spot_img

ذات صلة

جمع

غسان كنفاني: هشاشة الاسم والمنفى المؤجّل

إبراهيم برسي في زمنٍ لا يتذكّر إلا ما يمكن أرشفته،...

السودان: تحالف «تأسيس» يشرع في ترتيبات إعلان «الحكومة الموازية»

نيروبي: التحول خصص قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو...

متاحف نوبية غير قابلة للتدمير

د. أحمد التيجاني سيد أحمد عندما انقلب السحر على الساحر،...

كيف تشكل المليشيات خطرا على الدولة ووحدة السودان؟

تاج السر عثمان ١. اوضحت الحرب اللعينة الجارية حاليا خطر...

مؤتمر لندن ينجح في جمع 902 مليون دولار ودول عربية تفشل مساعي لحل الصراع في السودان

التحول: وكالات

انهارت محاولة بريطانية لتأسيس مجموعة اتصال تُسهّل محادثات وقف إطلاق النار في السودان يوم الثلاثاء، عندما رفضت دول عربية توقيع بيان مشترك بعد مؤتمر عُقد في لندن.

وقد مثّل الخلاف الذي استمر طوال اليوم بين مصر والسعودية والإمارات بشأن البيان المشترك انتكاسة دبلوماسية كبيرة للجهود الرامية إلى إنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين في السودان.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها تأسفت لعدم التوصل إلى اتفاق بشأن مسار سياسي للمضي قدمًا، لكنها أكدت أن هناك تقدمًا قد أُحرز.

وأصدر وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، ونظراؤه من فرنسا وألمانيا والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي بيانًا مشتركًا للرؤساء المشاركين في ظل غياب بيان ختامي، تعهدوا فيه بدعم “الجهود الرامية إلى إيجاد حل سلمي ورفض جميع الأنشطة، بما في ذلك التدخلات الخارجية، التي تؤدي إلى تصعيد التوترات أو إطالة أمد القتال أو تمكينه”، كما دعا البيان إلى حل لا يؤدي إلى تقسيم السودان.
جمع 902 مليون دولار:

وافتتح لامي المؤتمر بأمل كبير، وقال: “الكثيرون تخلّوا عن السودان، وهذا خطأ. إنه خطأ أخلاقي عندما نرى هذا العدد الهائل من المدنيين يُقطع رأسهم، وأطفال لا تتجاوز أعمارهم عامًا واحدًا يتعرضون للعنف الجنسي، ومزيد من الناس يواجهون المجاعة أكثر من أي مكان آخر في العالم. لا يمكننا ببساطة أن نغضّ الطرف. وبينما أتحدث، يواجه المدنيون وعمال الإغاثة في الفاشر ومخيم زمزم للنازحين عنفًا لا يمكن تصوره”.

وأضاف: “العقبة الأكبر ليست نقص التمويل أو النصوص في الأمم المتحدة، بل غياب الإرادة السياسية. علينا إقناع الأطراف المتحاربة بحماية المدنيين، والسماح بدخول المساعدات إلى البلاد، وتقديم السلام على كل شيء”.

وأفاد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، الثلاثاء، بأن المؤتمر الذي عُقد في العاصمة لندن حشد 800 مليون يورو (902 مليون دولار) لدعم الوضع الإنساني في السودان.

وقال لامي،في بيان إنه “في اعتراف بحجم المأساة الإنسانية، أبرز ثمانية مشاركين في المؤتمر أعلنوا التزامهم بتوفير 813 مليون جنيه إسترليني من التمويل للسودان وجيرانه هذا العام”.

وأشار إلى أن هذه الالتزامات صادرة من المملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “نيابة عن المفوضية الأوروبية ودولها الأعضاء”، وفرنسا وألمانيا والإمارات وكندا وسويسرا.

لكن جهوده لإقناع الدول العربية بالاتفاق على مجموعة من المبادئ الدبلوماسية لمجموعة الاتصال المستقبلية لم تثمر.

التشديد على وحدة السودان:
وقال الرؤساء المشاركون في مؤتمر لندن، في بيان نشرته وزارة الخارجية البريطانية، إن المشاركين في المؤتمر ركزوا على إحراز تقدم في تحقيق الأهداف المشتركة المتمثلة في إنهاء النزاع وتخفيف معاناة الشعب السوداني.

وأوضح البيان أن المشاركين أكدوا التزامهم الراسخ بسيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه، إضافة لدعم تطلعاته إلى مستقبل سلمي وضرورة بذل جهود حاسمة لحل النزاع.

وشدد البيان على ضرورة إيلاء الأولوية إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار وإنهاء النزاع، حيث يدعم المشاركون ــ بشكل استباقي ــ الجهود المبذولة لإيجاد حل سلمي، ورفض جميع الأنشطة التي تزيد حدة التوترات وتطيل أمد القتال، بما في ذلك التدخل الخارجي.

وأفاد البيان بأن المجتمع الدولي أكد على ضرورة منع أي تقسيم للسودان وعدم التدخل الخارجي، ورفض أي خطط، بما في ذلك الإعلان عن حكومات موازية، تهدد وحدة السودان وسلامة أراضيه.

وتخطط قوات الدعم السريع وحلفاؤها لإعلان حكومة يكون مقرها في نيالا بجنوب دارفور، قالت إنها ستعمل على إصدار عملة ووثائق سفر جديدة.

ودعا البيان إلى ضرورة إتاحة وتسهيل وصول المساعدات بسرعة وأمان ودون عوائق، واحترام القانون الإنساني الدولي.

وتوافق على البيان المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، وهم الذين ترأسوا المؤتمر الذي عُقد في لندن.

خلافات الرأي:

وكان مسؤولون قد أوضحوا أن المؤتمر لا يُعد وساطة ولا منصة للتعهدات المالية، بل يهدف إلى تعزيز التوافق السياسي بشأن مستقبل السودان بين الدول التي تدّعي أن لها دورًا في الملف السوداني.

ونقلت وكالة رويترز عن الديبلوماسية الإماراتية لانا نسيبة قولها إن بلادها تشعر بخيبة أمل بسبب عدم التوصل إلى توافق في مؤتمر لندن بشأن إنهاء الحرب الدائرة في السودان، مع إلقاء اللوم على خلافات بين دول عربية.

وعوّل كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية على دعم دول المنطقة، مما جعل جهودها أساسية في إنهاء الصراع.

وشهد الاجتماع الذي دعت له بريطانيا، خلافات في الرأي بين الإمارات ومصر والسعودية بشأن قضايا تتعلق بحكم السودان، حسبما قالت أربعة مصادر لرويترز.

وفي مؤشر على طبيعة الحرب المتوسعة والمعقّدة والمدفوعة خارجيًا، اختار لامي عدم دعوة أي من الأطراف السودانية الرئيسية أو ممثلين عن المجتمع المدني، وقد تم تحديد أهداف المؤتمر بشكل متواضع في السعي إلى التوافق على مجموعة اتصال دولية بقيادة الاتحاد الأفريقي، وتجديد الالتزامات بإنهاء القيود على المساعدات الإنسانية.

وتعود الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 إلى صراع على السلطة بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”.

وكان الهدف من إنشاء مجموعة الاتصال إقناع الدول الشرق أوسطية بالتركيز على الدبلوماسية بدلًا من دعم الأطراف المتحاربة. لكن المسؤولين واجهوا منذ البداية صعوبات في إيجاد صيغة محايدة يمكن أن تقبلها مصر والإمارات بشأن مستقبل السودان.

واتهم السودان وآخرون الإمارات بتسليح قوات الدعم السريع – وهو ما تنفيه الإمارات بشدة – بينما حافظت مصر على علاقات وثيقة مع الجيش السوداني.

احتجاج السودان:

وانتقدت الحكومة السودانية منظمي المؤتمر لاستبعادها من الاجتماع مع دعوة الإمارات.وأبلغ وزير الخارجية السوداني نظيره البريطاني احتجاج حكومة بلاده لعدم دعوة السودان ومشاركة دول داعمة لقوات الدعم السريع.

وقالت وزيرة الدولة الإماراتية للشؤون السياسية، لانا نسيبة، التي حضرت المؤتمر، إن كلا الجانبين يرتكبان فظائع، وأدانت الهجمات الأخيرة من قوات الدعم السريع على مخيمات النازحين، ودعت إلى وقف فوري غير مشروط لإطلاق النار، وإنهاء العرقلة غير المقبولة للمساعدات الإنسانية، والانتقال إلى حكومة مدنية مستقلة تقود البلاد.

وقد وُجهت اتهامات للطرفين بارتكاب جرائم فظيعة خلال الحرب، التي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف، وتشريد 13 مليون شخص، ودفع أجزاء واسعة من البلاد نحو المجاعة.

قطر تساهم بـ 75 مليون دولار:

شاركت دولة قطر في مؤتمر لندن حول الوضع الإنساني في السودان، مثل دولة قطر في المؤتمر، وزير الدولة للتعاون الدولي مريم بنت علي بن ناصر المسند.

وأكدت في كلمة أمام المؤتمر، موقف بلادها الثابت والداعم لوحدة وسيادة جمهورية السودان، مشددة على أهمية مضاعفة جهود وقف إطلاق النار، وتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة، ودعم النساء والأطفال، وحماية المدنيين.

وأوضحت أن الدور الإنساني والسياسي الذي تتخذه دولة قطر والمتمثل في دعم المبادرات والجهود الدولية لتحقيق التنمية وتخفيف المعاناة عن ضحايا الأزمات والكوارث، ومواجهة التحديات العالمية، يأتي من إيمانها بأهمية الشراكة والتعاون الدوليين في تحقيق ذلك.

وتابعت وزيرة الدولة للتعاون الدولي “أعلنت دولة قطر عن تعهدها بتقديم 75 مليون دولار أمريكي لدعم جهود خطة الاستجابة الإنسانية في السودان والخطة الإقليمية للاجئين. وفي هذا الصدد نعلن عن تخصيص مبلغ 10 ملايين دولار أمريكي لدعم البرامج الموجهة للنساء في مناطق النزاع في السودان”.

ودعت إلى دعم جهود التسوية السياسية ضمن الأطر المتفق عليها، وفي مقدمتها إعلان جدة، ومؤتمرا جنيف وباريس، مع ضمان إشراك جميع الأطراف في الحل السياسي وإيجاد مخرج يضمن الاستقرار للسودان ويلبي تطلعات الشعب السوداني الشقيق.

وجددت سعادتها التأكيد على موقف دولة قطر الثابت في العمل من أجل تخفيف آثار الأزمات وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وضمان الأمن والسلم الدوليين.
أمريكا تدين أحداث “زمزم”:

إلى ذلك، نددت الإدارة الأمريكية، بهجمات لقوات الدعم السريع على مدنيين في شمال دارفور، وفقا لوكالة «رويترز».

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، للصحفيين: «نحن منزعجون بشدة من التقارير التي تفيد بأن قوات الدعم السريع استهدفت عمدا مدنيين وعمال إغاثة إنسانية في زمزم وأبوشوك»، في إشارة إلى مخيمين في منطقة نزح منها مئات الآلاف من الأشخاص في الأيام القليلة الماضية، وفقا للأمم المتحدة.

معاقبة الدول الداعمة:

وفي فعالية منفصلة صباح الثلاثاء، دعت منظمات إغاثية وحقوقية المجتمع الدولي إلى معاقبة الدول المتورطة بشكل مباشر أو غير مباشر في إرسال الأسلحة إلى الأطراف المتحاربة، في انتهاك لحظر السلاح الذي فرضته الأمم المتحدة.

وقالت ياسمين أحمد، مديرة هيومن رايتس ووتش في المملكة المتحدة: “سيفشل المجتمع الدولي فشلًا ذريعًا إذا عقدنا مؤتمرًا اليوم بحضور أطراف ضالعة في النزاع ولم يخرج منه شيء مرة أخرى ونحن بحاجة إلى تحالف من الدول تتقدمه المملكة المتحدة والدول المضيفة تقول فيه بوضوح: نحن نُحرّك الزخم السياسي اللازم لحماية المدنيين على الأرض. من الضروري أن يكون واضحًا أن هذا لا يمكن أن يستمر. لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتغافل عن إبادة جماعية جديدة. عليه التزامات دولية لحماية المدنيين واحترام القانون الدولي”.

كما قالت كيت فيرغسون، المديرة المشاركة لمنظمة “Protection Approaches”، قبل المؤتمر: “هذا المؤتمر اختبار لنوع وزير الخارجية الذي سيكون عليه لامي في عالم يموج بالفوضى والأزمات والعنف، حيث القيادة الأمريكية غائبة”، وأضافت: “لامي بحاجة إلى أن يكون واضحًا لا لبس فيه بشأن موقف المملكة المتحدة، ودون اعتذار. على المؤتمر أن يواجه ويسعى فورًا إلى وقف الإبادة الجماعية الجارية في دارفور”.

ومع ذلك، لا يبدو أن أيًّا من الطرفين مهتم ببحث السلام، ويخشى البعض من أن البلاد تتجه نحو نوع من التقسيم، استنادًا إلى مناطق السيطرة الحالية.

ويأتي الاجتماع في ظل تقليص الولايات المتحدة لبرنامج مساعداتها، وقالت كيت فيليبس-باراسو، نائبة رئيس السياسات العالمية في منظمة ميرسي كوربس الإنسانية، إن طبيعة التخفيضات الأمريكية تجعل من الصعب تحديد مدى تأثيرها على السودان، لكن في حالة منظمتها، فقد تم قطع شريان حياة كان يخدم 220 ألف شخص.

منقول :صحيفة الغارديان البريطانية

spot_imgspot_img