جوبا:التحول
غادر رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت، أمس، الإثنين، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة زيارة في رسمية تستغرق عدة أيام يرافقه خلالها عدد من الوزراء والمسؤولين، لإجراء مباحثات ثنائية مشتركة تتعلق بتعزيز العلاقات وسبل دفعها وتطويرها وبحث فرص التعاون والاستثمار بما يحقق المصالح المشتركة بين البلدين ويتم تتويجها بتوقيع اتفاقيات ثتائية.
وقالت السكرتيرة الصحفية الرئاسية ليلي أدهيو مارتن مانييل في تصريحات محدودة مقتضبة إن الزيارة تتماشى مع الجهود الجارية لتعزيز العلاقات مع المستثمرين الإماراتيين المهتمين بالاستثمار في قطاعات الزراعة والتعدين والصحة في جنوب السودان.
وأضافت ليلي أن هذه الزيارة تأتي استكمالاً لمباحثات سابقة بين الرئيس كير والمستثمرين الإماراتيين، حيث سيتم خلالها تحديد الخطوات القادمة، لتعزيز هذه الشراكات والمشاريع الاستثمارية.
وخلال الزيارة، من المتوقع أن يعقد الرئيس كير مع وفده المرافق اجتماعات ثنائية مع كبار المسؤولين ورجال الأعمال الإماراتيين لبحث سبل التعاون المشترك واستكشاف فرص التنمية المستدامة في جنوب السودان.
ويذكر ان كان في وداعه في مطار جوبا الدولي نائبه الأول الدكتور رياك مشار. ورافق كير في زيارته إلى الإمارات عدد من الوزراء المعنيين في قطاعات الزراعة والتعدين والصحة.
إقراض 13 مليار دولار:
وفي ديسمبر من العام 2023م وقعت شركة إماراتية مع حكومة جنوب السودان اتفاقية وافقت فيها الشركة على إقراض جنوب السودان 13 مليار دولار مقابل النفط.
يمثل القرض بقيمة 13 مليار دولار لجنوب السودان، بتمويل من دائرة مشاريع حمد بن خليفة، أكبر صفقة نقدية على الإطلاق للبلاد. في واحدة من أكبر صفقات النفط الخام مقابل النقد على الإطلاق. ما يقرب من ضعف الناتج المحلي الإجمالي السنوي لهذا البلد الأفريقي المنكوب بالصراع والمجاعة.
وتم التفاوض على الصفقة على هامش قمة تغير المناخ COP28 في دبي في ديسمبر/كانون الأول، والتي تعرضت رئاستها في ذلك الوقت لانتقادات بسبب سعيها المزعوم لاستخدام الحدث كفرصة للاتفاق على صفقات جديدة مربحة للوقود الأحفوري.
ذكرت بلومبرج أن إدارة مشاريع حمد بن خليفة ومقرها دبي ووزير مالية جنوب السودان آنذاك، باك برنابا شول قد اتفقا على ما يبدو على القرض في الوثائق الموقعة بين ديسمبر وفبراير.
نفط منخفض بقيمة 10 دولارات:
ومن شأن قرض HBK DOP أن يؤدي إلى إنتاج جنوب السودان للنفط حتى عام 2043 على الأقل، أي بعد سنوات من جفاف آبار النفط الحالية في البلاد.
ويعتمد جنوب السودان بشكل كبير على النفط، حيث تعد هذه السلعة مسؤولة عن 90٪ من إيرادات البلاد وجميع صادراتها تقريبًا، وفقًا للبنك الدولي. وقد تأثرت البلاد، التي حصلت على استقلالها عن السودان في عام 2011، بشدة من الحرب الأهلية السودانية، حيث تعطلت واردات الغذاء وكافحت البلاد للتعامل مع التدفق المتزايد للنازحين السودانيين إلى البلاد.
وشهد جنوب السودان أيضًا انخفاضًا في قيمة عملته هذا العام، بسبب ارتفاع معدلات الهجرة وضعف الاقتصاد. وقد أدى طلب المواطنين على الدولار الأمريكي إلى زيادة الضغط على جنيه جنوب السودان.
وذكرت بلومبرج أن القرض سيمنح الإمارات العربية المتحدة نفطًا مخفضًا من جنوب السودان لمدة تصل إلى عقدين من الزمن، وبموجب الاتفاقية سيحصل جنوب السودان على 10 دولارات أقل لكل برميل من النفط مقارنة بالمعيار الدولي.
يذكر إن 70% من القرض سيتم استخدامه لتشييد البنى التحتية في جنوب السودان. وأفادت بلومبرج أن الإمارات العربية المتحدة تعهدت باستثمارات أكبر في الدول الأفريقية أكثر من أي دولة أخرى في الشرق الأوسط.
