Site icon صحيفة التحول

تصفيق وإستفهام !!

صباح محمد الحسن

أطياف
صباح محمد الحسن

طيف أول :
لو تدرك كل الحقيقة من أول أمنية سقطت في الخفاء
وحتى آخر حبل متين لعلمت
أن كل مالم تدركه كان جزء مهم من نص مفقود للحكاية!!

ومدني الجميلة تعود الي حضن الأمان خبر يرمم ويرتق المشاعر المهترئة في أغوار الشعب السوداني سلاماً وأمنا وطمأنينة لطالما أن العودة الي الديار باتت واصبحت أقصى احلامه وامانيه المسلوبة فهنئيا للشعب السوداني فرحته التي يستحقها
مايليه.. هو أن قبولك للأشياء كما هي دون أستفهام أو سوال يجعلك على دكة التصفيق بلا وعي، وابراهيم لكي يطمئن قلبه قال له ” أرني كيف تُحْيِ الموتى) !!
لذلك لابد من السؤال كيف تم تحرير مدني، كم دارت المعركة بين الجيش وقوات الدعم السريع !! وكم عدد الشهداء وعدد الأسرى والجرحى والمصابين !! ماهي اهم لحظات الكر والفر في المعركة!!
كيف تمت مطاردة قوات الدعم السريع هل فروا فرادى ام جماعات ام تسلقوا الأشجار
على طريقة الأفلام السينمائية!!
ولويظن البعض أن هذه الأسئلة تجعلنا نخشى او نتردد أن نُدمغ بما ليس فينا فهم صدقا ً واهمون
او أن نصفق على الحلبة رقصا وطرباً “من سكات”… واهمون!!
ولو ظن البعض أن تحرير مدني هو خصم على عملية ومشروع (أن تنتهي الحرب سلاما لاسلاحا ) ايضا واهمون!!
ولو حرر الجيش القيادة العامة في الخرطوم وقال أن النصر غدا لدعوناه للحل سلما حتى لاتموت روح مابين “الليله وباكر” هذه دعوتنا التي لن نكف عنها أبدا.
وثمة عدة مفاتيح وطرق لدخول الجيش الي ولاية الجزيرة ومخطئ من يظن أن تحرير المدن لايتم ولايحدث إلا بمعركة وإراقة دماء ففي الحروب العالمية بين الدول العظمى مكالمة هاتفية واحدة قد تهديك السيطرة على عدة مدن ، وأنت على مقعدك الدوار
وليت كل الإنتصارات تتم دون معارك ودون سفك للدماء فما العيب إن تم دخول مدني دون معارك بين الطرفين، وما هي الفلسفة في أن النصر لابد أن يأتي بالقتل وسفك الدماء والتمثيل بالجثث!!!
فتحرير مدني طُبعت “بوسترات” النصر له قبل دخول الجيش الولاية، دُفعت تكاليفها من الخزينة العامة ببورتسودان فالحروب صفقات وليست كلها صفعات !!
وعظيم ان تعي الأطراف المتحاربة أن تحرير المدن من قبضة الخصم له عدة طرق اسوأ الدروب فيها هو المشي على الجثث دون الشعور بإعدام الإنسانية في ميدان عام
وبالأمس كتبنا إسفيريا إن عودة ولاية الجزيرة الي حضن الأمان تعني انتصارا للسلام ولاتعني انتصارا للحرب أي إن كل مايحققه الجيش من إنتصار سيدعم خطة السلام المتفق عليها على تقاسم المدن والمواقع ومن ثم الجلوس على طاولة تفاوض
وحتى خروج حميدتي وحديثه عن إتهام دول حاربت مع الجيش في ود مدني هو جزء من الخطة السياسية المسبقة، فالرجل الآن مُلزم أن يسوق للعالم أن قواته هي الأضعف ، ولابد أن يلمّع اسم الجيش
فالحلول المتفق عليها دوليا لاتسمح بعلو قوات الدعم السريع على المؤسسة العسكرية “ميدانيا” تريد جيشا بكامل عافيته وقوته وهيبته لكي تدمج فيه قوات لابد أن تكون أقل منه قوة وليس منطقيا أن تكون أقوى !! وهذا لن يتم إلا بمنح مزيد من السيطرة على الأرض
إذن قوة الجيش وتماسكه ووضع يده على مناطق اكثر والحفاظ علي رأس القيادة فيه هذه مطالب دولية ، إن لم يحققها الجيش لنفسه لتدخلت الدول الراعية لتمكنه من تحقيقها، ليس لأجل عيون البرهان ولكن لأجل عيون السودان الجديد الذي لن يتم فيه بناء جيش واحد قوي ومهني إلا تحت مظلة المؤسسة العسكرية
وحميدتي مُلزم أن ينفذ ماتقتضيه ضرورة التفاوض فإن لم ترجح كفة الجيش بولاية الجزيرة فسيجبر بأن يتبرع بالمزيد !!
عليه فإن كل صيغة تحقق سلاما وأمنا لهذا المواطن المغلوب على امره المتعطش لهذه اللحظات هي واجب أن نصفق لها ولكن ليس بطريقة التصفيق الأبكم ، التي يمليها علينا دعاة الحرب، سيما أولئك الذين تظل عقدتهم سياسية وهمهم فقط أن ينالوا من دعاة السلام والقوى السياسية ، اكثر من همهم من النيل
من الدعم السريع ، ففي قانون الحرب وفقهها ، الهزيمة والإنتصار لاتأتي إلا بمعركة ضارية تنتهي لطرف بالربح او الخسارة فما دونه هو تحرير سياسي بزي عسكري ، كل مهمة القوات فيه هو أخذ صورة سيلفي من قلب المدينة)
و تحدثنا من قبل عن مطالبة الجيش لمهلة مسبقة حتى يحقق انتصارا على الارض تحفظ له مكانته وهيبته على الطاولة
وذكرنا( لو أن جنيف فتحت ابوابها للتفاوض ولبى البرهان الدعوة فحضوره ربما يشكل فرقا في الميزان التفاوضي اكثر مما كان عليه في جدة
وميزان التفاوض يحتاج الي ثقل يجعل كفتيه تتكافأ
وفقا لموافقة دولية مسبقة على عملية قسمة السيطرة ، فكلما تعادلت بالتساوي او رجحت كفة الجيش، كلما اقتربت الخطوات نحو التفاوض والسلام.. وليس في إتجاه استمرار الحرب، لهذا ذكرنا أن تحرير الجزيرة خطوة نحو السلام وليس انتصارا في الحرب !!
طيف اخير :

لا_للحرب

سيطرة الجيش على الجزيرة وجولة البرهان الإفريقية ترتيب القادم عسكريا وسياسيا!!

الجريدة

Exit mobile version