الوضع الإنساني في ولاية الجزيرة بالسودان يبقى كارثيا
حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من استمرار تدهور الوضع الإنساني في ولاية الجزيرة التي تعد واحدة من 17 منطقة في السودان مهددة بالمجاعة، وفقاً للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي.
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام فرحان حق، في المؤتمر الصحفي اليومي إن برنامج الأغذية العالمي تمكن اليوم من إيصال أول شحنة مساعدات – منذ أكثر من عام – إلى مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة. ووصلت 11 شاحنة محملة بـ 260 طنا من المواد الغذائية والإمدادات الغذائية، تكفي لأكثر من 20,000 شخص.
كما أشار المتحدث إلى أن الشركاء الإنسانيين يخططون لإجراء تقييم للاحتياجات في المدينة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والمياه والخدمات الصحية، بالإضافة إلى سوء التغذية الشديد.
وأكد فرحان حق أن الوصول الفوري إلى المياه النظيفة أمر بالغ الأهمية، إذ إن معظم محطات المياه في المدينة لا تعمل، مما يضطر السكان للاعتماد على مصادر مياه غير آمنة، بشكل يزيد من المخاطر الصحية.
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية على ضرورة توفير مزيد من الموارد للاستجابة لهذه الأزمة، وأهمية حماية المدنيين في ظل التقارير المتعلقة بحالات إطلاق نار، وتقييد حركة السكان، والعنف القائم على النوع الاجتماعي في المنطقة.
وأوضح برنامج الأغذية العالمي، الإثنين، وصول أول قافلة مساعدات إنسانية متحركة من مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، إلى ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة بأمان.
ومن شأن الخطوة أن تنقذ حياة عشرات الآلاف من سكان ود مدني الذين يعيشون تحت وطأة ظروف إنسانية بالغة القسوة.
وفي 11 يناير الحالي استعاد الجيش مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، وذلك بعد نحو 13 شهرًا من سيطرة الدعم السريع عليها.
وشهدت مدينة ود مدني وعدد من قرى ولاية الجزيرة خلال سيطرة الدعم السريع دمارًا هائلًا في البنية التحتية بما في ذلك المستشفيات وجامعة الجزيرة والمقار الحكومية، بالإضافة إلى تراجع جميع أنواع الخدمات فضلا عن الاعتداء على المدنيين وتهجيرهم قسرياً ونهب مدخراتهم المالية والغذائية وممتلكاتهم.
وقال البرنامج في حسابه الرسمي على منصة إكس أمس الإثنين، إن هناك مساعدات في طريقها من كوستي إلى ود مدني في الجزيرة.
وأشار إلى أن القافلة تحمل مواد غذائية وإمدادات تغذية للعائلات المعرضة لخطر المجاعة.
وأوضح أن هذه ستكون أولى شاحنات برنامج الأغذية العالمي التي تصل إلى مدني منذ اندلاع الصراع فيها في نهاية عام 2023م.
وكانت العاصمة السودانية الخرطوم، قد استبقت ود مدني بوصول أول قافلة مساعدات إنسانية لها في 26 ديسمبر الماضي، في بلد يعاني فيه نحو 25 مليون شخص من مستويات مختلفة من الجوع.