جوبا: التحول
أدانت وزارة خارجية جنوب السودان التصريحات الصادرة عن الفريق ياسر العطا والتي هدد فيها بمهاجمة دولة مستقلة ذات سيادة. واصفة إياها بأنها “مستفزة وغير مسؤولة”، واعتبرتها تهديدًا لعلاقات حسن الجوار وانتهاكًا للقانون الدولي.
,في بيان رسمي اطلعت عليه صحيفة “التحول”، شددت خارجية جنوب السودان على أن هذه التصريحات تتعارض مع مبدأ السيادة الوطنية وتقوض جهود تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وأضاف البيان: “نرفض بشكل قاطع أي تهديد يمس سيادتنا، ونطالب القيادة السودانية بإعادة تأكيد التزامها بالعلاقات السلمية واحترام الدول المجاورة.”
جاء بيان خارجية جنوب السودان، بعد أن صرّح ياسر العطا في مقطع فيديو متداول بأن الجيش السوداني “سيقتص من محمد كاكا ومن مراكز النفوذ في جوبا”، متوعدًا جنوب السودان، إلى جانب تشاد، بملاحقة من وصفهم بـ “أعداء السودان”.
كما زعم العطا أن مطاري إنجمينا وأم جرس في تشاد أهداف مشروعة للجيش السوداني، مؤكدًا أن القوات المسلحة السودانية “ستواصل ملاحقة قوات الدعم السريع في غرب إفريقيا، ليبيا وجنوب السودان.”
في المقابل، أكدت حكومة جنوب السودان في بيانها التزامها بالسلام الإقليمي، داعية إلى إنهاء فوري للحرب في السودان، خاصةً وأنها دفعت مئات الآلاف من السودانيين للجوء إلى جنوب السودان بحثًا عن الأمان.
كما ناشدت جوبا، المجتمع الدولي، خصوصًا الاتحاد الإفريقي، بضرورة التدخل لمنع أي تفاقم محتمل للأوضاع، مطالبة السلطات السودانية باعادة تأكيد التزامها بالعلاقات السلمية، وتجنب التصريحات التصعيدية. وأن تعكس تصريحات قياداتها احترام سيادة جميع البلدان.
وشددت حكومة جنوب السودان على أنها ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية سيادتها وكرامة مواطنيها.مؤكدة استعدادها لحماية أمتها من أي شكل من أشكال الاعتداء، غير أنها تعهدت بالاستمرار في اتباع الوسائل الدبلوماسية للحفاظ على الأمن الاقليمي.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يوجه فيها ياسر العطا اتهامات لجنوب السودان، ففي يناير الماضي، قال إن 65% من قوات الدعم السريع يتألفون من مواطنين جنوب سودانيين، وهي ادعاءات رفضتها جوبا بشدة.
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الجنوب سودانية، أبوك أيول ميان، في مؤتمر صحفي بجوبا أن العطا يقدم رسائل متناقضة، حيث يشيد بالرئيس سلفا كير، وفي نفس الوقت يتهم جنوب السودان بدعم قوات الدعم السريع.
ويأتي هذا التوتر في وقت تعاني فيه المنطقة من اضطرابات متزايدة، وسط استمرار الحرب في السودان والتوترات مع دول الجوار. ومع تصاعد الخطاب العدائي.
وتشهد دولة جنوب السودان منذ فترة، حالة من التوترات بين الرئيس سلفاكير ونائبه الأول د.رياك مشار بشأن تحديات تنفيذ اتفاق سلام أنهى حرباً بين الرجلين استمرت قرابة الخمس أعوام.
لكن تجددت التوترات التي وصلت حد اعتقال وزراء مشاركين في السلطة ضمن مجموعة مشار وفرض مزيد من الحراسة على مقر إقامة مشار، وذلك في أعقاب توترات تشهدها مقاطعة الناطر وأولينق بولاية أعالي النيل.