أعلنت لجان المقاومة السودانية رفضها القاطع لأي محاولة لتشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع. واعتبرتها استمرار لمسلسل الفوضى والتواطؤ مع مليشيا إرهابية تهدف لتقسيم البلاد.
وقالت لجان مقاومة كرري والفاشر في بيان مشترك على صفحاتهن في منصة “فيسبوك” اطلعت عليه صحيفة “التحول”: إنها ترفض تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع
وأكدت على إن الثورة والمقاومة الوطنية مستمرتان، ومراهنة على أن الشعب الذي كسر قيود الماضي قادر على صنع مستقبل أفضل. وقطعت بأن إرادة الثوار لن تسقط، ولن تنطفئ جذوة المقاومة. وتابعتا: “نقف اليوم معاً، كرري والفاشر، كتفاً بكتف، دفاعاً عن الوطن، ووفاءً لدماء الشهداء، وصوناً لأهداف الثورة”.
واعتبرت أن دوافع هذه النخب، أي القوى السياسية الداعية لتشكيل حكومة موازية، لم تتعدَّ الشره السلطوي والمصالح الضيقة، واتهمتهم باستخدام الشعب كوقود لصراعاتهم، دون اعتبار لمصالحه وتضحياته. وقالت: إنّ هذه النخب لم تتعلم من أخطائها، وما زالت تحاول استغلال مآسي الحرب لتحقيق أجنداتها، متجاهلة الإرادة الشعبية التي تجاوزتهم منذ نهايات عام 2019. إعادة تعريف الصراع وترسيخ السيادة الوطنية إن الحرب الحالية ليست مجرد معركة داخلية بين أطراف متصارعة، بل هي حرب تستهدف كيان الدولة السودانية وجوداً ومستقبلاً. إنها امتداد واضح لمخططات إقليمية ودولية تهدف إلى تفتيت السودان وتحويله إلى مناطق نفوذ تخدم مصالح قوى الاستعمار الحديث وأدواته في المنطقة.
وتورد صحيفة “التحول” نص بيان لجان مقاومة كرري والفاشر.
⭕️ تنسيقية لجان المقاومةالفاشر بيان مشترك تحية الفخر والصمود باسم كل الثائرات والثوار، نبعث بتحية فخر وإجلال لثوار و جنود مدينة فاشر السلطان وقواتها المسلحة و المشتركة. أنتم خط الدفاع الأول عن الأرض والعرض والوطن، وصمودكم الباسل في وجه مليشيات الغدر والخيانة يبعث الأمل في أن إرادة الشعوب لا تُكسر. من كرري الصمود إلى الفاشر الباسلة، كل التحايا الزاخرة بالفخر والتقدير لدوركم الوطني العظيم في هذه الحرب المصيرية.
النخب السياسية: استعلاء تاريخي وفشل مستمر لقد ظلت النخب السياسية السودانية، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، تاريخياً أسيرة استعلاء فكري ترى فيه نفسها مركز الذكاء المطلق، بينما تصف الشعب بالجهل أو الغباء. هذه النخب طالما فرضت على الشعب نمطاً معيناً من التفكير والمواقف، مطالبةً باتباعها بشكل أعمى، وإلا كان مصيره الوقوع تحت طائلة أوصافها الجاهزة والمعلبة، التي غالباً ما تكون منفصلة تماماً عن الواقع.
إن هذا الانفصال التاريخي، الذي يتسم بتكرار الفشل، هو ما يدعم موقفنا نحن الشابات والشباب الثائرون، إلى تجاوز هذا النادي السياسي المهترئ ، إن بناء مؤسسات مدنية جديدة تنطلق من قلب الواقع وتعبر عن مصالح الشعب المباشرة، هو السبيل الوحيد للخروج من دائرة الوصاية السياسية المغلقة وقطع الطريق أمام أي محاولة لاختطاف ثمار التضحيات الجسام.
ثورة ديسمبر بالطبع ليست مشروع نخبة سياسية؛ بل هي إرادة شعبية، تقودها الأجيال الجديدة التي أثبتت قدرتها على كسر قيود الماضي. البلد هذه خيرها في شبابها، ومستقبلها ملكٌ لإرادتهم الصلبة. فمنذ تأسيس مليشيات الدعم السريع، التي كانت أداة إجرامية للنظام البائد، وحتى تحالفات قوى الحرية والتغيير مع نفس هذه المليشيا، لم تكن تلك النخب سوى عبء على ثورة ديسمبر وأهدافها النبيلة، الكيزان أسسوا مليشيا الدعم السريع وأيدوه حتى بعد انكشاف جرائمه بحق الشعب السوداني، بينما قحت لم تتورع عن التحالف معه والتواطؤ معه خلال حرب أبريل المشؤومة، متجاهلين المصير المظلم الذي يتربص بالبلاد جراء خيانتهم لأهداف الثورة نفسها قبل الوطن.
إن دوافع هذه النخب لم تتعدَّ الشره السلطوي والمصالح الضيقة، حيث استخدموا الشعب كوقود لصراعاتهم، دون اعتبار لمصالحه وتضحياته. هذه النخب لم تتعلم من أخطائها، وما زالت تحاول استغلال مآسي الحرب لتحقيق أجنداتها، متجاهلة الإرادة الشعبية التي تجاوزتهم منذ نهايات عام 2019. إعادة تعريف الصراع وترسيخ السيادة الوطنية إن الحرب الحالية ليست مجرد معركة داخلية بين أطراف متصارعة، بل هي حرب تستهدف كيان الدولة السودانية وجوداً ومستقبلاً. إنها امتداد واضح لمخططات إقليمية ودولية تهدف إلى تفتيت السودان وتحويله إلى مناطق نفوذ تخدم مصالح قوى الاستعمار الحديث وأدواته في المنطقة.
منذ عقود، لعبت القوى السياسية المتعاقبة دوراً محورياً في تمكين هذا المشروع التخريبي. الحركة الإسلامية عبر النظام البائد أنشأت مليشيات الدعم السريع لتكون أداة طيعة بيدها، فيما تحالفت قوى الحرية والتغيير لاحقاً مع نفس المليشيا في إطار صفقات سياسية قصيرة النظر و حتى إنها تحالفت مع النظام البائد نفسه كتحالف نداء السودان مع البشير نموذجاً ، متجاهلة خطورة هذه القوات على الأمن القومي والسلم المجتمعي.
اليوم، نجد أنفسنا أمام معركة وطنية تتطلب منا جميعاً أن نعيد توجيه الصراع نحو هدفه الحقيقي: حماية السودان من المخططات الاستعمارية التي تسعى لنهب موارده وزعزعة استقراره عبر أدوات داخلية وخارجية. ولا يمكن أن يتم هذا دون مواجهة صريحة وشفافة مع تلك القوى السياسية المعروفة حديثاً ” #تقدم ” التي خانت مبادئ ثورة ديسمبر وضحّت بتطلعات الشعب السوداني مقابل تحالفات مرحلية مع كل الأدوات التخريبية في الداخل و المنطقة و الإقليم. رفض التدخلات الخارجية وتجريم العمالة إننا نرفض بشكل قاطع أي شكل من أشكال التدخل الخارجي الذي يسعى لاستغلال حالة الحرب لتحقيق أجنداته الخاصة. ودور دولة #الإمارات في دعم وتمويل قوات #الجنجويد هو مثال واضح على هذه التدخلات التخريبية التي تهدد سيادة السودان.
كما ندعو إلى محاسبة جميع الأطراف التي شاركت في شرعنة هذه القوات أو تقديم الدعم السياسي لها، سواء كانت أطرافاً داخلية أو خارجية. إن معركة السودانيين اليوم ليست فقط ضد مليشيات الجنجويد، بل هي معركة لبناء #مشروعوطني جديد، مستقل، وحر، يحفظ كرامة الشعب وموارده، وينتشل السودان من براثن التدخلات الخارجية والخيانة الداخلية.
رفض الحكومة الموازية في مناطق سيطرة مليشيا الجنجويد
نؤكد رفضنا القاطع لأي محاولة لإنشاء حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الجنجويد. هذه المحاولات لا تمثل الشعب السوداني، بل هي استمرار لمسلسل الفوضى والتواطؤ مع مليشيا إرهابية تهدف لتقسيم البلاد.
إن الثورة مستمرة و المقاومة الوطنية مستمرة، وإن الشعب الذي كسر قيود الماضي قادر على صنع مستقبل أفضل. لن تسقط إرادة الثوار، ولن تنطفئ جذوة المقاومة. نقف اليوم معاً، كرري والفاشر، كتفاً بكتف، دفاعاً عن الوطن، ووفاءً لدماء الشهداء، وصوناً لأهداف الثورة.
المجد للوطن وجنده
تنسيقية لجان مقاومة كرري
تنسيقية لجان المقاومة_الفاشر
28 يناير 2025