.

وأوضح البيان الصحفي أن البعثة الدولي لتقصي الحقائق في جرائم الحرب السودان، زارت أيضاً العاضمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث شاركت في حوار مع الاتحاد الأفريقي ووكالات الأمم المتحدة، وفقا لما يتماشى مع تفويضها للعمل مع جهود وطنية وإقليمية ودولية أخرى لمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني والجرائم ذات الصلة في السودان وتعزيز السلام والعدالة والمساءلة.

Exit mobile version