الخرطوم: التحول
تفاقمت الأزمة الإنسانية والمعيشية في ولاية الخرطوم جراء انقطاع خدمة التيار الكهربائي بالكامل عن الولاية ما تسبب في شلل تام في خدمات المستشفيات ومياه الشرب، في وقت بدأت حكومة الولاية في عمليات الإصلاح والصيانة.
وأعلن والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة عن تعرض ثلاث محطات تحويلية رئيسية للكهرباء لقصف بطائرات مسيّرة مساء أمس، ما أدى إلى خروجها بالكامل من الخدمة وانقطاع تام للتيار الكهربائي عن الولاية، بما في ذلك أم درمان والخرطوم بحري.
استهداف ممنهج وشلل للخدمات:
المحطات المستهدفة شملت، محطة المرخيات غرب أمبدة، محطة ود البخيت في كرري، محطة المهدية التي كانت تغذي أحياء واسعة في العاصمة.
ووصف الوالي القصف بأنه “استهداف ممنهج للمنشآت الاستراتيجية بهدف شل الحياة اليومية”، متهمًا قوات الدعم السريع بالوقوف خلف الهجوم بعد فشلها في المواجهة المباشرة مع الجيش.
وأوضح أن انقطاع الكهرباء أدى إلى شلل كبير في الخدمات الأساسية مثل المياه والمستشفيات، وهو ما يفاقم الأوضاع المعيشية المتدهورة التي يعاني منها المواطنون منذ بداية الحرب.
وأثنى الوالي بسرعة على تحرك قوات الدفاع المدني في احتواء الحرائق الناتجة عن القصف، ومنع امتدادها إلى مناطق سكنية. كما شدد على ضرورة التنسيق بين القوات النظامية، أجهزة الطوارئ، ومهندسي الكهرباء لإعادة التيار في أقرب وقت.
في السياق ذاته، وجهت لجنة تنسيق شؤون أمن ولاية الخرطوم برئاسة اللواء عمر شينكو، باتخاذ سلسلة تدابير عاجلة، أبرزها، تأمين الوقود لمحطة مياه المنارة والآبار، تأمين الوقود للمستشفيات لضمان استمرار العمليات الجراحية، توفير المياه والغاز للمخابز، تفعيل غرف الطوارئ للعمل على مدار الساعة، مضاعفة جهود إصلاح المحطات الكهربائية.
تحديات فنية وأمنية متزايدة
قال مدير قطاع نقل الكهرباء بالخرطوم، المهندس إبراهيم محمد آدم، إن إصلاح الأعطال يمثل “تحديًا كبيرًا” نظرًا لارتباط الكهرباء بالخدمات الحيوية كالمياه والمراكز الطبية. وأكد بدء التنسيق مع كهرباء سد مروي لتوفير الدعم الفني.
من جانبه، كشف اللواء د. المطري أحمد القوني، مدير الدفاع المدني بالإنابة، أن الهجوم وقع بشكل متزامن على عدة مواقع، معتبرًا أن استهداف الكهرباء هو “استهداف مباشر لحياة المواطن”، ويعكس تحول المعارك نحو البنية التحتية المدنية.
قضايا أمنية ومجتمعية موازية
خلال الاجتماع الأمني ذاته، قررت حكومة الولاية تمكين جهاز حماية الأراضي من إزالة التعديات والمخالفات العشوائية، وأشادت بتراجع معدلات الجريمة نتيجة تفعيل الطوفان المشترك وانتشار الأجهزة الأمنية، إضافة إلى ضبط كميات من الممنوعات في حملات أمنية خلال الأيام الماضية.