أعلنت وزارة الصحة بولاية الخرطوم أن قصفاً ممنهجاً من قوات الدعم السريع استهدف المدنيين بمحلية كرري في الحارات (12) و(23) اليوم، ما أدى إلى وفاة شخصين وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة، بينهم طفلان تتراوح أعمارهما بين 9 و16 عاماً. كما استهدفت فريق صيانة تابعاً لشركة الكهرباء أثناء عمله بالحارة (20) في أمبدة، حيث تم إسعافهم إلى مستشفى النو التعليمي لتلقي العلاج، وأدانت وزارة الصحة ما وصفته بالاستهداف الممنهج للمدنيين العزل في المناطق الآمنة بالولاية.
في وقت بدأت عمليات العودة الطوعية لنازحين سودانيين إلى الخرطوم وبحري وأم درمان بعد أن استعاد الجيش السيطرة عليها.. ووثقت قناة “الحدث” عودة بعض المواطنين إلى منازلهم ومشاعر العائدين وانقطاع الخدمات أبرز التحديات التي تواجههم. وأوضحت أن انقطاع الخدمات يشكل أبرز التحديات التي تواجه العائدين.
ونقلت القناة عن والي الخرطوم محمد عثمان حمزة قوله: إنَّ استعادة معالم الحياة بعد الحرب عملية شاقة ومكلفة مشيراً إلى أن هناك تعافٍ كبير وقال: “استعدنا خدمات ضرورية في عدة مناطق وسنكمل ضروريات عودة الناس للمناطق المحررة والمستردة مؤخراً”.
واستقبل والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة بمدينة أمدرمان الفوج الأول من العائدين طوعيا من مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة بولاية البحر الأحمر.
وعبر خلال حفل استقبال المواطنيين العائدين عن سعادته بعودة مواطني أمدرمان إلى منازلهم. ونظم برنامج العودة الطوعية لمواطني أمدرمان من بورتسودان منظمتي نداء أمدرمان والمنظمة الوطنية للاعمار. وتعهد وزير الرعاية والتنمية الإجتماعية ولاية الخرطوم صديق فريني بتقديم المساعدات الإنسانية للعائدين وللمطابخ الجماعية “التكايا”.
من جهته أطلق الجيش السوداني في أعقاب استعادته السيطرة على مناطق واسعة في الخرطوم ومقره بالقيادة العامة يطلق عشرات المتهمين بالتعاون والتخابر مع قوات الدعم السريع عقب ثبوت براءتهم.
في غضون ذلك أعلنت شعبة استخبارات اللواء 70 بالجبلين بولاية النيل الأبيض عن تسليم 70 عنصراً من قوات الدعم السريع للسلطات الأمنية بمعبر جودة الحدودي مع دولة جنوب السودان، وذلك بعد تسللهم من مناطق انتشارهم بغرب سنار والنيل الأزرق حتى وصولهم إلى المعبر وتسليم أنفسهم.
كما أعلنت الفرقة السادسة مشاة، تدمير 20 طائرة مسيرة انتحارية استهدفت عدد من المواقع في مدينة الفاشر، بواسطة قناصين من قيادتها والقوة المشتركة المساندة لها. وكشفت في بيان، عن تدمير 17 سيارة قتالية، ومقتل وإصابة العشرات من عناصر الدعم السريع، إثر غارة جوية لطيران الجيش في محيط خزان قولو غربي مدينة الفاشر
من جانب آخر أكد شهو عيان أن سلاح الجو التابع للجيش السوداني، نفذ أمس غارتين جويتين على مدينة الكومة الواقعة في شمال دارفور، مما أسفر عن إصابة سبعة أشخاص بالإضافة إلى تدمير 19 منزلاً.
قصف الكومة:
ونقل موقع ” دارفور 24″ وفقًا لشهادة حسن آدم، أحد سكان المدينة، فقد استهدفت الغارة الأولى التي نفذها الطيران الحربي التابع للجيش السوداني عدة أحياء في المدينة، حيث أُطلقت أكثر من ثماني قذائف في الصباح الباكر.
وفي وقت لاحق من مساء أمس الأحد، عاد الطيران ليشن غارة ثانية، مما أدى إلى إصابة ثلاثة أطفال وأربع نساء، بالإضافة إلى تدمير المنازل وإشعال النيران فيها، مما زاد من معاناة السكان.
وأفاد عمدة مدينة الكومة، إبراهيم إدريس إبراهيم، بأن البلدة تعرضت لقصف جوي مكثف من قبل الطيران الحربي، حيث تم استهدافها بأكثر من 74 غارة منذ الرابع من أكتوبر، مما أسفر عن إطلاق أكثر من 250 قذيفة على المنطقة. هذه الهجمات المتكررة تسببت في تدهور الأوضاع الإنسانية في البلدة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الخدمات الأساسية.
وأوضح إدريس أن أحد أبرز الأهداف التي تعرضت للقصف هو مصدر المياه الرئيسي في البلدة، الذي دُمّر بالكامل نتيجة الغارات الجوية التي وقعت في نوفمبر الماضي. بالإضافة إلى ذلك، تعرضت عشرات المنازل والمؤسسات للدمار، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية بشكل كامل، بما في ذلك المدارس والمرافق الخدمية التي كانت تلبي احتياجات السكان.
وفي الرابع من أكتوبر، شهدت بلدة الكومة غارات جوية أسفرت عن مقتل 61 شخصًا وإصابة حوالي 200 آخرين، وفقًا لإحصائيات صادرة عن المستشفى الريفي في البلدة. وقد أكدت الإدارة الأهلية لقبيلة الزيادية أن الطيران الحربي نفذ أكثر من 70 غارة جوية على البلدة منذ بداية النزاع في أبريل 2023.
يُذكر أن الهجمات الجوية السابقة على مدينة الكومة كانت قد أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة 11 آخرين في ديسمبر الماضي، حيث كان معظم الضحايا من الأطفال والنساء وكبار السن.