Site icon صحيفة التحول

حرب الكباري

معمر حسن محمد نور

معمر حسن محمد نور

نشاط محموم في ميادين القتال، مصحوب بحملات اعلامية مكثفة وتناول النتائج بين التهويل والتبخيس كل حسب صفه.،ادت الى حالة من التشوش لدى الكثيرين . والانسان بطبعه ميال الى الوصول الى صورة يفهمها ويستقر عليها، وما يجري في هذه الايام من تغبيش متعمد، قد يؤثر في الكثيرين.الذين تتقاذفهم احلام العودة الصعبة الان وواقع النزوح واللجوء والموت الكئيب.

عليه ينبغي لنا عدم الانشغال بتفاصيل يتم تسويقها من الطرفين والتركيز على الكليات حتى نكون على بصيرة.واول الحقائق الني ينبغي ان نبني عليها رؤيتنا هي ان اي انفتاح لأي قوة مقاتلة او انسحاب او اعادة تموضع. ينبغي ان يراعي حقيقة مهمة،وهي الحفاظ على خطوط الامداد اي ما يسمى بسلاسل الامداد. لان فقدانها يعرض القوة الى خطر عظيم. وطبيعة بلادنا واتساع ساحة المعركة وتخلل الانهار لها يجعل الجسور والكباري تلعب دورا حاكما في هذه المعارك.عليه فيجب تقييم اي خبر بالمقدرة على السبطرة عليها. ولن يختلف الناس على وضع هذه الجسور منذ بداية الحرب الى يومنا هذا .

بنهاية معارك الخرطوم في بداية الحرب كانت كباري سوبا والمنشية وكوبر والمك نمر وشمبات تحت سيطرة قوات الدعم السريع.اما الجيش فكان يسيطر على كبري الحديد في النيل الازرق وخزان جبل اولياء. اما بقية الكباري الرابطة بين امدرمان والخرطوم وامدرمان وبحري فقد كانت السيطرة في جهة امدرمان للجيش وبحري والخرطوم للدعم السريع وعند انفتاح قوات الدعم السريع نحو الجزيرة،اضاف اليه كبري رفاعة وحنتوب. ثم كبار صغيرة مثل دوبا والدندر بعد الانفتاح على ولاية سنار. اما بقية الكباري في البلاد فكانت في النيل الابيض والنيل الرئيسي في ولايات النيل والشمالية تحت سيطرة الجيش.

اول تغيير في وضع الكباري كان بتدمير جزء من كبري شمبات ما افقد الدعم السريع ميزة اتصال قواته من شرق النيل وحتى اقاصي دارفور. وكان تطورا خطيرا يقطع الامداد بين قواته شرق النيل وبقية المدن الثلاث ودارفور .. لذا حشد قوات كبار قادته وعمد الى السبطرة على خزان جبل اولياء. باعادة سيطرة الجيش على ولاية سنار وعاصمة الجزيرة، تواصلت سلاسل الامداد للجيش وصار متحرك الصياد مثلا امداده حتى بورتسودان لسيطرة الجيش على كبري الدويم.خزان جبا اولياء، لا يمكن تدميرة لانه تابع لمصر.ولكن يتم ضرب الاطراف لتصعيب العبور، واستخدام المسيرات والطيران الذي يدمر العربات دون الاضرار بالخزان نفسه.لنفهم امر القصف وتأرجح الوضع بين الاغلاق والفتح،ينبغي ادراك ان اغلاقه بالكامل سيضع كبري الدويم تحت الضغط ما يهدد متحرك الصياد.

اما ما يروج له اعلاميو الدعم السريع من نقل المعركة الى النيل والشمالية، فعليك ان تلقي بكل حمولات الجهوية والعنص ية واحاديث دولة 56 جانبا وتركز على الكباري.ففي النيل شمال الخرطوم توجد خمس كباري في شندي وعطبرة ومروي والدبة ودنقلا او نحو ذلك.والسيطرة على اي مدينة تعني فتح طرق الامداد لقوات الدعم السريع بين قواته في وسط السودان وغربه.اما معارك الخرطوم كمدينة، فاول مؤشر فيها فيكون بمقدرة الجيش ومسانديه عبور كبري سوبا ثم المنشية وكوبر. كعليه فأي حديث عن سيطرة يقاس بذلك فقط .صفوة القول ان اي حديث لأي طرف عن سبطرة يجب ان يقاس بالسيطرة على الكباري فقط.اما ما دون ذلك فلا وزن له.رحلات السودان

muamar61@yahoo.com

Exit mobile version