معمر حسن محمد نور
للمرة الاولى، يشير حميدتي لمخرجات نيروبي بصورة مباشرة. ما اعتبرته بعض المنصات تدشينا للحكومة المزمع تشكيلها من قبل تحالف نيروبي. بل وبداية لترتيبات اعلان الحكومة التي اجتهد ان يطلق عليها حكومة السلام ويبعدها عن مسمى الحكومة الموازية. وقد خصص دولا بالاسم في محاور مختلفة واغفل اخرى. لكن الملفت كان شمول منشوره على تهنئة لترامب بالفوز والاشارة الى برنامجه وتصريحاته بانهاء حروب العالم في عهده. فما المغزى؟ .
لفهم الامر ينبغي استصحاب اسهابه في ذكر برنامج الحكومة. فابرز كل المبررات التي ادت الى انشاء تحالف نيروبي من تقديم خدمات الصحة والتعليم وطباعة العملة والوثائق الثبوتية لكل السودانيين عكس قرارات حكومة الامر الواقع في هذا الخصوص.كل ذلك مع التاكيد ان حكومته ستكون للسلام وايقاف الحرب وفتح مسارات العمل الانساني.هذه النقاط التي اوردها هي من صميم مطلوبات المجتمع الدولي. ما يجعلها توطئة يبنى عليها ايا كانت درجة المصداقية.
من هنا، نستنتج ان تقديم هذه الخدمات، يحتاج الى مناطق لا تهددها الحرب. ومعلوم ان المكاسب الميدانية في كل مرحلة لكل الطرفين المتقابلين ، تبقى مرحلية حيث يعبر عنها خطاب حميدتي نفسه عقب خسارته لجبل موية ان لكل داء دواء. والتقدم الذي يحرزه اي طرف باستخدام سلاح جديد، مواجه لا محالة باستخدام الطرف الاخر اسلحة اكثر تطورا ما يطيل امد الحرب للاسف لذا، فاشارته لترامب تحمل مدلولين هما:
الاول : استلهام تجربة مفاوضات انهاء الحرب مع الحركة الشعبية حيث ابتدأت بمنظمة الايقاد وانتهت بتوجيه امريكا لكل الحدث . ويقرأ هذا مع اكتفاء كل المؤتمرات الخارجية التي اقامتها دول اوربية بما فيها حاملة قلم السودان في مجلس الامن بريطانيا. وتحركات صمود بمناشدات ودعوات لن تجد اذنا صاغية ما لم يتوفر الامن. هنا تبدو اهمية فتح قواته لمسارات آمنة للفارين من جحيم الفاشر وتقديم الخدمات اللازمة لهم واثبات ان الطرف الآخر يستخدمهم دروعا بشرية
الثاني : وتأسيسا على ما سبق، والرؤية الامريكية باعادة ترتيب المنطقة المعتمدة على محاربة الحركات الاسلامية الراديكالية واعتماد رؤية الديانة الابراهيمية، فانه يضع نفسه وحكومته في هذا الخط واستخدام نفوذ امريكا في قفل اقنية التسليح للجيش وغض الطرف على الاقل من تسليخ الآخرين لقواته. وهنا مرة اخرى نعود الى حركة قرنق. ففي مثل واقع تقدم طرف وفقا للتسليح، فقد دحر قرنق وجيشه حتى الحدود اليوغندية. قبل ان تفتح له امريكا مضخات الدعم حتى اقترب من كوستي ما افضى في النهاية الى توقيع الاتفاقية.
muamar61@yahoo.com