جوبا: التحول
قال رئيس جنوب السودان سلفا كير، أمس الجمعة، إنّ بلاده “لن تعود إلى الحرب” بعد ساعات من تعرض مروحية تابعة للأمم المتحدة لإطلاق نار مما أدى إلى مقتل أحد أفراد طاقمها. وأضاف “لقد قلت دائماً إن بلادنا لن تنزلق إلى الحرب مرة أخرى. لا ينبغي أن ندع أياً كان يستحوذ على دولة القانون. الحكومة التي أقودها ستتولى مسؤولية التعامل مع هذه الأزمة. وسنبقى ثابتين على مسار السلام”، داعياً مواطنيه إلى الهدوء.
وأعلنت الأمم المتحدة مقتل أحد أفراد طاقم مروحية تابعة لها إثر تعرضها لهجوم أثناء محاولتها إنقاذ عسكريين، اليوم الجمعة، في ولاية أعالي النيل في جنوب السودان. وقال وزير الإعلام في جنوب السودان مايكل ماكوي إنّ ما يقدر بنحو 27 جندياً قُتلوا خلال الهجوم على المروحية. ومن بين القتلى في الهجوم الذي وقع في ناصر بولاية أعالي النيل، حيث تدور اشتباكات عنيفة مع المتمردين منذ أسابيع، جنرال في جيش جنوب السودان وضباط آخرون.
وكان فريق الأمم المتحدة يحاول إخراج الجنود من المنطقة عقب تفاقم التوتر. وقال الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان نيكولاس هايسوم إنّ “الهجوم على أفراد بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان أمر مشين جداً، وقد يشكّل جريمة حرب بموجب القانون الدولي”. وأضاف “نأسف أيضاً لمقتل أولئك الذين كنا نحاول إخراجهم”.
إلى ذلك، قال متحدث باسم رياك مشار النائب الأول لرئيس جنوب السودان، اليوم الجمعة، إن القوات الموالية للرئيس سلفا كير أفرجت عن وزير معني بجهود السلام، هو حليف رئيسي لمشار، بعد تصاعد التوتر نتيجة اعتقال مسؤولين كبار. واعتقلت قوات الأمن عدة حلفاء لمشار، من بينهم وزير النفط والوزير المعني بجهود السلام ونائب لقائد الجيش، أو وضعتهم تحت الإقامة الجبرية فيما بين يومي الثلاثاء والخميس، مما يعرض للخطر اتفاق السلام الذي أنهى حرباً أهلية بين المقاتلين الموالين لكل من كير ومشار.
وذكر بوك بوث بالوانغ المتحدث باسم مشار على منصة إكس “تم الإفراج عن ستيفن بار كول (الوزير المعني بجهود السلام)… في الساعة الخامسة من صباح اليوم بعدما اعتقله جهاز الأمن الوطني مع ثلاثة من موظفي مكتبه بشكل غير قانوني أمس”. وقال لوكالة رويترز إن وزير النفط ونائب قائد الجيش ما زالا محتجزين حتى اليوم الجمعة.
جنوب السودان: اعتقال وزير النفط ونائب قائد الجيش وتطويق منزل مشار
وقال بالوانغ في وقت سابق من هذا الأسبوع إن قوات الأمن انتشرت أيضاً حول مقر إقامة مشار غير أنه تمكن من التوجه إلى مكتبه. جاءت الاعتقالات بعد اشتباكات عنيفة خلال الأسابيع القليلة الماضية في بلدة الناصر الاستراتيجية بشمال البلاد بين القوات الوطنية ومليشيا الجيش الأبيض، وهي جماعة فضفاضة تتكون في معظمها من مسلحين من قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار.
وقاتلت مليشيا الجيش الأبيض إلى جانب قوات مشار في الحرب الأهلية، بين عامي 2013 و2018، في مواجهة مع قوات غالبيتها من قبيلة الدينكا الموالية لكير. ولم تعلق الحكومة على الاعتقالات. واتهم وزير الإعلام مايكل ماكوي القوات الموالية لمشار بالتعاون مع مليشيا الجيش الأبيض ومهاجمة ثكنة عسكرية بالقرب من الناصر يوم الثلاثاء. ونفى حزب مشار تورطه في القتال.
ويتمتع جنوب السودان من الناحية الرسمية بالسلام منذ أن أنهى اتفاق عام 2018 الصراع الذي استمر خمس سنوات وأسفر عن مقتل مئات الآلاف، لكن تندلع أعمال عنف بشكل متكرر بين القبائل المتنافسة. والتقى مسؤولون من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية “إيغاد” والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي واللجنة المشتركة للمراقبة والتقييم “ريجميك”، التي تشرف على اتفاق السلام، مع مشار، أمس الخميس، ودعوا جميع الأطراف إلى استعادة الهدوء في ولاية أعالي النيل حيث تقع بلدة الناصر.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)