دنقلا: التحول
شهد مطار دنقلا، حاضرة الولاية الشمالية، صباح اليوم الإثنين، هجومًا بطائرات مسيّرة أطلقتها قوات الدعم السريع، أحدث خسائر فادحة فيما تمكنت فرق الدفاع المدني من احتواء الحرائق.
وقالت مصادر بحسب قناة “الحدث” إن الهجوم استهدف مخزنًا لوقود الطائرات داخل حرم المطار، ما أسفر عن اندلاع حريق ضخم، تمكنت فرق الدفاع المدني من احتوائه لاحقًا، وسط انتشار أمني كثيف وتعزيزات وصلت إلى محيط المنشأة الحيوية.
ووفق شهود عيان، دوّت انفجارات عنيفة داخل المطار، فيما شوهد الدخان يتصاعد بكثافة من الجهتين الشرقية والغربية، بالتزامن مع تحليق منخفض لعدة مسيّرات.
مصادر مطلعة أكدت تضرر مبانٍ ومنشآت داخل المطار جراء القصف، بينما أُغلقت جميع الطرق والمعابر المؤدية إليه، في ظل حالة من الهدوء الحذر تسيطر على المدينة بعد احتواء الحريق.
وفي يناير الماضي قصفت قوات الدعم السريع، محطة تحويلية للكهرباء في دنقلا ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن المدينة وخروج المحطة عن الخدمة، وذلك بعد استهداف محطتي سد مروي بالولاية الشمالية والشوك بولاية القضارف، وخروجهما عن الخدمة.
توسع رقعة الحرب:
الهجوم على مطار دنقلا يفتح الباب أمام يشير إلى أن قوات الدعم السريع تحاول توسيع رقعة العمليات العسكرية خارج نطاق دارفور وكردفان والخرطوم، باستهداف الولاية الشمالية وولاية نهر النيل بحسب آخر تصريحات قائد ثان قوات الدعم السريع عبدالرحيم دقلو، بنقل المعارك إلى هناك.
ويرى مراقبون أن هذا التطور قد يُنذر بتحول نوعي في استراتيجية الدعم السريع، والتي باتت تعتمد على الطائرات المسيّرة لتنفيذ عمليات بعيدة المدى، في وقت تتعثر فيه جولات المفاوضات ويفاقم النزاع المستمر من تدهور الوضع الإنساني في مختلف أقاليم السودان خاصة دارفور.
ويكتسب مطار دنقلا الدولي أهمية كبيرة في خريطة النزاع السوداني، نظرًا لموقعه الجغرافي، حيث يقع في عمق الشمالية، على مقربة من الحدود المصرية ونقطة التقاء طرق الإمداد القادمة من الصحراء الليبية وغرب النيل.
تصعيد أم تحول استراتيجي؟
الهجوم يُعد سابقة نوعية، لا سيما أنه يأتي في وقت تشهد فيه جبهات القتال في دارفور تصعيدًا متسارعًا، خاصة في مدينة الفاشر، ما قد يشير إلى محاولة الدعم السريع تشتيت قدرات الجيش السوداني عبر توسيع رقعة العمليات إلى مناطق لم تكن مهددة في السابق.
ويرى محللون أن استخدام المسيّرات ذات التقنية العالية بهذه الفاعلية، واستهداف منشآت حساسة على هذا البعد، يُمثل تحديًا حقيقيًا لقدرة الجيش على حماية البنية التحتية الحيوية، ويعيد تسليط الضوء على هشاشة الوضع الأمني حتى في المدن البعيدة عن خطوط النار المباشرة.
