الخرطوم: التحول
عثرت القوات المسلحة السودانية، خلال عملياتها الأخيرة لتطهير مناطق جنوب أم درمان، على مقابر جماعية تضم رفات ضحايا احتجزتهم (الدعم السريع) داخل إحدى المدارس بمنطقة الصالحة، حيث استخدموا كدروع بشرية في ظروف إنسانية مأساوية
وتمكنت القوات من تحرير عدد كبير من المدنيين والمتقاعدين من القوات النظامية، كانت قوات الدعم السريع اعتقلتهم من منازلهم على خلفية انتماءات عرقية، دون ارتكابهم لأي جرم.
وبلغ عدد المحتجزين داخل المدرسة 648 مواطناً، توفي منهم 465 بسبب الإهمال الحاد، ونقص الغذاء والدواء والرعاية الطبية، قبل أن يتم دفنهم في مقابر جماعية، ضمّت بعضها أكثر من 27 جثماناً.
وفي ظل التقدم العملياتي الذي أحرزته القوات المسلحة والقوات المساندة لها، نشرت القوات المسلحة اليوم خريطة محدثة تظهر مواقع سيطرتها، على خلفية الانتصارات الاخيرة بولاية الخرطوم وبعض المواقع.
وجاء في التعليق على الخريطة “القوات المسلحة السودانية، والقوات النظامية الأخرى مسنودة بالشعب السوداني وهي تواصل الليل بالنهار دكاً لأوكار قوات الدعم السريع، وتستمر في عمليات تطهير البلاد من عناصرها في طريق إنهاء التمرد ونشر الأمن والاستقرار والإنطلاق لإعادة البناء والتعمير في كل ربوع الوطن وتظهر في الخريطة ولاية الخرطوم كاملة تغطيها مواكب النصر وجحافل القوات المسلحة بعد دحرها للملشيا تماما من كل أنحاء الولاية”.
انتهاكات قوات الدعم السريع:
قالت مصادر من ولاية شمال كردفان- غربي وسط السودان، إن قوات الدعم السريع تواصل في ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرتها داخل الولاية.
ونقلت صحيفة “التغيير”، أفادات عن مصادر أن أفراداً من قوات الدعم السريع ارتكبوا قبل أسبوعين جريمة اغتصاب بحق فتاتين في منطقة أم قلجي الواقعة جنوب مدينة بارا. وأضافت أن الجنود اقتادوا الضحيتين من منزلهما تحت تهديد السلاح قبل أن تعادا في اليوم التالي.
إلى ذلك اعتبرت قوات الدعم السريع وجود جثامين متحللة في منطقة سيطرتها بأمدرمان، محاولة بائسة ومكشوفة لتزييف الحقائق، موضحةً أن الرفات البشرية قديمة داخل إحدى المشارح الجامعية،قاطعةً بأن ماحدث مسرحية رديئة الإخراج تُراد بها الإساءة لقواتهم وتضليل الرأي العام.

وبث ناشطون موالون للجيش فديوهات تُظهر جثث متحللة داخل صناديق بحي الصالحة في أم درمان، ذات الحي الذي شهد انتهاكات واسعة للدعم السريع ضد المدنيين كان آخرها تصفية (31) مدنياً من بينهم أطفال.
وقالت قوات الدعم السريع من خلال بيان لها تحصلت عليه صحيفة “التحول”، إنّ ما تم عرضه ليس سوى رفات آدمية محفوظة داخل ثلاجات مشرحة تتبع لإحدى الكليات الطبية، لافتةً إلى أنها ممارسة علمية معتادة تُستخدم فيها الجثث لأغراض التعليم والتدريب،إلا أن الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين تسببت في توقف أعمال الصيانة والمتابعة الدورية، ما أدى إلى تحللها وتراكم الغبار والأتربة عليها، وهذا الواقع، معروف ومُوثق وليس جديداً على الجهات العدلية أو الإعلامية.