سنار: التحول
في إطار جولاته الميدانية للمناطق التي استعادتها القوات المسلحة، قام رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام لقوات الشعب المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بزيارة ميدانية مفاجئة إلى محلية الدندر ومنطقة مايرنو بولاية سنار، حيث التقى سلطان عموم قبيلة الفلاتة في السودان، السلطان عبد الرحمن محمد طاهر.
وتأتي الزيارة ضمن سلسلة تحركات تهدف إلى كسب التأييد الجماهيري ورفع الروح المعنوية للقوات النظامية والمجتمعات المحلية، وإبراز استقرار الأوضاع في المناطق التي تم “تحريرها” من سيطرة قوات الدعم السريع، التي وصفها بيان الزيارة بـ”المليشيا الإرهابية”.
وفي كلمة مقتضبة ألقاها البرهان خلال اللقاء، أشاد بمجاهدات أهالي مايرنو ومحيطها، مؤكدًا أن تلاحمهم مع القوات المسلحة يعكس “إرادة شعبية صلبة” في مواجهة ما وصفه بـ”العدوان المسلح على الدولة”.
دعم شعبي:
من جانبه، عبّر سلطان عموم قبيلة الفلاتة، السلطان عبد الرحمن محمد طاهر، عن التزام أهل المنطقة بدعم القوات المسلحة والمشاركة في صفوف المقاومة الشعبية. وأكد على ضرورة مطاردة من وصفهم بـ”أوباش التمرد” حتى استعادة ما تبقى من أراضي دارفور وكردفان، وتحقيق السلام والاستقرار في ربوع البلاد.
وقد شهدت الزيارة حشودًا جماهيرية كبيرة خرجت لاستقبال رئيس مجلس السيادة، مرددة هتافات داعمة للجيش ورافضة لوجود قوات الدعم السريع، في مشهد وصفه مراقبون بأنه يحمل رسالة سياسية واجتماعية قوية.
وتأتي هذه الزيارة في توقيت حرج تشهد فيه البلاد تصعيدًا عسكريًا متواصلاً في إقليم دارفور ومدن كردفان الكبرى، وسط دعوات دولية متزايدة لوقف إطلاق النار وفتح مسارات آمنة للمساعدات الإنسانية. من غير المستبعد أن تهدف الزيارة إلى بناء فصائل المقاومة الشعبية كقوة احتياطية في ظل التصعيد المتواصل في جبهات القتال المختلفة.
ويرى محللون أن البرهان يسعى من خلال هذه الزيارات إلى إعادة بناء التحالفات القبلية والمجتمعية حول القوات المسلحة، وتعزيز شرعيته الشعبية في مناطق استراتيجية تقع على خطوط التماس.