بورتسودان:التحول
في تصعيد لافت في الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، استهدفت خمس طائرات مسيّرة انتحارية صباح اليوم الأحد مطار بورتسودان، في هجوم هو الأول من نوعه على المدينة الساحلية التي تُعدّ مركزاً لسلطة الحكومة السودانية منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023.
وأكدت مراسلة “العربية/الحدث” أن الهجوم وقع خلال نصف ساعة، وتسبب في تصاعد دخان كثيف من محيط المطار. ووفق مصدر رسمي، لم تُسجّل خسائر بشرية، إلا أن الهجوم أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء من المطار.
وسُمع دوي انفجارات وتصاعد أعمدة الدخان غرب المدينة، في تطور يُنذر بتمدد رقعة الحرب إلى المناطق الآمنة، ويهدد مركز السلطة السياسية والإدارية المؤقت في مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر.
بيان الجيش:
في بيان صادر عنه، أعلن الجيش السوداني أن المسيّرات استهدفت قاعدة “عثمان دقنة” الجوية ومستودعًا للبضائع وعددًا من المنشآت المدنية، مشيرًا إلى أن الأضرار كانت “محدودة”.
وقال الناطق باسم الجيش السوداني نبيل عبد الله إن الدعم السريع استهدفت بمسيرات انتحارية قاعدة عثمان دقنة الجوية ومستودع للبضائع وبعض المنشآت المدنية بمدينة بورتسودان صباح اليوم.

وأوضح في البيان الذي اطلعت عليه صحيفة “التحول”: “تمكنت مضاداتنا الأرضية من إسقاط عدد منها، وبعض من المسيرات المذكورة تسببت في إحداث أضرار محدودة تمثلت في إصابة مخزن للذخائر بقاعدة عثمان دقنة الجوية أحدثت انفجارات متفرقة ولا إصابات بين الأفراد”.
ويأتي هذا الهجوم المفاجئ بعد 24 ساعة من قصف مماثل لمطار كسلا بمسيرة أحدثت خسائر في مستودع للوقود.
بينما يرى البعض أنها جاءت رداً على هجوم مكثف للجيش السوداني الذي عاد ليحلق في ولايات دارفور منذ أمس السبت، بعد انقطاع دام لفترة منذ سقوط آخر طائرة الشهر الماضي، حيث قصف بالأمس مطار نيالا ودمر طائرة كاملة من طراز “بوينغ” يعتقد بأنها محملة بأجهزة حديثة وعتاد حربي لقوات الدعم السريع.
الدعم السريع يقر بقصف مطار نيالا:
وأقر الناطق الرسمي بإسم قوات الدعم السريع الفاتح القرشي بتدمير طيران الجيش السودان لطائرة تتبع للدعم السريع بمطار نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور، لكنه قال: إنّ الطائرة كانت محملة بمواد طبية.
وقال القرشي في تصريح صحفي: صباح اليوم تهاجم مسيراتنا مطار بورتسودان، مشيراً إلى أن جيش الفلول اسقط طائرة متجه علينا تحمل مواد طبية.
وتوعد بقوله: “مسيراتنا ستهاجم جميع المناطق الحيوية داخل بورتسودان”.
وأهاب بجميع المواطنين ضرورة التحلي باليقظة واتخاذ التدابير الاحترازية المناسبة.
ويمثل استهداف مطار بورتسودان تطورًا بالغ الخطورة، إذ كانت المدينة الواقعة في أقصى شرق السودان من المناطق “الآمنة” وكانت حتى الآن بمنأى عن الهجمات المباشرة.
ويبدو أن قوات الدعم السريع، التي تواجه تراجعًا ميدانيًا في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، تلجأ بشكل متزايد إلى استخدام المسيّرات لتعويض خسائرها على الأرض، في إطار استراتيجية حرب استنزاف.
وكانت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد كثفت في الآونة الأخيرة هجماتها بالمسيّرات على مواقع عسكرية ومنشآت حيوية داخل مناطق سيطرة الجيش، مع تعهدها بعدم الاستسلام، رغم تقدم الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان في مواقع حيوية، خاصة في الخرطوم.
تصعيد وأزمة إنسانية خانقة
بالتوازي مع هجوم بورتسودان، تتواصل الاشتباكات العنيفة في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، آخر معاقل الجيش السوداني في الإقليم، وسط تحذيرات من مجازر وشيكة وانهيار كامل للبنية الإنسانية.
وفي غرب كردفان، أعلنت قوات الدعم السريع قبل يومين السيطرة على مدينتي النهود والخوي، في مؤشر على اتساع رقعة المواجهات خارج الخرطوم ودارفور.
ومنذ اندلاع الحرب، قتل عشرات الآلاف من المدنيين، ونزح أكثر من 13 مليون شخص داخل السودان وخارجه، فيما تهدد المجاعة ملايين السكان وسط انهيار القطاع الصحي وشحّ المساعدات الإنسانية.





