التحول: متابعات
يواجه أكثر من ثلاثة آلاف لاجئ سوداني، من بينهم نساء وأطفال ومسنون ومرضى، أوضاعًا إنسانية مأساوية في مدينة سبها جنوب ليبيا، بعد اندلاع حرائق واسعة في معسكرهم المؤقت قضت على آخر ما تبقى لديهم من وسائل إيواء وممتلكات شخصية.
وبث ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة مؤثرة تُظهر مئات السودانيين وهم يهيمون على وجوههم في أطراف مدينة سبها، وسط غياب كامل لأي تدخل إغاثي أو دعم رسمي، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يمر بها هؤلاء اللاجئون الفارون من الحرب في السودان عبر تشاد إلى معبر القطرون وصولاً إلى الأراضي الليبية.
وأطلق اللاجئ صالح أحمد نداء استغاثة عاجل باسم آلاف المتضررين في رسالة صوتية عبر “راديو دبنقا”، ناشد فيها المنظمات الإنسانية الدولية، والمجتمع الدولي، والقنصلية السودانية في بنغازي، والسفارة السودانية في طرابلس، للتدخل الفوري وتقديم الدعم والمساعدات الأساسية لهؤلاء اللاجئين الذين أصبحوا في العراء دون مأوى أو غذاء أو دواء.
وتعود بداية الأحداث إلى يوم الخميس الماضي، حيث اندلعت الحرائق في المعسكر بواسطة مجموعة من مواطني المنطقة يرفضون اقامة ملجأ مؤقتة في اراضيهم بحسب شهود حيث قاموا بإشعال النار في اجزاء واسعة من الملجأ ومنذ ذلك الحين تتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل متسارع، وسط صمت الجهات الرسمية وغياب أي جهود طارئة للإغاثة أو إعادة التوطين.
ويخشى مراقبون من تفاقم المأساة ما لم يتم التحرك السريع والفاعل لإنقاذ حياة الآلاف، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الأمراض وتزايد معاناة الفئات الأكثر هشاشة بين اللاجئين.
استمرار تدفق اللاجئين
وتقول مفوضية اللاجئين الأممية إن 313 ألف لاجئ سوداني عبروا إلى ليبيا منذ اندلاع الصراع في السودان في أبريل 2023.
وأوضحت إن اللجوء واسع النطاق أدى إلى زيادة الضغط على البنية التحتية والأنظمة الإنسانية الهشة بالفعل في ليبيا.
وبحسب خطة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للاستجابة للاجئين لعام 2025، من المتوقع أن يرتفع عدد اللاجئين السودانيين المحتاجين إلى المساعدة في ليبيا إلى 621 ألف لاجئ بحلول نهاية عام 2025.
ويمثل هذا زيادة بنسبة 40% مقارنة بالتوقعات السابقة، مع تحديد 446 ألف فرد إضافي على أنهم بحاجة إلى دعم إنساني عاجل منذ نوفمبر 2024.
كما أصدر برنامج الغذاء العالمي، الذي دأب على تقديم مساعدات غذائية ونقدية حيوية للاجئين السودانيين في ليبيا، نداءً عاجلاً للحصول على تمويل بقيمة 13.5 مليون دولار. ويُحذر البرنامج من أنه بدون هذا الدعم المالي، لن يتمكن من مواصلة عملياته أو تقديم الخدمات الأساسية لأعداد اللاجئين المتزايدة.
في أبريل الماضي، وصل برنامج الأغذية العالمي إلى 58,456 لاجئًا سودانيًا، ووزّع 602 طن متري من الغذاء، وقدّم 64,650 دولارًا أمريكيًا كتحويلات نقدية لتلبية احتياجاتهم الأساسية. وأكدت الوكالة أنها بحاجة إلى 5 ملايين دولار إضافية لدعم برامجها من يونيو إلى نوفمبر 2025.
يدخل الغالبية العظمى من اللاجئين عبر الحدود الجنوبية لليبيا، وكثيرون منهم في مناطق نائية محدودة الخدمات.
وحذرت وكالات الإغاثة مرارا وتكرارا من أنه ما لم يتم حشد الدعم الإضافي، فإن العديد من هؤلاء اللاجئين سيواجهون انعدام الأمن الغذائي، ونقص المأوى، والمخاطر الصحية.
تحث المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي المجتمع الدولي على تكثيف الدعم لليبيا والنازحين السودانيين، ودعت إلى التضامن والتحرك الفوري لتجنب المزيد من التدهور الإنساني.
توقف المساعدات لنحو 50 ألف لاجئ:
أعلنت شبكة أطباء السودان عن وجود أكثر من 50 ألف لاجيء سوداني يعيشون أوضاعاً مأساوية بمعسكر “كرياندنقو” بدولة يوغندا بسبب عجز المنظمات الأممية من الإيفاء بإلتزاماتها.
وقالت الشبكة في بيان على صفحتها في منصة “إكس” أطلعت عليه صحيفة “التحول” إن هنالك أكثر من 50 ألف لاجيء سوداني بمعسكر “كرياندنقو” لللاجئين بدولة يوغندا يعانون من أوضاع إنسانية بالغة التعقيد جراء توقف المساعدات الإنسانية من قبل مفوضية اللاجئيين وبرنامج الغذاء العالمي بسبب نقص التمويل، حيث يعيش السودانيين في المعسكر أوضاع مأساوية مع نقص الدواء وغياب الرعاية الصحية للأطفال والنساء الحوامل وكبار السن.
دبنقا