Site icon صحيفة التحول

صوت السلام

صباح محمد الحسن

صباح محمد الحسن صباح محمد الحسن

أطياف

طيف أول :
أيها الوطن كن صامداً لاتمنحهم حق تمزيقك
إحفظ بقايا صبرك
فإن أغنية السلام حان موعدها
والمسافة بينك والظلام
الآن يطويها الرحيل!!

و (عهدنا الذي قطعناه مع الشعب السوداني هو دحر هؤلاء المتمردين او أن ينصاعوا يجوا يقعدوا صاغرين ونشوف أي حاجة عايزنها نعملها معاهم)!!
بهذه الكلمات من داخل قيادة الجيش كتب الفريق عبد الفتاح البرهان عنوانا للمرحلة القادمة تفسيره، يعني إن نتائج السيطرة الأخيرة ستقود الجيش الي التفاوض وليس لإستمرار الحرب
فإن كان الأمر إنتهى بالوصول الي القيادة العامة كمرحلة ختام لما وضع البرهان لافتة لبداية طريق جديد، ولجاءت كلماته : ( إن عهدنا الذي قطعناه مع الشعب السوداني هو دحر المتمرين لآخر جندي) وماكان ليحتاح أن يردفها بقوله سنجلس معهم لو أتوا صاغرين، وهنا يمهد البرهان لقيادات الجيش إن جلسنا غدا فأعلموا اننا جئنا بهم صاغرين!!
وبالأمس القريب ختمنا الزاوية انه وبعد عملية السيطرة الأخيرة ، (سيخرج صوت يحدث الناس عن السلام وضرورة التفاوض لأجل مصلحة الوطن)
وفي رأي هذا أعلى صوت للقبول غير المباشر لعملية التفاوض ، ولم ينته الأمر عند البرهان،. فنائبه الفريق مالك عقار كان اكثر جرأة عندما أجاب على سؤال احمد طه ، ( أن كيف يرى السيد مالك عقار مؤسسة الجيش بعد الحرب؟!
أجاب ( أرى جيش واحد مهني مدمج فيه كل الجيوش) وهنا وكأنما عقار يقرأ من السطر الثاني لورقة الإتفاق السياسي بمنبر جدة (بناء جيش واحد مهني موحد تدمج فيه كل الجيوش) ،. فالنائب بصفته الرجل الثاني عسكريا أكد أن ليس لهم أي رؤية مختلفة ، سوى الرؤية التي نص عليها الإتفاق
وعقار يبدو أنه حضر للحوار بمزاج تفاوضي صافي
ومعلوم إن ذهب القلب الي مكان ما إحساسا ومشاعر تبعه اللسان قولا حتى دون أرادة صحابه !!
وعقار لم يستطيع إخفاء مافي قلبه من رغبة للمؤسسة العسكرية في التفاوض ، ذلك الإحساس الذي منحه سلاما داخليا حتى في طريقة الحوار كان ثابتا اكثر مما كان عليه في ظهوره على القنوات سابقا، فالدواخل المشحونة بالغضب وخطاب الكراهية تدفعك احيانا للوقوع في خطأ التصريحات لكن كان عقار بالأمس متزنا ً في إسلوبه
وتجلى الرجل وذهب الي اكثر من ذلك وقالها صراحة أنهم يريدون أن يصلحوا هذا الجيش)!! مما يعني قبولهم لمبدأ إصلاح المؤسسة العسكرية الذي ينص عليه الإتفاق ايضا
وحتى وصفه للحكومة المستقبلية قال إنها ستأتي لتقود البلاد في المرحلة الانتقالية وعندما سأله المذيع عن متى يتم تشكيلها ابتسم وقال قريبا فعقار يعلم أن ثمة حكومة قادمة ويعلم من الذي يقودها ، ولكنه لايعلم موعد إعلانها وتشكيلها لأن هذه الجزئية تحديدا تتحدث عن مرحلة مابعد الحرب التي بالطبع لاتقع ضمن إختصاصه
وحتى عندما فهم احمد طه حديث البرهان عن الدحر او الإنصياع بأنه لغة حرب بعيدا عن قبول التفاوض ، صححه عقار بقوله ( لا الفريق البرهان لم يقفل باب التفاوض ولسان حاله يقول لطه لاتجرني الي لغة الحرب من جديد دعنا هنا في دائرة الحوار السياسي
وعظيم ماكشفه عقار عن نية ورغبة المؤسسة العسكرية التي ظللنا ننصحها بضرورة التفاوض الذي في حقيقته يعمل على إبعاد الدعم السريع أكثر من أبعاده عن طريق البندقية
والسؤال الذي كان حاسما وجعل اللقاء ذو نكهة وطعم هو أن احمد طه إستخدم “هل” كأداة مباشرة لاتحتمل إلا إجابة مباشرة ( هل يمكن وبعد أن حقق الجيش إنتصاراته يمكن أن يغلق باب التفاوض نهائيا قال عقار ( لا لم نغلق باب التفاوض ولن نرفض السلام)
وماقالة البرهان من جملة (إن اتو صاغرين نشوف اي حاجه نعملها معاهم) هي جملة بالعامية السودانية فقط حولها عقار الي العربية الفصحي (لن نغلق باب التفاوض)
ولأول مرة يعود للقيادة العسكرية عقلها ورشدها في طريقة الخطاب العسكري الذي كانت تصبغه بلغة العنف والتهديد والذي لم يجلب إلا الخراب والدمار والقتل والتشريد
والفلول غاضبة من تصريحات عقار وهذا جزاء من (يفهم متأخرا ) فلا شك أنه يتفاجأ بمثل هذه التصريحات ،
والميدان قد يشهد اشتباكات بين فلول الإسلاميين والجيش بعد حالة الإدراك إعتراضا على هذه الخطوات والعمل على عرقلتها، ولكنها ستكون متواضعة لأنها قد تأتي دون رغبة القيادات المستسلمة لأمر الواقع بتعقل.
والذي قام بترتيب الميدان العسكري بلا شك وضع في حسبانه ترتيب المشهد السياسي
فلو قبلت الفلول بالمطروح سيكون تفاوضا آمنا وإن لم تقبل سياتي التفاوض بحراسة مشددة
والبرهان الذي يفتخر بالعدد الكبير من الشعب السوداني الذي سانده في الحرب ليجرب ويرى العدد الذي يسانده في السلام عندها سيتفاجأ انه بخيار الحرب كان يمثل فئة من الشعب وبالسلام سيسانده كل الشعب السوداني، أنصاره وخصومه.
طيف أخير :

لا_للحرب

غدا على الأطياف :
تزامن الخطاب الدولي ودعوته للتفاوض مع إعلان الجيش السيطرة وماتبعه من تحركات !!

الجريدة

Exit mobile version