spot_img

ذات صلة

جمع

غسان كنفاني: هشاشة الاسم والمنفى المؤجّل

إبراهيم برسي في زمنٍ لا يتذكّر إلا ما يمكن أرشفته،...

السودان: تحالف «تأسيس» يشرع في ترتيبات إعلان «الحكومة الموازية»

نيروبي: التحول خصص قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو...

متاحف نوبية غير قابلة للتدمير

د. أحمد التيجاني سيد أحمد عندما انقلب السحر على الساحر،...

كيف تشكل المليشيات خطرا على الدولة ووحدة السودان؟

تاج السر عثمان ١. اوضحت الحرب اللعينة الجارية حاليا خطر...

تقرير حقوقي: نقص الغذاء في دارفور بلغ (76%) و(62%) في كردفان،(59%) في الخرطوم، و873 حالة اختفاء قسري وخروج 87% من المستشفيات عن الخدمة

التحول: متابعات

كشف تقرير صادر عن تجمع منظمات حقوقية عن معاناة ملايين السودانيين خلال عامين من الحرب 15 أبريل 2023 ــ أبريل 2025م، من نقص حاد في الغذاء والدواء، ووفق إحصائيات أوردها التقرير فإن دارفور سجلت النسبة الأعلى بنسبة قدرها (76%) تليها كردفان (62%)، الخرطوم (59%)، النيل الأبيض (53%)، الجزيرة (47%) وسنار (33%). وسلط التقرير الضوء على الأزمة التي سببتها الحرب إنسانياً واقتصادياً واجتماعياً وسياسياً.

وأشار التقرير الصادر عن تجمع ومنظمات المجتمع المدني السودانية والتحالف العربي للدفاع عن حقوق الإنسان، فرع السودان، بحسب الإحصائيات إلى سقوط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، ونزوح أكثر من 10 ملايين شخص داخليًا وخارجيًا، مما يجعل السودان من بين أكبر أزمات النزوح في العالم، حيث يمثل الأطفال 76% من الضحايا، تليهم النساء بنسبة 22%، وكبار السن بنسبة 2%.
واستعرض التقرير، تداعيات للحرب الدائرة في السودان منذ أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وذلك بعد مرور عامين على اندلاع الصراع. وأكدت المنظمات الموقعة على التقرير أن الحرب المستمرة لم تحقق أي أهداف استراتيجية للأطراف المتنازعة، بينما كان المدنيون هم أكثر الضحايا، إذ أسفرت عن أزمة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ السودان الحديث، طالت آثارها الأطفال والنساء وكبار السن بصورة خاصة. وفصّل التقرير الأبعاد الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتفاقمة، مسلطًا الضوء على التدهور الحاد في الخدمات الأساسية وانهيار مقومات الحياة.

وقال معدو التقرير، لقد بلغ عدد النازحين داخليًا نحو 13.8 مليون شخص يتوزعون في ولايات البحر الأحمر، نهر النيل، شرق دارفور، جنوب دارفور، الشمالية، ومناطق متفرقة من كردفان، في حين لجأ نحو 2.2 مليون سوداني إلى دول الجوار مثل مصر وتشاد وأوغندا وكينيا وإثيوبيا وجنوب السودان وليبيا، بالإضافة إلى دول أخرى. كما تم تسجيل 873 حالة اختفاء قسري. ويتزامن ذلك مع تفشي المجاعة والأمراض في ظل انهيار شبه كامل للقطاع الصحي، حيث خرجت 87% من المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة نتيجة لتدمير البنية التحتية واستهداف الكوادر الطبية، ما أدى إلى تفشي أمراض مثل الكوليرا والملاريا.

اقتصاديًا، كما ورد في التقرير، فقد أدى استمرار الحرب إلى انهيار المؤسسات، حيث أُغلقت البنوك وتوقفت الأنشطة التجارية في عدة ولايات، ما فاقم من مستويات البطالة والفقر والجريمة. وتدهورت قيمة الجنيه السوداني بشكل حاد أمام العملات الأجنبية، فيما ارتفعت أسعار السلع الأساسية بنسبة تجاوزت 500% في بعض المناطق، ما فاقم من انعدام الأمن الغذائي بين السكان.

وعلى الصعيد الاجتماعي، أوضح التقرير أن الحرب أدت إلى تفكك النسيج المجتمعي وتزايد التوترات القبلية والمناطقية، وسط غياب شبه تام لسلطة الدولة. كما تسبب الصراع في توقف العملية التعليمية، حيث انقطعت الدراسة في معظم المناطق، مما أدى إلى ضياع جيلين دراسيين دون تعليم رسمي، بالإضافة إلى انخراط بعض الأطفال في العمليات العسكرية وتحويل المدارس والجامعات إلى ثكنات ومقار عسكرية. وتعرضت البنية التحتية العامة للتدمير، بما في ذلك الكباري والمنشآت الحيوية وخدمات المياه والكهرباء، مما زاد من معاناة المدنيين.

وأشار معدو التقرير في الجانب السياسي من الأزمة إلى أن البلاد تعيش حالة من غياب الدولة وتراجع سلطات الحكم، في ظل اتساع رقعة سيطرة المليشيات المسلحة وتآكل مؤسسات الدولة الرسمية. مؤكدين أنه لم تنجح حتى الآن الجهود الإقليمية والدولية في التوصل إلى اتفاق شامل يوقف الحرب، بسبب تباعد المواقف بين أطراف النزاع واستمرار التصعيد العسكري.

وأكد تجمع منظمات المجتمع المدني السودانية والتحالف العربي للدفاع عن حقوق الإنسان، فرع السودان، في تقريرهم على أن استمرار الحرب لن يؤدي إلا إلى المزيد من الانقسام والدمار، ودعا بشكل عاجل إلى وقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية آمنة لضمان إيصال المساعدات إلى المتضررين. كما دعا إلى استئناف عملية سياسية شاملة تشارك فيها كل مكونات المجتمع السوداني، وإلى دعم المجتمع الدولي في تقديم المساعدات والضغط من أجل التوصل إلى حل سلمي دائم. وشدد معدو التقرير في التوصيات على ضرورة إعادة إعمار البنية التحتية وإحياء الاقتصاد الوطني تمهيدًا لعودة الحياة الطبيعية، وتحقيق العدالة الانتقالية وبناء دولة مدنية ديمقراطية تضمن الحقوق والحريات لكافة المواطنين.

وتورد صحيفة “التحول” النص الكامل لبيان منظمات المجتمع المدني السودانية:

بسم الله الرحمن الرحيم

٢٠٢٥/٤/١٥

التقرير السنوي حول تداعيات الحرب في السودان بعد مرور عامين من الصراع (٢٠٢٣-٢٠٢٥)

مقدم من تجمع ومنظمات المجتمع المدني السودانية والتحالف العربي للدفاع عن حقوق الإنسان -فرع السودان

مقدمة

في أبريل 2023 اندلع صراع مسلح بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وتدخل الحرب في السودان عامها الثالث دون تحقيق اهداف إستراتيجية تخدم مصلحة الاطراف المتنازعه وتظل معاناة المدنيين الأكثر تضررا من جراء الحرب الداميه في البلاد ما أدى إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ السودان الحديث لا سيما الاطفال والنساء وكبار السن. ومع مرور عامين على بدء الحرب، لا تزال البلاد تعاني من تداعيات جسيمة على المستويات الإنسانية، الاقتصادية، الاجتماعية، والسياسية. وقد خلفت تلك الحرب اثار سلبيه علي الخدمات الانسانية بصفه خاصه.

أولاً: الأوضاع الإنسانية:
يعاني الملايين من السودانين من انعدام مقومات الحياة الاساسية وعلي رأسها الغذاء والدواء وتتفاوت نسبة تدهور الوضع الانساني من منطقه لاخري علي النحو التالي:
ولايات:
دارفور ٧٦٪
كردفان ٦٢٪
الخرطوم ٥٩٪
النيل الابيض٥٣٪
الجزيرة٤٧٪
سنار٣٣٪

ضحايا الانتهاكات الانسانيه:

تشير التقديرات إلى سقوط عشرات الآلاف من القتلى والمصابين، ونزوح ما يزيد عن 10 ملايين شخص داخليًا وخارجيًا، مما جعل السودان يعد من أكبر أزمات النزوح في العالم.
الأطفال ٧٦٪
النساء ٢٢٪
كبار السن ٢٪

النزوح :
النازحون داخليا؛
يقدر عددهم بنحو ١٣.٨ مليون نازح توزعوا في ولايات/البحر الاحمر /نهر النيل/شرق دار فور/ جنوب دارفور / الشمالية / ومناطق متفرقة من كردفان.

اللجؤ:
اللاجئون في الخارج يقدر عددهم بنحو. ٢.٢مليون لاجئ توجهوا الي دول الجوار مثل/مصر / تشاد/اوغندا/كينيا/اثيوبيا/جنوب السودان/اوغندا/كينيا/ليبيا. وغيرها من الدول.

المفقودين:
تم تسجيل ٨٧٣ حالة فقدان ما يزال مصيرهم مجهولا حتي اللحظه.

الوضع الغذائي والصحي:

يعاني أكثر من 70% من السكان من انعدام الأمن الغذائي، وانهيار شبه تام للخدمات الصحية، مع تفشي أمراض مثل الكوليرا والملاريا نتيجة لتدهور البنية التحتية الصحية.وخروج المستشفيات والمراكز عن الخدمه بنسبة٨٧٪
وانهيار تام للانظمه الصحيه من معدات ومستلزمات صحيه وطبيه واستهداف الكوادر الطبيه. مما زاد من تفاقم الوضع الصحي في البلاد.

ثانياً: الأوضاع الاقتصادية

انهيار المؤسسات:
أُغلقت معظم البنوك، وتوقف النشاط التجاري في عدد كبير من الولايات، مما أدى إلى تفاقم البطالة والجريمه وارتفاع معدلات الفقر.

العملة والتضخم:

شهد الجنيه السوداني تدهوراً حاداً مقابل العملات الأجنبية، وارتفعت أسعار السلع الأساسية بنسبة تجاوزت 500% في بعض المناطق.

ثالثاً: التأثيرات الاجتماعية

تفكك النسيج الاجتماعي:
أدت الحرب إلى توترات قبلية ومناطقية، وتزايدت حوادث العنف المجتمعي في غياب سلطة الدولة.

التحصيل العلمي:
انقطعت الدراسة في معظم أنحاء البلاد، وضاع جيلان دراسيان دون تعليم رسمي منتظم. وانخراط الأطفال والشباب في العمليات العسكرية/اتخاذ المدارس و الجامعات ثكنات ومقار عسكرية. مما ادي الي توقف العملية التعلميه في العديد من المناطق .

الخدمات الاجتماعيه العامه والبنيه التحتيه :
تدمير شبه كامل للبنيه التحتيه بما يشمل الكباري والمنشات الحيوية والترفهيه وانقطاع دائم في خدمات المياه والكهرباء مما زادمن معاناة السكان المدنيين.

رابعاً: المشهد السياسي

غياب الدولة:
انقسمت السلطة، وتراجعت مؤسسات الحكم، مع تنامي نفوذ المليشيات والمجموعات المسلحة في مناطق واسعة.

جهود السلام:
رغم المحاولات الإقليمية والدولية، لم تُثمر بعد عن اتفاق شامل ينهي الحرب، وسط تباعد المواقف بين الأطراف المتنازعة.

التوصيات

  1. دعوة عاجلة لوقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية آمنة.
  2. استئناف العملية السياسية بمشاركة جميع مكونات المجتمع السوداني.
  3. دعم جهود المجتمع الدولي في تقديم المساعدات الإنسانية والضغط نحو حل سلمي شامل.
  4. التركيز على إعادة إعمار البنية التحتية وإحياء الاقتصاد المحلي.

خاتمة
عامان من الحرب أظهرا أن الحل العسكري لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدمار والانقسام. لا سبيل لإنقاذ السودان إلا عبر الحوار، العدالة الانتقالية، وبناء دولة مدنية ديمقراطية تضمن حقوق الجميع.

صادر عن:
تجمع ومنظمات المجتمع المدني السودانية والتحالف العربي للدفاع عن حقوق الإنسان -فرع السودان

spot_imgspot_img