الرنك: التحول
قالت السلطات الحكومية بمقاطعة الرنك بولاية أعالي النيل بجنوب السودان، إن قوة عسكرية تتبع للجيش السوداني سلمت نفسها لقوات دفاع جنوب السودان بمنطقة هلكة على الحدود مع ولاية النيل الأبيض السودانية مساء الاثنين.
وأوضح محافظ مقاطعة الرنك اكوج جول اشيك في تصريح نقله “راديو تمازج” الثلاثاء، إن المجموعة التي سلمت نفسها بقيادة ملازم أول في معيتهم عربة قتالية.
وأشار المحافظ إلى أن هذا التطور جاء نتيجة للمعارك التي تشهدها المناطق الحدودية السودانية مع مقاطعة الرنك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لا سيما منطقة التبوت بولاية النيل الأبيض.
وكشف المحافظ عن تسليم قوة أخرى من الجيش السوداني لقوات دفاع جنوب السودان في منطقة قونمبار مع ولاية سنار دون ان يفصح عن مزيد من المعلومات عن هذه القوة.
وأشار محافظ مقاطعة الرنك عن تدفقات جديدة للفارين من القتال نحو المناطق الحدودية لمقاطعة الرنك مشيرا إلى أن العدد في المناطق الشرقية للمقاطعة بلغ نحو سبعة ألف شخص فضلا عن المناطق الأخرى مع ولاية سنار والنيل الأبيض.
مضيفا أن فرقاً من المنظمات الإنسانية توجهت لتلك المناطق للوقوف على الأوضاع الإنسانية لهؤلاء المواطنين.
وناشد المحافظ السلطات الحكومية بالولاية والمركز والمنظمات الإنسانية إلى ضرورة التدخل العاجل لاحتواء الأزمة المتصاعدة التي تشهدها المناطق الحدودية لمقاطعته الأمر الذي ينعكس سلبا على حياة مواطنيه من النواحي الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
لاتفاوض ولاهدنة:
في غضون ذلك جدد نائب القائد العام للجيش السوداني، الفريق أول شمس الدين كباشي، رفض الحكومة بعد التفاوض، وقطع بأن الجيش لن يخوض أي تفاوض أو هدنة أو وقف لإطلاق النار في المرحلة الحالية، مشددًا على أن المسار السياسي لن يكون ممكنًا إلا بعد حسم المعركة عسكريًا.
وأطلق الكباشي تصريحاته خلال زيارة ميدانية إلى ولاية سنار الثلاثاء، رافقه فيها نائب مدير جهاز المخابرات العامة، الفريق محمد عباس اللبيب، ونائب مدير منظومة الصناعات الدفاعية، اللواء الركن معتصم عبدالله.
وخلال زيارته، تفقد كباشي مصنع سكر سنار واطلع على الأضرار التي تعرض لها نتيجة ما وصفه بـ”التدمير الممنهج” الذي نفذته قوات الدعم السريع، متهمًا إياها بالعمل تحت غطاء مزاعم كاذبة لتحقيق الديمقراطية.
تدمير ممنهج:
وأكد كباشي حرص الحكومة السودانية على إعادة إعمار ما تم تدميره، مشددًا على عزم الجيش والقوات النظامية على تحرير كامل الأراضي السودانية ممن وصفهم بـ”العملاء والخونة”، ودحر قوات الدعم السريع التي تستهدف وحدة السودان.
وتلقى الكباشي تنويراً حول سير العمليات العسكرية بالمحور الغربي والخطوط المتقدمة نحو ود مدني، كما اطمأن على جاهزية القوات المسلحة والقوات النظامية الاخرى والمستنفرين لخوض معركة الكرامة والعزة لدحر المليشيا الإرهابية، مثمناً الجهود المبذولة والروح المعنوية العالية للقوات المسلحة، متعهداً بالاحتفال بالنصر قريباً من داخل مدينة ود مدني.
وفي تصريحات سابقة الإثنين، أعلن وزير الدفاع فريق يس ابراهيم عن عدة انتصارات تحققت في سوح العمليات العسكرية وقال في مؤتمر صحفي انه تم استلام ام القرى شرق الجزيرة وأن متحرك الصياد على تخوم أم روايه مؤكدًا هلاك الكثير من قادة الدعم السريع و إستمرار العمليات حتي الخلاص منها.
تحييد المسيرات:
من جهته قال الأمين العام لوزارة الدفاع لواء ركن احمد صالح أن “الدعم السريع” انتهجت نهجًا جديدًا في حربها علي السودان بإرسال المسيرات علي دفعات كثيرة، كما حدث في الفاشر وعطبرة ومروي، مشيرًا إلى أن المسيرات المستخدمة تنضوي تحت فصيلة الاستراتيجية الانتحارية الكبيرة مؤكدًا أن امتلاك هذا النوع من المسيرات لأيتم إلا عبر اتفاقات بين وزارات الدفاع في الدول.
وأكد صالح أن القوات المسلحة تراقب وترصد وتحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب وأشار إلي أن الآليات التنفيذية في الدولة ستعمل علي تقديم شكوي رسمية ضد الدول المتورطة في الحرب، سيما وأن دعمها لقوات الدعم السريع لازال مستمرًا ونوه إلى أن القوات المشتركة استولت علي مسيرات ضمن شحنات وارده إلى قوات الدعم السريع.
واضاف الأمين العام في تنوير صحفي لوزارة الدفاع أن القوات المسلحة نجحت في تحييد المسيرات بالكامل عن طريق المضادات الأرضية كما أنها حيدت مواقع إطلاق المسيرات وأجرت فحص علي الحطام.
وقال اللواء أن الامارات وعبر شركة فلاي اسكاي نفذت خمسين رحلة إلي دولة مجاورة محملة بالمسيرات وأن نفس الشركة متورطة في معاملات مماثلة.
انتهاك الجوار والقانون:
من جهته قال وزير الخارجية علي يوسف أن الأوضاع في البلاد شهدت تصعيدًا خطيرًا من قبل قوات الدعم السريع بشن هجمات عشوائية ضد المدنيين الأبرياء، الأمر الذي يعد انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني والقيم والاعراف الدولية الخاصة بحماية المدنيين خلال فترات النزاع مشيرًا إلي أن الجهات المختصة وثقت لتلك الجرائم، سيما استخدام “الدعم السريع” لمسيرات بعيدة المدى منوهًا إلى تورط الامارات في صناعة تلك المسيرات وتجنيد مرتزقة كولومبيين مايجعلها شريكًا مباشرًا ويحملها المسؤلية الجنائية في الانتهاكات .
وأشار وزير الخارجية علي يوسف في مؤتمر صحفي نظمته وزارة الإعلام إلى أن تشاد تعاونت مع قوات الدعم السريع باتاحة أراضيها لتصبح منصة انطلاق المسيرات، وقال إن فعل تشاد يتعاوض مع حسن الجوار وخرق الالتزامات للعلاقات الدولية.