بورتسودان: التحول
دعت السفارة الصينية لدى الخرطوم، جميع المواطنين الصينيين إلى مغادرة السودان فورًا، في ظل تدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية بالبلاد.
وأوضحت السفارة الصينية في تدوينة نشرتها على حسابها عبر منصة “إكس”،أن التحذير يخص “الأفراد الصينيين وليس المؤسسات”، دون تقديم مزيد من التفاصيل، لكنها أشارت إلى أن “الوضع في السودان يزداد سوءًا، مع نقص في إمدادات المياه والكهرباء والوقود”.
وتعمل العديد من الشركات الصينية في السودان، لا سيما في مجالي النفط والإنشاءات، فيما تقلّ أنشطتها في القطاع الزراعي.
يأتي هذا التطور في وقت تتعرض فيه مدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد، لهجمات بطائرات مسيّرة لليوم الخامس على التوالي، استهدفت مواقع عسكرية ومدنية وأدت إلى حرائق في مستودعات نفط ومحطة كهرباء، وفق شهود عيان ومراسل وكالة الأناضول.
واتهم الجيش السوداني، الثلاثاء، قوات الدعم السريع بتنفيذ هذه الهجمات، بما في ذلك استهداف قاعدة “فلامنغو” البحرية، أكبر القواعد البحرية في البلاد، إلى جانب مطار بورتسودان ومحطة كهرباء ومستودعات للوقود بالميناء الجنوبي. ولم يصدر تعليق رسمي من “الدعم السريع” حول هذه الاتهامات.
وفي تطور آخر، أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن “قلقها العميق” إزاء تدهور الوضع الأمني والإنساني في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، محذّرة من “أعمال عنف مروعة” تُرتكب بحق المدنيين وعمال الإغاثة على يد قوات الدعم السريع، بحسب وصفها.
وجددت الخارجية الأمريكية دعوتها إلى السماح الكامل ودون عوائق بوصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين الفارين من مناطق القتال.
وفي تحذير مبطن من تدخلات خارجية، شددت واشنطن على ضرورة امتناع “الفاعلين الخارجيين” عن دعم أطراف النزاع بالسلاح، في إشارة غير مباشرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تُتهم من قبل مراقبين وخبراء بدعم قوات الدعم السريع، ما يعزز من إطالة أمد الحرب وتفاقم الكارثة الإنسانية.
وتخوض قوات الجيش السوداني والدعم السريع حربًا دموية منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، أسفرت عن أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، بحسب بيانات أممية، في حين تشير تقديرات أكاديمية أمريكية حديثة إلى أن عدد القتلى قد تجاوز 130 ألف شخص.