Site icon صحيفة التحول

تقرير حقوقي حول أوضاع المعتقلين في سجن ود مدني.. تعذيب ممنهج وغياب كامل للعدالة

صورة من مقطع فيديو في مدينة مدني ـ الراكوبة

التحول: متابعات

مقدمة

يكشف هذا التقرير الحقوقي عن الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها أكثر من 1796 معتقلًا في سجن ود مدني الخاضع لسيطرة الخلية الأمنية المشتركة التابعة للجيش السوداني. تستند هذه المعلومات إلى شهادات مباشرة ووثائق حصرية حصلت عليها الراكوبة، وتوضح نمطًا ممنهجًا من الاعتقالات العشوائية، وسوء المعاملة، وغياب العدالة القانونية، في ظل صمت رسمي وتواطؤ واضح من الجهات المسؤولة.

كما نقلت صحيفة “الراكوبة” من مصادر موثوقة أن هناك ثلاثة سجون أخرى في الحصاحيصا والمناقل والفاو، تشهد أحداثًا مشابهة من اعتقالات تعسفية، تعذيب ممنهج، وغياب كامل للعدالة.

بالإضافة إلى ذلك، تفيد المعلومات الموثوقة التي حصلت عليها الصحيفة بأن السلطات العسكرية تقوم باحتجاز المعتقلين أيضًا في مستشفى علوب للأمراض النفسية والكاملين في ظروف غير إنسانية تتعارض مع القوانين المحلية والدولية.

وأعلنت الصحيفة أن بحوزتها مقاطع “فيديو” وأدلة موثقة لهذه الانتهاكات بوضوح.

  1. الاعتقال العشوائي واستمرار حملة الاعتقالات

وفقًا للشهادات التي حصلت عليها الصحيفة فإن عدد المعتقلين في سجن ود مدني يبلغ 1796 معتقلًا حتى وقت إعداد هذا التقرير، مع ارتفاع مستمر في أعداد المحتجزين نتيجة لاستمرار حملات الاعتقال التي تنفذها القوات العسكرية والمليشيات التابعة لها.

التوزيع التفصيلي للمحتجزين:

حملات الاعتقال لا تقتصر على الأشخاص المرتبطين بأنشطة سياسية أو مجتمعية، بل امتدت لتشمل المدنيين العاديين، بمن فيهم النساء والأطفال، ما يعكس سياسة ممنهجة لقمع الأصوات المعارضة وإرهاب السكان المحليين.

  1. ظروف الاحتجاز – انتهاك ممنهج لحقوق الإنسان

تشير الشهادات الحصرية التي حصلت عليها الراكوبة إلى أن أوضاع الاحتجاز في سجن ود مدني تمثل انتهاكًا واضحًا للحد الأدنى من المعايير الدولية الخاصة بمعاملة السجناء:

“نعيش على حافة الموت. نعاني من الجوع، العطش، والإهانة المستمرة. لا نعلم متى سينتهي هذا الجحيم”، يقول أحد المعتقلين في شهادته.

  1. غياب العدالة القانونية

جميع المعتقلين في سجن ود مدني تحت “التحري” والانتظار دون تقديم تهم رسمية أو إجراءات قانونية واضحة.

“يتم استجوابنا باستمرار دون تقديم أي تهم رسمية. نشعر بأننا محتجزون كرهائن، وليس كمعتقلين”، يقول أحد المعتقلين السابقين.

  1. الإهمال الطبي والوفيات داخل السجن

تشير التقارير إلى أن الظروف الصحية داخل السجن متدهورة إلى درجة خطيرة:

“شاهدنا أحد المعتقلين يموت أمامنا بسبب الجوع. تركوا جثته في الزنزانة حتى بدأت في التحلل”، يقول أحد المعتقلين.

  1. احتجاز المعتقلين في مستشفى علوب والكاملين

علمت الراكوبة من مصادر موثوقة أن السلطات السودانية لا تكتفي بسجون ود مدني والحصاحيصا والمناقل والفاو، وإنما تقوم بنقل بعض المعتقلين إلى:

“يتم نقل المعتقلين إلى مستشفى علوب بحجة أنهم مصابون بأمراض نفسية. لكن الحقيقة هي أنهم يُعذبون هناك بطريقة ممنهجة”، يقول أحد الشهود.

  1. الجهات المتورطة

وفقًا للوثائق التي حصلت عليها الراكوبة، فإن إدارة السجن تخضع لسيطرة الخلية الأمنية المشتركة، التي تتبع مباشرة لأوامر القيادة العسكرية في الجيش السوداني.

  1. الخاتمة – استمرار الانتهاكات وسط صمت محلي ودولي

ما يحدث في سجون ود مدني والحصاحيصا والمناقل والفاو ومستشفى علوب والكاملين يمثل انتهاكًا صارخًا لكافة المواثيق الدولية. استمرار الاعتقالات العشوائية، التعذيب المنهجي، وانعدام العدالة القانونية يعكس نهجًا منظمًا لقمع الحريات وانتهاك الكرامة الإنسانية.

الراكوبة – صوت من لا صوت له

Exit mobile version