بورتسودان: التحول
اتهم وزير المعادن السوداني، محمد بشير أبونمو، السبت جنوب السودان بالسماح لدولة الإمارات العربية المتحدة بإنشاء “قاعدة عدوان” تحت غطاء مستشفى ميداني في منطقة أويل الشرقية.
وافتتح وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، الجمعة مستشفى ميدانيًا في مقاطعة أويل الشرقية بولاية شمال بحر الغزال، على بُعد حوالي 64 كيلومترًا جنوب الحدود السودانية.
ويضم المستشفى الذي يتسع لمئة سرير عيادات متخصصة تهدف إلى خدمة نحو مليوني شخص، بما في ذلك المجتمع المضيف والعائدين من السودان واللاجئين السودانيين في ولاية شمال بحر الغزال.
وفي منشور على فيسبوك، شكك أبونمو في دوافع الإمارات لبناء المستشفى في المنطقة الحدودية، مشيرًا إلى منشأة مماثلة في تشاد يُزعم أنها استُخدمت لعلاج مقاتلي الدعم السريع وتخزين الأسلحة.
وكتب أبونمو بحسب صحيفة “سودان تربيون”: “الهدف الرئيسي غير المعلن هو تزويد الميليشيا بالمعدات العسكرية تحت غطاء عمليات الهلال الأحمر الإماراتي”، متهمًا الإمارات بـ “التدخل في الشؤون الداخلية للسودان والمشاركة مع الميليشيا في العدوان ضد البلاد”.
كما اتهم الوزير، جنوب السودان بتجاهل عمليات تجنيد رعاياها للقتال بجانب قوات الدعم السريع وتسهيل تهريب الذهب السوداني إلى الإمارات عبر مطاراته.
وانتقد أبونمو تصريحات نائب رئيس جنوب السودان، تعبان دينق قاي، ووصف رد الحكومة بأنه “غير كافٍ”، مشيدًا بجهود كولومبيا لمنع مواطنيها من القتال في السودان.
وكان قاي أثار جدلًا في ديسمبر الماضي عندما شكك في شرعية الحكومة العسكرية السودانية خلال اجتماع لحكام الولايات في جوبا.
وحذر الوزير السوداني من أن السماح للإمارات بإقامة “قاعدة عدوان” في جنوب السودان سيؤدي إلى “إشعال نيران جديدة” على الحدود المشتركة.
ولم تُصدر حكومة جنوب السودان تعليقًا فوريًا على التصريحات.
وخلال افتتاح المستشفى، قال وزير الدولة بالخارجية شخبوط بن نهيان إن هذا هو ثالث مرفق صحي تُقيمه الإمارات لخدمة اللاجئين السودانيين في الدول المجاورة، مشيرًا إلى مستشفيين مماثلين في أم جرس وأبشي بتشاد.
وأضاف: “منذ تأسيسها، كانت المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، لا سيما المرضى والأطفال وكبار السن والنساء، حجر الأساس في سياسة الإمارات”.
وأكد الشيخ شخبوط التزام الإمارات بدعم الجهود الرامية لمعالجة الأزمة والعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتحقيق الاستقرار والسلام في السودان.
وأشار إلى أن الإمارات أعلنت عن تقديم 200 مليون دولار إضافية كمساعدات خلال المؤتمر الإنساني رفيع المستوى لشعب السودان في أديس أبابا. وأوضح أنه منذ بداية الأزمة، قدمت الإمارات أكثر من 600 مليون دولار لدعم الاستجابة الإنسانية.
ن المرتزقة والسلاح عبر الحدود الليبية التشادية المشتركة مع السودان، حسبما قال مصدر من المخابرات السودانية، مضيفًا أن الهجمات على قواعد «الدعم السريع» في نيالا دفعت الإمارات لمواصلة دعمها لقوات الدعم السريع عبر تشاد.
من جهته أكد وزير الدولة بالخارجية شخبوط بن نهيان آل نهيان على أن المشروعات التنموية والإنسانية التي تنفذها دولة الإمارات تُشكل جزءًا لا يتجزأ من التزام الدولة نحو دعم جميع المجتمعات المُحتاجة، حيث تنفذ دولة الإمارات مبادراتها الإنسانية بشراكة وثيقة مع مختلف المنظمات الدولية ذات العلاقة، وبالتركيز على المشروعات ذات الأولوية العالمية مثل التعليم والرعاية الصحية.
وقال شخبوط “إن افتتاح مستشفى مادهول الميداني جاء تجسيداً لإرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لبذل الخير والعطاء، ويترجم الرؤية المُلهمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة للتضامن والإخاء من خلال معالجة التحديات الصحية ووضع الحلول المستدامة للكثير من المناطق التي تواجه نقصاً حاداً في الحصول على خدمات الرعاية الصحية المناسبة”.
وأشار معاليه إلى أن هذا المستشفى يعد الثالث الذي تقوم بتشييده دولة الإمارات لتوفير الخدمات الطبية للاجئين السودانيين في دول الجوار، حيث شيّدت مستشفييْن ميدانيّيْن في مدينتي أم جراس وأبشي في دولة تشاد.
وقال معاليه: “منذ تأسيسها، شكّل الدعم الإنساني وحماية المدنيين وخاصة من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء، محوراً رئيسياً في توجهات دولة الإمارات، كما أن موقفها تجاه الأزمة التي يمر بها السودان منذ أبريل 2023 واضح وراسخ، إذ أنّ تركيزها الأساسي انصبّ على معالجة الأزمة الإنسانية الكارثية وتبني نهج يعطي الأولوية لمطالب المدنيين ويعالج احتياجاتهم”.