Site icon صحيفة التحول

السودان.. وفاة طفلة بدار رعاية تعرضت “لضرب مبرح” بواسطة مسؤول الأمن

دار المايقوما للأطفال فاقدي الرعاية الوالدية ـ متداولة

حلفا الجديدة: التحول

لفظت الطفلة السودانية تغريد محمد، فجر اليوم السبت أنفاسها الأخيرة، بدار الأطفال فاقدي السند بمدينة حلفا بولاية كسلا شرقي البلاد، بعد تعرضها لضرب عنيف من الشرطي المسؤول عن تأمين المدرسة يستخدمونها مركزا للإيواء.

لم يتورع الشرطي في ضرب الطفلة تغريد (13 عاما) بعصا غليظة في أجزاء متفرقة من جسدها النحيل، بعد أن وجدها تتشاجر مع إحدى الطفلات الليلة الماضية، ما أدى إلى حدوث نزيف داخلي تسبب في وفاتها لاحقا.

وبحسب شهود تحدثوا لـ”دروب” إن الطفلة بعد تعرضتها للضرب من الشرطي المسؤول أمس الجمعة أستلقت على المسطبة داخل المركز؛ وأبلغت صديقاتها بما حدث معها، قبل أن تفارق الحياة.

واثبت التقرير الطبي حدوث الوفاة نتيجة كسر في الرقبة ونزيف داخلي حاد، وتم مواراة جثمانها السبت، بينما اقتيد صديقاتها إلى قسم الشرطة للتحقيق معهن، ولم يتم القبض حتى اللحظة على شرطي الحراسة المتهم بارتكاب الجريمة.

ويعاني الأطفال فاقدي السند في بيئة قاسية، بعد أن جرى توزيعهم على مركزا للإيواء بمدينة حلفا الجديدة يفتقر لأدنى مقومات الحياة، عقب وصولهم من مدينة ود مدني شرقي البلاد، في أعقاب اجتياحها بواسطة قوات الدعم السريع في ديسمبر كانون الأول من العام 2023.

كانت وزارة التنمية الاجتماعية المسؤول المباشر من الأطفال فاقدي السند، أشرفت على نقلهم من مقر اقامتهم بالعاصمة الخرطوم إلى مدينة ود مدني بعد أيام قليلة من نشوب القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في ممنتصف أبريل نيسان 2023، بسبب وجودهم في مرمى النيران.

نزيف داخلي
“قام الشرطي المسؤول من تأمين دار الإيواء للأطفال فاقدي السند، وهو في حالة سُكر بضرب تغريد بواسطة عصا في ظهرها وأماكن أخرى في جسدها، ما أثر على القفص الصدري، حيث فارقت الحياة فجرا بعد حدوث نزيف داخلي” تروي المتطوعة هبة عبد الله، بحسرة مأساة الطفلة تغريد في حديثها لـ”دروب”.

وأوضحت هبة، وهي من فاقدي السند تعمل الآن متطوعة في الدار الذي نشأت وتربت فيه، أن مهمة الشرطي حراسة دار الإيواء فقط، لكنه يستغل عدم مبيت المشرفات بالدار وغياب الادارة ويتطاول على الفتيات ويضربهن ويسمعهن الفاظ نابية.

مشيرة إلى أن ادارة الدار بالتواطؤ مع السلطات في ولاية كسلا، تماطلت في اتخاذ الإجراءات القانونية وكانت تريد دفن الجثمان دون تشريح، وبعد ضغوط تم نقله إلى المشرحة.

عقب نقل الجثمان إلى المشرحة، استدعت الشرطة جميع الشهود بالدار لسماع اقوالهم، ولم تبدي هبة مخاوفها من طمس الحقيقة، محذرة من التلاعب بنتائج التشريح.

في انتظار التشريح
ولم يرد وزير التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم، صديق فريني، الذي تقع الدار تحت مسؤوليته، على أسئلة “دروب” حول القضية، لكن مشرفا بالدار، قال إن جثمان تغريد ما يزال في مشرحة كسلا في انتظار عمليات التشريح، وأوضح أن الإدارة منعت دخول أو خروج أي شخص من دار الإيواء بمدرسة أشكيت في حلفا الجديدة حتى اكتمال التحقيق في القضية.

وأبلغ المشرف الذي طلب عدم الكشف عن هويته، “دروب” أن وزارة التنمية الاجتماعية ووالي الخرطوم، تخلو عن الأطفال فاقدي السند منذ بدء الحرب، مشيرا إلى أن بعض الطفلات يضطررن إلى العمل بالمقاهي والبيوت لتوفير احتياجاتهن، نتيجة لغياب الجهات المسؤولة.

دار فاقدي السند حلفا الجديدة صورة “دروب”
جريمة
وطالب المشرف بتوقيف الشرطي إلى حين اكتمال التحقيق وصدور نتائج التحقيق، ومن ثم تقديمه لمحاكمة عادلة، وعد الخطوة التي قام بها بأنها “جريمة” في حق الأطفال فاقدي السند.

وكشف عن تمكنهم من اجلاء عدد كبير من الأطفال فاقدي السند إلى دول الجوار، بينهم 18 وصلو إلى دولة يوغندا، و480 يقيمون مع أسر بديلة في مصر، 27 بمركز طيبة في أم جرس التشادية بينهم مشردين.

وأوضح أن الاطفال الذين نقلو من الخرطوم إلى ود مدني بواسطة الصليب الأحمر واليوينسبف، بلغ عددهم 303 بينهم 175 طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة،

واتهم الدعم السريع بتجنيدهم لاحقا، اضافة إلى ثلاث فتيات تزوجن من جنود بالدعم السريع قسرا.

المصدر: صحيفة دروب

Exit mobile version