جوبا: التحول
أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة بقيادة النائب الأول للرئيس الدكتور رياك مشار، “الخميس”، اعتقال وزير بناء السلام استيفن فار كول من مكتبه من قبل أفراد تابعين لجهاز الأمن.
وأبلغ فوك بوث بالونق، السكرتير الصحفي بالإنابة لمكتب رياك مشار، في تصريح لراديو تمازج، اعتقال القيادي في الحركة. وقال “لقد اعتقل من مكتبه الساعة في الثالثة من بعد ظهر اليوم مع سكرتيره من قبل أفراد جهاز الأمن الوطني”.
ويعد اعتقال الوزير فار، هو ثالث مسؤول رفيع في الدولة ومن القيادات السياسية للحركة الشعبية في المعارضة وتأتي هذه الخطوة في إطار التصعيد المتبادل بين الحزبين الحاكمين وبالتزامن الجيش الأبيض مدينة الناصر بولاية أعالي النيل يوم “الثلاثاء” والسيطرة على ثكنات الجيش الحكومي.
واعتقلت السلطات الأمنية كل من الجنرال قبريال دوب لام، يوم الثلاثاء الذي يشغل منصب الرئيس المشارك لمجلس الدفاع المشترك، ونائب رئيس أركان الجيش. ووزير النفط فوت كانق صباح الأربعاء إلى جانب حراسه الشخصيين وأفراد أسرته. وذلك عقب اجتماع لمؤسسة الرئاسة انعقد بطلب من مشار كان معنيا بمعالجة الأزمة.
فيما وُضِع ضباط آخرون تحت الإقامة الجبرية، هم الجنرال كوانق قاتكوث كيرجوك، المفتش العام للجيش، والجنرال ويسلي ويليبي، مساعد رئيس الأركان للإمدادات، والجنرال أشاب خميس فحل، مساعد رئيس الأركان للتوجيه المعنوي، والجنرال قرنق أيي أكول، المدير العام للمشتريات بوزارة الدفاع وشؤون قدامى المحاربين، وممثل تحالف سوا.
ويوم الأربعاء قال المتحدث الرسمي بإسم الحكومة ووزير الإعلام مايكل مكوي، في مؤتمر صحفي، أن الاعتقالات التي تتم القيادات السياسية والعسكرية، بسبب انتهاك القانون.
وتأتي الاعتقالات وسط تصاعد التوترات في أعقاب استيلاء الجيش الأبيض، على قاعدة لقوات دفاع شعب جنوب السودان في مقاطعة الناصر بولاية أعالي النيل. وتزعم الحكومة أن الجيش الأبيض متحالف مع الحركة الشعبية لتحرير السودان المعارضة بقيادة الدكتور رياك مشار، وهو ادعاء تنفيه المعارضة.
وقال المسؤول الحكومي: “لقد اُعْتُقِلُوا لأنهم كانوا في نزاع مع القانون، ولا يوجد مزحة في ذلك، وما نحتاجه هو الأمن، وإذا تم اعتقال أي شخص، فذلك لسبب ما”.
وأوضح مكوي، وهو عضو بارز في الحزب الحاكم، الحركة الشعبية لتحرير السودان الذي يتزعمه الرئيس سلفا كير، أن عبارة “تعارض مع القانون” تشير إلى انتهاكات مزعومة لأحكام القانون.
وتابع “إذا كنت في نزاع مع القانون، فهذا يعني أنك متهم بانتهاك أحكامه، وبمجرد انتهاكك، فأنت تلقائياً في صراع مع القانون وعرضة للاعتقال وإجراءات المحكمة”.
وقال مكوي، إن الجيش الأبيض سيطر على المنطقة العسكرية في الناصر، وذكر أن قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان في جوبا اتصلوا بقائد قوات دفاع شعب جنوب السودان في الناصر، وحثوه على الاستسلام من أجل سلامته وسلامة قواته.
وراجت أنباء عن نشر السلطات في جنوب السودان تعزيزات أمنية على مقر إقامة النائب الأول لرئيس حكومة جنوب السودان د.رياك مشار رئيس الحركة الشعبية في المعارضة، برغم نفي الوزير وجود تعزيزات أمنية إلا أنه عاد وأكد أن نشر القوات حول جوبا يهدف إلى ضمان أمن المواطنين.
إجلاء أفراد الجيش الحكومي:
من جهته أكد السكرتير الصحفي للنائب الأول لرئيس الجمهورية رياك مشار، فوك بوث بالوانق، أن إجلاء قائد قوات دفاع شعب جنوب السودان مجور منيوك ونحو 40 من جنوده ستتم خلال اليوم وعزا تلك الخطوة بهدف تهدئة التوترات في مقاطعة الناصر وبخروج قوات دفاع شعب تكون مقاطعة الناصر قد خضعت بالكامل للجيش الأبيض التابع للحركة الشعبية في المعارضة.
وقال “سيطرة الجيش الأبيض على الثكنات العسكرية بعد قتال مع قوات دفاع شعب جنوب السودان يوم الثلاثاء، ويختبئ الجنود المتبقون داخل المركبات المدرعة والدبابات”.
وأوضح أنه تم التوصل إلى اتفاق بين الجنرال مجور منيوك، قائد قوات دفاع شعب جنوب السودان في ناصر، والمسؤولين المحليين، وقادة الجيش الأبيض للسماح لطائرة تابعة للأمم المتحدة بنقل الجنود العالقين جواً.
وقال “إن المبادرة يقودها النائب الأول للرئيس الدكتور رياك مشار لإجلاء جنود قوات دفاع شعب جنوب السودان العالقين في الناصر، وستقل طائرة بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان حوالي 19 شخصاً في كل رحلة، لكن العدد الإجمالي للجنود الذين سيُجْلَوْن قد يصل إلى 40، وسوف تعطي الأولوية للجرحى”.
كان من المتوقع أن تتم عملية الإجلاء من ناصر إلى ملكال ثم إلى جوبا على دفعات، مساء الأربعاء لكن العملية تأخر.
إعفاء السفيرة في نيروبي:
في غضون ذلك أعفى رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت، سفيرة بلاده في كينيا مونيكا اشول ابيل، من منصبها وإقالتها من وظيفتها في وزارة الخارجية أيضاَ، وفقا لمرسوم صدر يوم “الأربعاء”.
ولم يوضح القرار الذي بثه التلفزيون الحكومي مساء الأربعاء، أسباب الإعفاء والفصل غير أنه أشار فقط إلى أن القرار يأتي ضمن صلاحيات الرئيس في التعيين والفصل للمسؤولين الحكوميين بموجب قانون الخدمة الدبلوماسية والقنصلية لعام 2011.
وتم تعيين السفيرة مونيكا ابيل كسفيرة لدى كينيا في نوفمبر 2024، خلفا للسفير شول أجونقو ماوت، الذي أعيد تعيينه وزيرا لشؤون الرئاسية في أغسطس من العام نفسه.
قلق أوربي وأمريكي:
وعبرت سفارات “كندا وفرنسا وألمانيا وهولندا والنرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي” عن إزعاجها من الأعمال العدائية الأخيرة في ولاية أعالي النيل، والتي أسفرت عن خسائر كبيرة في الأرواح.
وأعربت السفارات في بيان صحفي صدر أول أمس الأربعاء عن قلقها إزاء التقارير التي تفيد باعتقالات شملت كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين.
وجاء في البيان: “نحن ننضم إلى نظرائنا في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية “إيغاد”في الدعوة إلى وقف فوري للأعمال العدائية ولجميع الأطراف والشركات التابعة لها لممارسة أقصى درجات ضبط النفس، ويجب على القادة المتمركزين في جوبا إثبات التزامهم بالحوار السلمي وإعطاء الأولوية لمصالح شعب جنوب السودان”.