Site icon صحيفة التحول

نالت محبة السودانيين وإعجاب المصريين.. وداعاً سفيرة الفلكلور السوداني آسيا مدني

الفنانة الراحلة آسيا مدني

القاهرة: التحول

فجعت الأوساط الفنية والإعلامية في وادي النيل، السودان ومصر، برحيل المغنية وعازفة الإيقاع سفيرة الفلكلور السوداني الفنانة آسيا مدني “بشكل مفاجئ وصادم”، يوم الأحد السادس عشر من فبراير 2025 في العاصمة المصرية القاهرة، إثر علة صحية.

 ونعى السودانيون والمصريين على منصات التواصل الاجتماعي الفنانة آسيا مدني التي رحلت بعد مشوار حافل بتقديم أغاني الفلكلور السوداني، والعزف على معظم الإيقاعات السودانية، وتعد الراحلة واحدة من مؤسسي مشروع النيل الموسيقي، الذي يضم 30 موسيقيا من دول حوض النيل، بهدف إعادة إحياء التراث الموسيقي الأفريقي.

 كما شاركت في بطولة فيلم يروي تفاصيل التجربة عُرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. وشاركت في المسلسل المصري “بطن الحوت”، وهو من بطولة محمد فراج وباسم سمرة وسماح أنور، وتأليف وإخراج أحمد فوزي صالح.

نالت “مدني” شهرتها من خلال تقديمها أغاني الفلكلور السوداني، وقدمت حفلاتها بمهرجانات عديدة في مصر وعدد من الدول أوروبا. كمال نالت على محبة السودانيين وإعجاب المصريين فكان لها جمهور عريض في القاهرة.

وكان آخر ظهور للراحلة “مدني” خلال مشاركتها في فعاليات الدورة الـ14 من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، قبل أن تغيب عن الساحة الفنية بسبب أزمتها الصحية،

وقدمت الراحلة آسيا حفلاتها في العديد من الدول الأوروبية، وساهمت في نشر الموسيقى السودانية عالميًا، كما شاركت في بطولة فيلم وثائقي يروي تفاصيل تجربة «مشروع النيل»، والذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

وحرص على نعيها الوسط الفني والثقافي حيث قدم مهرجان الاقصر نعياً لها على صفحته الرسمية، وكتب المخرج السوداني أمجد أبو العلاء عبر حسابه على فيسبوك: “فقد كبير يا آسيا”.

وكتبت المخرجة عزة الحسيني مدير مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية عبر فيسبوك: “ألف رحمة ونور.. وفاة الفنانة والمغنية السودانية آسيا مدني”.

رحيل فنانة

وكتب اتحاد تجمع الفنانين السودانيين بمصر منشوراً على صفحته في فيسبوك ينعي الفنانة آسيا مدني قائلاً: رحلت الفنانة الكبيرة أسيا مدني صباح اليوم بالقاهرة بشكل مفاجئ وصادم للزملاء الفنانين السودانيين والمصرين والاصدقاء المقربين، نترحم عليها وندعو لها بالرحمة والمغفرة والقبول الحسن.

حارسة للتراث:

ونعى منتدى دال الثقافي الفنانة آسيا مدني في بيان صحفي قال فيه: من الصعب توديع صوت لم يكن مجرد غناء، بل نبض حي لتراث السودان.
آسيا مدني لم تكن مجرد فنانة، بل كانت راوية حكايات، وحارسة للتراث، وروحًا تنبض بالإيقاع الذي يحمل هوية السودان في كل نغمة وكلمة.

كان إيقاع دفها صدى لأصوات أجدادنا، وكان صوتها جسرًا بين الماضي والمستقبل. جعلتنا نشعر، نرقص، نتذكر، ونفخر بجذورنا.

آسيا، موسيقاكِ لن تغيب أبدًا. سيظل إرثكِ حيًا في كل أغنية وفي كل قلب لمسته. ارقدي بسلام.

مرسال الفلوكلور:

كما نعى الصندوق العربي للثقافة والفنون  

AFAC – The Arab Fund for Arts and Culture

رحلت أمس الفنانة السودانية آسيا مدني في مصر حيث عاشت وعملت منذ سنين طويلة.

عُرفت آسيا بشغفها بالتراث الموسيقي السوداني التقليدي وحرصت على إبرازه والحفاظ عليه، مما منحها لقب “مرسال الفلكلور السوداني”. إلى جانب تقديمها أنماط موسيقية إفريقية متنوعة من أنحاء السودان، تميزت بتخصّصها في فن الزار، وقد نالت عام 2024 منحة آفاق لتسجيل ألبوم “حبوبة الزار”.

ستفتقد الساحة الفنية العربية والإفريقية آسيا، ولكن إرثها المميز سيبقى للأجيال المقبلة ولمحبي فنّها.

وقالت لجان المقاومة السودانية في تعميم صحفي على صفحتها في فيسبوك: كانت آسيا سفيرة للفلكلور السوداني والإفريقي، بصوتها العذب وأدائها الفريد الذي أسر القلوب وأحيا التراث بأبهى صوره.

عرفناها كإنسانة محبة للحياة، تنثر البهجة أينما حلّت، تحمل السودان في صوتها وألحانها، وتنقله إلى العالم بروح مفعمة بالفن والأصالة. برحيلها، فقدنا فنانة استثنائية، لكنها ستبقى حاضرة في وجدان محبيها، وفي كل نغمة أدّتها بروحها النقية.

الابنوسية مرت من هنا …

وكتب الإعلامي بقناة العربية الحدث سعد الدين حسن على صفحته في منصة فيسبوك ناعيا الفنانة آسيا مدني ووصفها بقوله: كنسمه رقيقة مسافره … كقصة الغمائم التي تمر عابره… هطلت اسيا تواشيح من حكايات المدن ورهق المسير.. معزوفة للسواقي الهائمه  وشبال فرح في زمن المواجع … تدق الطبل حتي يئن فيرجحن .. وتطلق العقيرة بالنشيد المر  تارة  والحالم مرة.. والمملؤ من بخسة عسل زنجي  في غالب الحين..   تعددت الجغرافيا وتنوع السامعون  بقيت وترا لم يفتر  ان يلامس مقاما لبراحات اشمل املا  في وطن يعزف أغنية الأصيل علي وهاد من سلام … يبدو انها لم تحتمل  خوف ان تملأ فجيعة الشتات  والتشظي البقاع  فيضحي وترها نشاذا  في  حلبة الطبنجه التي اخرست الكمنجه … وداعا آسيا مدني.

وعلق الشاعر والكاتب الصحفي الصادق الرضي على خبر وفاة الفنانة آسيا مدني في صفحته على منصة فيسبوك قائلا: الفنانة آسيا مدني فجعنا برحيلك المفاجئ، ولا تزال هناك بقية في كأس مشروعك الفني الواعد، المترف بالعطاء.

واعتبر الدكتور كمال يوسف الفنانة الراحلة آسيا مدني بأنها إنسانة عصامية أوجدت لنفسها حيزاً مقدراً بفنها المتميز بالأصالة والارتباط بالتراث، نجحت وقدمت فنّها في مختلف المحافل والمهرجانات العالمية.
وعبرت الكاتب الصحفية والناشطة النسوية بثينة تروس عن حزنها بقولها: آسيا مدني رحلت، ومعها رحل الجمال، ورحلت معها الأماني بعودة إلى بلدٍ آمن، وحوشٍ وأغاني بناتٍ وصوت دلوكة، وضحكاتٍ بريئة، ولغةٍ صادقة، وضحكةٍ صافية.

ظلت قوية:

وكتب الناشط الحقوقي أيوب يحى ينعي الفنانة الراحلة وقال: آسيا مدني هي فنانة رسالية موهوبة تمتلك سمات نموذجية للفنان الحقيقي مما ساعدها على التطور والبقاء داخل السباق الإبداعي… ولاشك ان تلك السمات الشخصية التي امتازت بها أوصلتها إلى مراحل متقدمه، و وضعتها في مراتب الشهرة والتمييز، وضم إسمها في قوائم كبار النجوم… تدرجت آسيا بكل مراحل العمل الفني، وتحسين التقنيات وإيجاد النمط الخاص بها كفنانة للفلكلور، تتقن الغناء والرقص والعزف على آلات الموسيقى التقليدية في آن واحد… ذلك النمط الذي بنت عليه مشروعها الفني، مما جعلها تبرز كمغنية وعازفة مبدعة، وأفسح لها المجال لتقديم موسيقي التراث الشعبي السوداني في الكثير من المحافل الأقليمية والدولية!!

ظلت الفقيدة تحمل معها هموم الشعب بكل أطيافه، وتعبر عن قضايا الوطن بكل اتجاهاته… تميزت شخصيتها القوية بالجرأءة وعدم التردد في البوح بالحقيقة على الرغم من تكلفتها… وقد واجهت في ذلك الكثير من المؤامرات والمكائد، ولكنها ظلت قوية ومصممة في مواجهة كل العواصف والمحن… وبالصبر وبالإنتاج الإبداعي تجاوزت المشاعر المزعجة إلى الشعور بالسعادة وإسعاد الآلاف من جمهورها ومحبيها… بهذا الرحيل الفاجعة نكون قد أفتقدنا واحدة من أبرز الأصوات النسائية في مجال الموسيقى السودانية… لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم… ألف رحمة ومغفرة إلى روحها الطاهر،  ولأسرتها ومعجبيها ولكل أصدقاءها الصبر الجميل… إنا لله وإنا إليه راجعون.
متنفس للبنات:

كما كتبت الناشطة في مجال البيئة د. إيمان سيف الدين تنعي الراحلة وقالت: من أفضال الفنانة الراحلة آسيا مدني أنها كانت أيام الثورة في الأمسيات عندما يشتد الاحباط من عسف العسكر … بتعمل لايف غناء للبنات زي برنامج ما يطلبه المستمعون وتفضل تغني بالدلوكة لمدة ساعتين او زيادة … ودا كان عبارة عن متنفس للبنات من ضغوط العمل العام والمظاهرات المتتالية ورهف الحياة … اذكر مرة في واحد من اللايفات كانت تردد شعارات الثورة وأهازيجها … ومرات بتعمل لايف من تسجيلات حفلاتها في المهرجانات حتى تستطيع النساء متابعتها.

Exit mobile version