Site icon صحيفة التحول

الجيش السوداني يعلن استعادة سيطرته “الكاملة”على مصفاة الجيلي للنفط شمالي الخرطوم

الجيلي: التحول
أعلن الجيش السوداني بسط سيطرته الكاملة، اليوم، السبت على مصفاة الخرطوم في مدينة الجيلي التي تبعد 70 كلم شمالي العاصمة السودانية، الخرطوم، أكبر طحطة لتكرير النفط في البلاد، بعد معارك ضارية مع قوات الدعم السريع.
وأكد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد الركن نبيل عبد الله، أن القوات المسلحة بسطت كامل سيطرتها، اليوم، السبت على مصفاة الخرطوم بالجيلي.
وجاء في منشور للناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة العميد الركن نبيل عبد الله على الصفحة الرسمية للقوات المسلحة:”قواتنا بسطت بالفعل سيطرتها الكاملة على مصفاة الخرطوم”.

تبادلا الاتهامات:
وشهدت منطقة الجيلي معارك عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ نحو أسبوعين، لكن قبل أيام بدأ الجيش فرض حصار شديد على مصفاة الجيلي التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023م وسعى الجيش لاستردادها باستمرار ولم تنجح كل محاولاته باستثناء هذه المحاولة التي نجح فيها من بسط سيطرته الكاملة عليها وطرد قوات الدعم السريع منها.
وفي يوم الخميس أول من أمس دمر حريق ضخم مصفاة النفط الرئيسية في البلاد، والتي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، ويحاول الجيش استردادها منذ عدة أيام. وغطت سحابة من الدخان الأسود الكثيف مساحات واسعة من شمال مدينة بحري حيث توجد المصفاة في ضاحية الجيلي، كما انتشر الدخان إلى مدينة أم درمان المجاورة، وهما مدينتان تشكلان – مع مدينة الخرطوم – العاصمة الكبرى.

وتبادل الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات بتدمير المصفاة؛ إذ قال الجيش إن قوات الدعم السريع أحرقت المصفاة بالكامل، قائلاً: “عمدت ميليشيا آل دقلو الإرهابية، صباح يوم الخميس، إلى إحراق مصفاة الجيلي في محاولة يائسة لتدمير بنى هذا البلد، بعد أن يئست من تحقيق أوهامها بالاستيلاء على مقدراته وأرضه”. ومن جانبها، قالت “قوات الدعم السريع” إن طيران الجيش قصف المصفاة ودمرها بالكامل، وذلك وسط معلومات متضاربة حول العمليات العسكرية التي تدور في محاور القتال المختلفة في البلاد، بما في ذلك منطقة المصفاة.
وسيطرة قوات الدعم السريع على المصفاة في الأيام الأولى للحرب في منتصف أبريل 2023م وساهمت سيطرتها على هذا القطاع الحيوي أن تصبح خط الإمداد الرئيسي لقواتها بالوقود وبيعه في السوق السوداء. بينما ظل الطرفان يتبادلان الاتهامات بحرق وتدمير المصفاة التي شهدت عددا من الحرائق طوال فترة سيطرة الدعم السريع للمصفاة منذ العام 2023م.
غرفة التحكم:
وأعلنت القوات المسلحة من داخل غرفة التحكم والسيطرة لإدارة العمليات الحربية بولاية الخرطوم رسميا استلام مصفاة تكرير النفط بمنطقة الجيلي وظهر مقاتلون تابعون للجيش السوداني في مقطع فيديو داخل المصفاة ضمت كتيبة القوات الخاصة “المرخيات” ولواء البطانة داخل مصفاة الجيلي.
وبث جنود للجيش السوداني صورا تظهر توغلهم داخل مصفاة الجيلي والتصنيع الحربي ومكاتب جهاز الأمن، وقال الجيش -في بيان مقتضب- إنه تمكن من طرد قوات الدعم السريع من المصفاة.

منتجات متنوعة:
ومصفاة الجيلي هي المنشأة الرئيسية والأكبر لتكرير النفط في السودان، وتم إنشاؤها قبل نحو 3 عقود، وتقدر طاقتها الإنتاجية بنحو 100 ألف برميل يوميا.
ومن المنتجات النفطية للمصفاة الديزل والبنزين وغاز الطهي والكيروسين، وتلبي نحو نصف احتياجات السكان من هذه المواد.
وتم توقيع اتفاق مشترك لتأسيس المصفاة بين وزارة الطاقة السودانية والشركة الوطنية الصينية لإنتاج البترول بشهر مارس عام 1997، وبدأت عمليات الإنتاج في مايو 2000.
واشتدت المعارك خلال الأيام الماضية بين طرفي القتال، وتقدم فيها الجيش عبر عدة محاور وتمكنت متحركاته في شمبات من الالتحام بسلاح الإشارة في الخرطوم بحري والوصول إلى القيادة العامة للقوات المسلحة في مدينة الخرطوم، وهي مواقع ظلت محاصرة من قبل قوات الدعم السريع منذ نيسان/أبريل 2023.
ويخوض الجيش و”الدعم السريع” حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب، بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
قرابة 21 شهرا منذ اشتعال الحرب، والمشهد السوداني يزداد تعقيدا في ظل غياب الحلول السياسية، وسط تقارير أممية تشير إلى حدوث انتهاكات واسعة ضد المدنيين.

تحرير الرهائن من داخل مصفاة الجيلي

Exit mobile version