الخرطوم: التحول
شهدت منطقة شرق النيل بالعاصمة السودانية، الخرطوم، حملة اعتقالات واسعة طالت مشرفي المطابخ المركزية “التكايا” – وهي مبادرات مجتمعية تطوعية لتقديم الطعام للمتضررين من الحرب – حيث أقدمت “الخلية الأمنية” على اعتقال 13 من المشرفين، واقتادتهم إلى مقارها في أحياء النصر والفيحاء دون توجيه تهم رسمية أو توضيح أسباب الاعتقال.
وتتكون “الخلية الأمنية” من عناصر تتبع لجهاز المخابرات العامة والاستخبارات العسكرية، إلى جانب مجموعات تابعة لكتائب إسلامية مسلحة، وتُتهم هذه الجهات بارتكاب انتهاكات ممنهجة بحق المدنيين تحت مزاعم التعاون مع قوات الدعم السريع.
ووفق إفادات شهود، فقد شملت الاعتقالات الناشطين الإنسانيين “سميري أنّا” من الجريف شرق، و”مجاهد كابوس” من حي النصر، إضافة إلى عدد من المتطوعين لم تُعرف هوياتهم بعد، بينما لم تصدر السلطات بيانًا رسميًا بشأن ملابسات الاحتجاز.
وتقدّم “التكايا” خدمات إطعام مجانية لآلاف المواطنين العالقين في الخرطوم، في ظل الانهيار الكامل لمنظومة الخدمات، حيث تعتمد في تمويلها على تبرعات من الخيرين، ويشرف عليها متطوعون يقومون بشراء المواد التموينية والوقود، وتجهيز وتوزيع الوجبات على المحتاجين.
واعتبر سكان الأحياء الشرقية أن هذه الاعتقالات تمثل استهدافًا مباشرًا للجهود المدنية الساعية لسد فجوة الغذاء، في ظل تفشي الجوع وغياب أي دعم حكومي. وطالب أهالي المعتقلين بالإفراج الفوري عنهم، والكشف عن أماكن احتجازهم، كما دعوا غرف الطوارئ والمبادرات الإنسانية إلى إصدار بيان إدانة رسمي ورفع مذكرة عاجلة إلى المنظمات الحقوقية.