Site icon صحيفة التحول

مقتل ثلاثة من موظفي برنامج الأغذية العالمي في ولاية سودانية

إحدى مروحيات برنامج الأغذية العالمي توصل إمدادات المساعدة التي تشتد إليها الحاجة للمحتاجين في جنوب السودان ـــ UNICEF/Peter Martell

يابوس: التحول

 أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة مقتل 3 من موظفيه بمنطقة يابوس بولاية النيل الأزرق، اليوم الجمعة، إثر قصف جوي على مقر البرنامج،

وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين في بيان منشور على موقع المنظمة الدولية اطلعت عليه صحيفة “التحول”: “لقد صدمت وحزنت بشدة بسبب الوفاة المأساوية لثلاثة أعضاء من فريق برنامج الأغذية العالمي في السودان، الذين فقدوا حياتهم بعد أن ضرب قصف جوي مجمع المكتب الميداني لبرنامج الأغذية العالمي في يابوس، ولاية النيل الأزرق، مساء يوم الخميس 19 ديسمبر/كانون الأول”.

وأضافت: “أن من بين الزملاء الذين فقدناهم رئيس المكتب الميداني، ومساعد في البرنامج، وحارس أمن كانوا يؤدون واجبات إنقاذ الأرواح على الخطوط الأمامية لإحدى أكبر أزمات الجوع في العالم. توفي أحد الموظفين على الفور، بينما أصيب الآخران بجروح خطيرة وتوفيا أثناء نقلهما للعلاج”.

وتابعت قائلة: “تم إبلاغ أسر زملائنا. ونحن نقف متضامنين معهم ومع فريق برنامج الأغذية العالمي بأكمله في هذا الوقت من الحزن”.

وذكرت تقارير إعلامية أن مدير المكتب الذي لقي حتفه على الفور، كيني الجنسية، بالإضافة إلى إثنين من الموظفين الوطنيين.

ليسوا هدفاً:

واعتبرت المديرة التنفيذية للبرنامج إن أي خسارة في الأرواح في الخدمة الإنسانية أمر لا يمكن قبوله. وشددت على إن العاملين في المجال الإنساني ليسوا هدفًا، ولا ينبغي لهم أن يكونوا كذلك أبدًا.

 ولكن في عام 2024، فقد عدد قياسي من العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية حياتهم. وجميع أعضاء فريق برنامج الأغذية العالمي الآخرين في السودان آمنون وموجودون. وسلامتهم وأمنهم هي الأولوية المطلقة لبرنامج الأغذية العالمي.

وتعهدت بأن يظل برنامج الأغذية العالمي ملتزمًا بتقديم المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء السودان، بما في ذلك ولاية النيل الأزرق. مؤكدة على أن برنامج الأغذية العالمي سيظل ملتزمًا بتقديم المساعدات الغذائية والتغذوية الحيوية في جميع المواقع في السودان. وتابعت قائلة: “هذا ما كان زملاؤنا الذين سقطوا ليرغبوا فيه”، وأردفت: “نحن نعمل بشكل عاجل لتحديد الظروف المحيطة بهذا الحادث المروع. وأطالب بإجراء تحقيق شامل ومحاسبة الجناة”.

وقالت المسؤولة في المنظمة الدولية: “إن الوفيات غير الضرورية لأعضاء فريقنا هي تذكير آخر بالمخاطر التي يواجهها العاملون في المجال الإنساني في بيئات الصراع وبيئات العمل المعقدة مثل السودان”. وأضافت: “نواصل حث قادة العالم على الدعوة إلى حماية نسائنا ورجالنا المخلصين وهم يخاطرون بحياتهم لتقديم المساعدة المنقذة للحياة للآخرين”.

الحكومة تحقق:

من جهتها أدانت الحكومة السودانية الحادث وجددت رفضها لأي استهداف لوكالات الأمم المتحدة وكل العاملين في المجال الإنساني.

وتعهدت في بيان صادر عن وزارة الخارجية في بيان صادر اليوم تحصلت عليه صحيفة “التحول”، بأن الأجهزة المختصة ستحقق في الحادث لمعرفة المسؤول عنه، وتابعت قائلةً: “علماً بأن القوات المسلحة السودانية ليست لديها حالياً عمليات عسكرية نشطة في تلك المنطقة”.

وتقدمت حكومة السودان بالتعازي القلبية لأسر الضحايا، وأكدت مجدداً التزام القوات المسلحة والقوات النظامية بالقانون الدولي الإنساني وحرصها على سلامة العاملين في المجال الإنساني وحمايتهم من أي أخطار.

وفي مايو من هذا العام، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن مقتل اثنين من سائقيها وإصابة 3 موظفين آخرين بإطلاق نار من مسلّحين في ولاية جنوب دارفور بغرب السودان. وأوردت في اللجنة الدولية في بيان أن فريقها “كان في طريق العودة من عمليات لتقييم الوضع الإنساني في المجتمعات المتضررة من العنف المسلّح.

وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، وصف مقتل اثنين من عمال الإغاثة في السودان بالأمر الذي “لا يمكن قبوله”. وأضاف غريفيث إنه من الضروري حماية “من يخاطرون بكل شيء لمساعدة الآخرين”.

كذلك، تسببت الحرب في السودان إلى مقتل أكثر من 61 ألف شخص في ولاية الخرطوم وحدها خلال أول 14 شهرًا من الحرب، إلا أن العدد الفعلي أكثر من ذلك نظراً لحجم الكارثة في ظل غياب آليات رصد ومراقبة متسقلة.

و دفعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 15/ أبريل /2024م البلاد البالغ عدد سكّانها 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، ودمّرت البنى التحتيّة المتهالكة أصلا، وتسبّبت بتشريد أكثر من 8.5 مليون شخص، حسب الأمم المتحدة.

ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه يوسع نطاق استجابته الطارئة لتجنب المجاعة مع احتدام الحرب، وأكد أنه قدم المساعدة لأكثر من 6.7 مليون شخص في جميع ولايات السودان البالغ عددها 18 ولاية منذ بدء الصراع في أبريل من العام الماضي.

Exit mobile version