spot_img

ذات صلة

جمع

غسان كنفاني: هشاشة الاسم والمنفى المؤجّل

إبراهيم برسي في زمنٍ لا يتذكّر إلا ما يمكن أرشفته،...

السودان: تحالف «تأسيس» يشرع في ترتيبات إعلان «الحكومة الموازية»

نيروبي: التحول خصص قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو...

متاحف نوبية غير قابلة للتدمير

د. أحمد التيجاني سيد أحمد عندما انقلب السحر على الساحر،...

كيف تشكل المليشيات خطرا على الدولة ووحدة السودان؟

تاج السر عثمان ١. اوضحت الحرب اللعينة الجارية حاليا خطر...

في ظل القصف والجوع: اعتقالات جماعية لـ 50 شخص من قيادات النازحين في مخيم أبوشوك بالفاشر

الفاشر: التحول
18 أبريل 2025

في وقت يعيش فيه آلاف النازحين في مخيم أبوشوك بمدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور، أوضاعًا إنسانية قاسية وسط المعارك، جاءت حملة اعتقالات نفذتها استخبارات الجيش السوداني والقوات المشتركة التابعة لحركات الكفاح المسلح الموقعة على اتفاق جوبا، لعدد 50 شخصاً، لتعمّق مآساة النازحين الذين يعانون من هجمات قوات الدعم السريع.

بحسب ما أفادت به المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في بيان تحصلت عليه صحيفة “التحول”، فإن العشرات من قيادات ونشطاء النازحين قد جرى اعتقالهم يوم 17 أبريل، وُجهت إليهم تهم تشمل “التحريض على مغادرة المخيم نحو مناطق أكثر أمنًا”، و”التعاون مع قوات الدعم السريع”. وتصف المنسقية هذه التهم بأنها “باطلة”، وتعتبرها محاولة لـ”قمع الأصوات المستقلة داخل المخيمات”.

هذه الاعتقالات لم تأتِ بمعزل عن السياق الميداني المتدهور، فمخيم أبوشوك الذي يستضيف عشرات الآلاف من النازحين، يتعرض منذ مايو 2024 لهجمات متكررة من قبل قوات الدعم السريع التي ظلت تفرض حصاراً محكما على مدينة الفاشر، استخدمت فيها القذائف المدفعية الثقيلة، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى، وتدمير منشآت أساسية كمصادر المياه والمرافق الصحية. كما سبق للجيش السوداني أن نفّذ ضربات جوية على المخيم في يناير الماضي، ما زاد من تعقيد المشهد الأمني والإنساني.

ورغم أن بعض قادة النازحين سعوا لتنظيم حركة جماعية نحو منطقة طويلة التي تعد أكثر أمنًا نسبيًا، إلا أن الجيش والقوات المشتركة حاصروا المخيم ومنعوا أي حركة خروج، مستخدمين النازحين كـ”دروع بشرية”، وفق ما تؤكده المنسقية.

مجاعة بطيئة وأزمات متلاحقة

لا تقف معاناة النازحين عند حدود القصف والقيود الأمنية. فداخل المخيم، تتفاقم الأزمات المعيشية. يعاني السكان من انعدام شبه كامل للغذاء والدواء، بينما ارتفع سعر برميل المياه إلى 25 ألف جنيه سوداني، نتيجة تدمير مصدرين رئيسيين للمياه بسبب القصف. كما أغلقت الأسواق، وندر توفر السلع الأساسية، وسط تحذيرات من انزلاق الوضع إلى مجاعة واسعة النطاق.

وتضيف المنسقية أن هذه الظروف تمثل “جريمة حرب مكتملة الأركان”، حيث يتحول النازحون من ضحايا للنزاع إلى رهائن له، بين مطرقة القصف وسندان التجويع والاعتقال.

نداء للمجتمع الدولي

في ختام بيانها، حمّلت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين، الجيش السوداني والقوات المشتركة، المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة المعتقلين، وطالبت بالإفراج الفوري عنهم دون قيد أو شرط، ووقف استغلال المدنيين. كما دعت قوات الدعم السريع إلى التوقف عن استهداف المخيمات، وناشدت الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتدخل العاجل لحماية النازحين، بموجب الاتفاقيات الدولية لحماية المدنيين في النزاعات المسلحة.

ويرى مراقبون أن في دارفور اليوم، لم تعد مخيمات النزوح ملاذًا، بل صارت ساحة معركة تُنتهك فيها إنسانية الإنسان، دون رادع، ودون حماية.

spot_imgspot_img