Site icon صحيفة التحول

مقتل وإصابة 10 سودانيين في جنوب السودان بينهم طبيب ووزيرة الداخلية تعلن توقيف بعض المتفلتين

الدكتور عبدالرحمن لقي حتفه داخل منزله إثر اعتداء على أسرته من قبل متفلتين في جنوب السودان ـ صفحة منبر نداء الوسط في "فيسبوك"

لقي  3 سودانيين مصرعهم بينهم طبيب بينما أصيب 7 آخرين خلال أعمال العنف التي شهدتها مدينة جوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان،  في وقت أعلنت وزير الداخلية بجنوب السودان إنجلينا تينج  عن توقيف بعض الأشخاص الضالعين في الأحداث.

وقالت مصادر محلية في جوبا في تصريح نقلته قناة الجزيرة اليوم الجمعة إن 3 سودانيين قتلوا بينما أصيب 7 آخرين خلال اضطرابات في عاصمة جنوب السودان استهدفت تجارا سودانيين هناك على خلفية أنباء عن مقتل جنوب سوداني

كما أعلن منبر نداء الوسط السوداني مقتل الدكتور عبدالرحمن عمر في منزله بمدينة واو بدولة جنوب السودان، وتعرض بعض افراد اسرته لإصابات متفاوتة جراء الاعتداء عليهم وتم نقلهم الي المستشفي لتلقي العلاج.

وقال منبر الوسط في تحديث على صفحته في منصة “فيسبوك” إن الفقيد د. عبدالرحمن لقي حتفه داخل منزله وتعرضت أسرته لاعتداء سافر جراء هجوم مجموعة من أبناء جنوب السودان على منزله، مشيراً إلى أن الفقيد من ابناء الجزيرة يسكن مدينة ود مدني حي مايو بالنص.

وشهدت عدد من مدن وولايات جنوب السودان أحداث شغب واسعة نتيجة اعتداء مواطنين من أبناء جنوب السودان على الرعايا السودانيين على خلفية مقتل مواطنيين جنوبيين في كمبو خمسة بولاية الجزيرة، على أيدي أفراد من الجيش السوداني وبعض حلفائه.

وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات في جنوب السودان وأحرق متظاهرون متاجر لسودانيين واضطرت السلطات لاتخاذ إجراءات صارمة بإعلان حظر التجول، ومنع التجمعات وقامت بإجلاء الرعايا السودانيين إلى مناطق آمنة بعيداً لحمايتهم من أي أعمال شغب.
ماحدث ليس احتجاج:
من جهتها حذرت وزيرة الداخلية بدولة جنوب السودان أنجلينا تينج في مؤتمر صحفي على خلفية الأحداث، بأن أي تجمهر بعد الآن سيتم فضبه من قبل الشرطة.
وقالت إنَّ السودانيين في جوبا لم يرتكبوا اي جرائم في مدينة ودمدني حاضرة ولاية الجزيرة، في إشارة إلى الأحداث التي شهدها “كمبو خمسة” بالولاية.
وأوضحت أن طرق الاحتجاجات معروفة هنالك آليات فالحكومة لم تصمت فقد استدعت الخارجية سفير السودان في جوبا ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل هنالك اتصالات جارية بشأن المواطنين الجنوبيين في الخرطوم، مشيرة إلى أن طلاب جامعة جوبا حملوا لافتات وعبروا عن رأيهم بما حدث بصورة سلمية وبعض المواطنين ذهبوا إلى مبنى السفارة وحاولوا تسليم رسالة إلى السفارة هذه هي الاحتجاجات المعروفة.
وتسائلت عن دوافع الذين قاموا بسرقة الأسواق ومتاجر التجار الشماليين، هؤلاء ليس لديهم علاقة بالاحتجاج لكنها كشفت عن توقيف عدد كبير منهم. وأضافت “اعتقلنا عدد كبير من المتفلتين ونقوم حالياً بحصر المحلات التجارية التي تضررت”.
وأكدت أن المواطن السوداني المقيم في جوبا ليس هدفاً ولاذنب له في تلك الأحداث فهو إما لجأ إلى جنوب السودان بسبب الحرب أو كان مقيم أصلا وبالتالي فهو برئ مثله أخوك الجنوبي الذي تعرض لاستهداف في ولاية الجزيرة.

وأعادت “تينج” التذكير بأن البلاد ليس في حاجة إلى أزمة إضافية فوق طاقة التحمل صنعنا كارثة إنسانية من مافي وضغط على موارد الدولة مشيرة إلى أن ما حدث من أعمال شغب وفوضى سيكون لها أنعكاساتها على الوضع الأمني والاقتصادي والإنساني والاجتماعي، فإن 80 %من تم استهدافهم هم التجار الشماليين الذين يوفرون المواد الغذائية والتموينية والسلع الأساسية الضرورية وهذه الأسواق نهبت وهم لجأوا وأصبحوا نازحين، وتابعت “تخيل غدا ماذا سيحد في جوبا .؟”، محذرة من أن هذا الأمر سيخلق وضع إنساني ثاني بالنسبة للدولة.

ليست من قيمنا:
وبعثت برسالة لمن يظنون أن لديهم قضية وبسبب ذلك يقومون بنهب المحال التجارية أنهم خالقين وضع غير عادي، وهذا الوضع الإنساني يحس به النازحين الآن لكن غدا سيحس به المواطن الجنوبي في جوبا، وتابعت قائلة: ” نحن مجتمع نعيش من اليد إلى الفم فغالبية الأسر ليس لديها مخزون، المواطن يعمل لأجل قوت يومه ومن لديهم مخزون لايغطي احتياجاتهم خلال إسبوع، ورأت أن الحل الوحيد لتجنيب البلاد للدخول في أزمة هو التوقف عن الفوضى ومنع التجمعات.

وأعادت التذكير بأن السودانيين المقيمين في جوبا ليسوا مستهدفين ولاهم الذين ارتكبوا الجرائم البشعة التي تابعناها في وسائل التواصل الاجتماعي، وقالت إنها هدفت من هذا اللقاء هو تمليك المعلومات عن الوضع العام في البلاد والإفرازات التي حدثت نتيجة للأحداث من أجل أن اطلاق نداء للجميع من أجل التكاتف لحسم هذه الفوضى.
وذكرت مواطني جنوب السودان بأن ما حدث لايمت بصلة لقيم مواطن جنوب السودان وتابعت قائلة: ” ليس من قيمنا أن تعتدي على من يأتي إليك في منزلك”.

ونوهت إلى أن حظر التجوال الذي أعلنته وزارة الداخلية اليوم سيستمر الى حين التأكد من استقرار الأوضاع بشكل كامل وتابعت قائلة: “الوضع هادئ ومستقر في جميع أنحاء البلاد حتى هذه اللحظة.

ودعت إلى للتكاتف من أجل حسم اي فوضى واعتبرت أن ما حدث في جوبا سيخلق تداعيات إنسانية واقتصادية  خطيرة.
بدورها، فرضت سلطات جنوب السودان حظر تجوال من غروب الشمس حتى الفجر على مستوى البلاد بعد ليلة من أعمال العنف تعرضت فيها المحلات التجارية المملوكة للسودانيين للنهب في العاصمة.

وتعهدت الشرطة الوطنية في جنوب السودان بحماية كل الأسواق، بينما يتعين على المحلات التجارية إغلاق أبوابها بحلول الخامسة مساء، في إطار إجراءات تعزيز الأمن وفق حظر التجوال.

وقال المفتش العام للشرطة الوطنية أبراهام مانوات إن حظر التجوال “يهدف إلى منع أي تعد على الممتلكات العامة أو الخاصة”.

وزيرة داخلية جنوب السودان انجلينا تينج ـ صفحة الوزارة في “فيبسبوك”.

من جهته وصف أحد اللاجئين السودانيين في جوبا الأوضاع الأمنية بالمعقدة، مشيرًا إلى موجة الانفلات الأمني التي اجتاحت عدة مدن بجنوب السودان عقب مقتل جنوبيين بعد استعادة القوات المسلحة السودانية مدينة ود مدني.

وأوضح اللاجئ السوداني ويدعى سامي في إفادة منشورة في موقع “راديو دبنقا” أن العديد من الأسواق التي تضم تجارًا سودانيين تعرضت لعمليات نهب، من بينها سوق ليبيا وسوق ستة وسوق طمبرة، وسط تقارير عن اعتداءات مقلقة على السودانيين، رغم انتشار الشرطة في بعض المناطق.

وأضاف سامي أن الأوضاع تزداد سوءًا، محذرًا من تفاقمها إذا لم تتدخل حكومة جنوب السودان بحزم أكبر. كما أشار إلى أن تقارير من الولايات الأخرى تؤكد اتساع رقعة الفوضى وتصاعد مظاهر الغضب تجاه السودانيين.

يُذكر أن جنوب السودان يحتضن مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب، بالإضافة إلى جاليات سودانية قديمة بقيت في البلاد بعد إعلان استقلالها عن السودان.

ولم يستبعد سامي سقوط قتلى بين السودانيين، نظرا لأن حظر التجوال يصعّب توثيق هذه الحوادث. كما أشار إلى قيام السلطات بإجلاء أعداد كبيرة من السودانيين إلى مراكز الشرطة لضمان حمايتهم من الاعتداءات المتكررة.

Exit mobile version