Site icon صحيفة التحول

هيومان رايتس ووتش تتهم “الدعم السريع” بارتكاب جرائم اغتصاب جماعي واستعباد جنسي

أفراد من قوات الدعم السريع ـ مواقع التواصل الاجتماعي

نيروبي: التحول

قالت “هيومن رايتس ووتش” اليوم، إن مقاتلين من “قوات الدعم السريع” والميليشيات المتحالفة معها اغتصبوا عشرات النساء والفتيات في حالات شملت الاستعباد الجنسي، في ولاية جنوب كردفان السودانية منذ سبتمبر/أيلول 2023. تؤكد أعمال العنف الجنسي هذه، التي تشكل جرائم حرب وقد تشكل جرائم ضد الإنسانية، على الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات دولية جادة لحماية المدنيين وتحقيق العدالة.

قالت امرأة نوبية عمرها 35 عاما إن ستة مقاتلين من قوات الدعم السريع يرتدون زيا باللون الكاكي  اقتحموا مسكن عائلتها، وقال أحد الرجال: “يا نوبية، اليوم يومك”. ثم اغتصبها الرجال جماعيا. قالت: “حاول زوجي وابني الدفاع عني، فأطلق أحد مقاتلي الدعم السريع النار عليهما وقتلهما. ثم استمروا في اغتصابي، الستة جميعهم”.

قالت بلقيس والي، المديرة المشاركة لقسم الأزمات والنزاعات في هيومن رايتس ووتش: “وصفت الضحايا تعرضهن للاغتصاب الجماعي أمام عائلاتهن أو لفترات طويلة، في حالات شملت احتجازهن للاستعباد الجنسي من قِبل مقاتلي قوات الدعم السريع. على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي التحرك فورا لمساعدة الضحايا، وحماية النساء والفتيات الأخريات، وضمان العدالة في هذه الجرائم الشنيعة”.

في المجمل، قدم الضحايا وشهود آخرون معلومات عن 79 فتاة وامرأة، تتراوح أعمارهن بين 7 و50 عاما، أبلغن عن تعرضهن للاغتصاب. كانت معظم الحوادث الموثقة اغتصابات جماعية وقعت منذ 31 ديسمبر/كانون الأول 2023، في بلدة حبيلة وحولها، وفي قاعدة لقوات الدعم السريع، وشملت أيضا ضحايا من بلدة فايو، على بعد حوالي 17 كيلومتر جنوب حبيلة، في جنوب كردفان.

قالت الضحايا والشهود إن المهاجمين كانوا جميعا أعضاء في قوات الدعم السريع يرتدون الزي الرسمي، أو أعضاء في ميليشيات حليفة، وقالت بعض الضحايا إنهن يعرفن بعض الرجال بالاسم من مجتمعهن. في الحالات التي وثقتها هيومن رايتس ووتش، اغتصب مقاتلو قوات الدعم السريع 14 امرأة وفتاة في منازلهن أو منازل جيرانهن، غالبا أمام أفراد الأسرة. في خمس حالات، اغتصب المهاجمون النساء والفتيات بعد قتل أفراد الأسرة أو تهديدهم.

في تقرير منفصل نشر في 10 ديسمبر/كانون الأول، وثّقت هيومن رايتس ووتش عمليات قتل واختطاف وإصابات واسعة النطاق بين المدنيين، بالإضافة إلى أعمال نهب وحرق واسعة، في حبيلة وفايو وحولهما. تشكل هذه الانتهاكات والعنف الجنسي دليلا على الهجمات الواسعة التي تشنها قوات الدعم السريع على المدنيين في جنوب كردفان.

قالت امرأة عمرها 18 عاما إن مقاتلي قوات الدعم السريع أخذوها في فبراير/شباط مع 17 امرأة وفتاة أخريات من فايو إلى قاعدة عسكرية، حيث احتُجزن مع مجموعة من 33 امرأة وفتاة كن هناك أصلا. تحت السيطرة الكاملة لخاطفيهن من قوات الدعم السريع، احتُجزت النساء والفتيات في ظروف استعباد، وفي بعض الأحيان رُبطن بالسلاسل. كل يوم لثلاثة أشهر، اغتصب المقاتلون النساء والفتيات وضربوهن، ومن بينهن الضحية البالغة من العمر 18 عاما، وهي جرائم تشكل أيضا استعبادا جنسيا.

(حُذفت أسماء الأشخاص الذين أجريت معهم المقابلات أو غُيِّرت لحماية هوياتهم.)

الاستعباد الجنسي:

قالت هانية (18 عاما) إن قوات الدعم السريع هاجمت فايو في إحدى ليالي فبراير/شباط، عندما كانت البلدة تحت سيطرة الحركة الشعبية. كانت هانية حاملا في شهرها الثالث. دخل مقاتلو قوات الدعم السريع منزل هانية واختطفوها مع فتاة عمرها 17 عاما كانت جارتها. قال أحد المقاتلين: “فقدنا عديدا من أولادنا ونحن بحاجة إلى أن ننجب غيرهم”. هلل آخرون، وهتفوا “عرس مجاني”، وأطلقوا الرصاص الحي في الهواء. انطلق المقاتلون بسيارتهم مع هانية وجارتها و16 فتاة أخرى تعرفهن، تتراوح أعمارهن بين 11 عاما وما فوق، في حوالي 10 مركبات. قالت امرأة أخرى من سكان فايو إنها رأت مقاتلي قوات الدعم السريع يأخذون مجموعات من النساء والفتيات، من بينهن هانية، في ذلك الصباح.

قاد المقاتلون سياراتهم إلى معسكر كبير لقوات الدعم السريع في الدبيبات، على بعد حوالي 85 كيلومتر شمال فايو. قدّرت هانية أن عدد المقاتلين هناك كان 100 أو أكثر، وكانوا يحتجزون أصلا 33 امرأة وفتاة أخريات من حبيلة، أعمارهن بين 13 و28. على مدى الأشهر الثلاثة التالية، حسبما قالت، كان المقاتلون “يأتون في مجموعات من ثلاثة كل صباح لأخذ بعض الفتيات لاغتصابهن وإعادتهن. ثم في المساء، كانت مجموعة أخرى من ثلاثة تأتي، وتأخذ فتيات أخريات، وتغتصبهن”.

لم يعط المقاتلون النساء والفتيات سوى القليل من دقيق الذرة البيضاء والماء كغذاء، ما جعلهن يتقيأن في كثير من الأحيان. قالت هانية إن المجموعة حاولت الفرار مرتين. بعد المرة الثانية ــ بعد حوالي شهر ونصف من أسرها ــ قيد المقاتلون الأسيرات معا في وضعيات الركوع:

صنعوا لنا مكانا يشبه الزريبة بالأسلاك والعيدان، مثل تلك التي توضع فيها بالحيوانات. كنا مقيدات بالجنازير. كل 10 فتيات بجنزير. إذا احتجنا إلى الذهاب إلى الحمام، كانوا يطلقون سراحنا لدقيقة واحدة فقط، وهي مدة غير كافية لفعل أي شيء، ليس لديك إلا هذه الدقيقة، كان عليكِ الركض ذهابا وإيابا.

ما تزال هانية تحمل آثارا جسدية من هذه التجربة: “أعاني من آلام أسفل ظهري. أصبحت ساقاي متيبستين جدا، إذا جلست، لا أستطيع تمديدهما. إذا نمت وساقاي ممدودتان، لا أستطيع تحريكهما دون مساعدة يديّ”.

عندما قاومت هانية ذات مرة مقاتلا حاول اغتصابها، “بدأ يضربني بسوط له طرف معدني. جاء رجلان آخران وساعداه في ضربي”، بحسب قولها. نزفت هانية بشدة وانتهى بها الأمر في المستشفى لمدة 20 يوما، وبعد ذلك أعادها مقاتل، قالت إنه كان قائدا، إلى المعسكر وقيّدها مرة أخرى.

أصبحت فوزية، صديقة هانية وتبلغ من العمر 18 عاما أيضا، حاملا في الأسر. في نهاية المطاف، أشفق مقاتل من الدعم السريع على المرأتين الحاملين وساعدهما على الفرار بعد ثلاثة أشهر من اختطافهما وشهر ونصف من تقييدهما. قالت هانية إنها وفوزية وجدتا أسرتيهما في نهاية المطاف وسَعَتا إلى الحصول على الرعاية الطبية. قال الأطباء إن هانية كان لديها سوء التغذية، لكن طفلها لم تكن لديه مشاكل صحية عند الولادة، وهي لا تعلم ما حدث للنساء والفتيات اللواتي بقين في المعسكر في الدبيبات.

أكدت هانية وشخصان من أسرة فوزية للباحثين أن فوزية اختُطفت، وأصبحت حاملا، ثم هربت. كانت فوزية نفسها مختبئة ولا يمكن الوصول إليها عندما التقت هيومن رايتس ووتش بأفراد أسرتها لأنها، بحسب قول عمها، هددها أحد أقاربها بالقتل عقابا على “البقاء مع قوات الدعم السريع والحمل”.

قالت هانية إنها سمعت مقاتلين في الدبيبات يقولون إن مجموعات أخرى من النساء والفتيات محتجزات في قاعدتين أخريين معروفتين لقوات الدعم السريع في المنطقة. قالت امرأة أخرى من منطقة فايو، جميلة (22 عاما)، إن مقاتلي قوات الدعم السريع الذين احتجزوها في مزرعة 15 يوما قرب فايو في يناير/كانون الثاني هددوا بأخذها إلى الدبيبات مرات عدة.

اغتصاب في منازل المدنيين:

صباح 31 ديسمبر/كانون الأول 2023، بعد القتال الذي بنتيجته أخذت قوات الدعم السريع حبيلة من القوات المسلحة السودانية، تحرك مقاتلو الدعم السريع والمسلحون العرب التابعون لهم بين مساكن العائلات النوبية بمعظمها. قتلوا عديدا من المدنيين، واغتصبوا النساء والفتيات، ونهبوا ممتلكات العائلات، بما فيها الجرارات، والعربات، والأموال، والمجوهرات، والأثاث.

دخل عشرة مقاتلين من قوات الدعم السريع يرتدون الزي الرسمي مسكن دانا (35 عاما)، وابنتها ليلى (21 عاما)، وقتلوا ثمانية رجال من العائلة بينهم زوج دانا، وزوج ليلى، وستة أقارب آخرين على الأقل. قالت دانا وليلى إن المقاتلين دخلوا منزلهما حيث كانت النساء والأطفال، واغتصبوهما، بالإضافة إلى خمس نساء أخريات: ابنة أخرى لدانا، وجارة، وثلاث قريبات، بينهن فتاة عمرها 16 عاما.

قالت دانا: “بينما كانوا يغتصبوننا، قالوا لبعضهم البعض، هؤلاء النوبة عبيدنا، يمكننا أن نفعل أي شيء نريده”. قالت دانا إن رجلين اغتصباها. قالت ليلى إن رجلا اغتصبها.

قالت انتصار (27 عاما) إنه بمجرد انتهاء القتال وسيطرة قوات الدعم السريع على حبيلة، جاءت إلى شارعهم مجموعة من مقاتلي قوات الدعم السريع المسلحين، جميعهم باستثناء واحد يرتدون الزي الكاكي. دخل الرجل الذي كان يرتدي ملابس مدنية مسكن انتصار، حيث وجه بندقيته نحوها واغتصبها أمام والدتها ووالد زوجها.

قالت نسرين (35 عاما)، إنها كانت مع زوجها وخمسة أطفال في مسكنهم عندما دخل ستة مقاتلين من قوات الدعم السريع يرتدون الزي الرسمي. تذكرت أن أحد الرجال قال لها: “يا نوبية، اليوم يومك”. ثم ألقاها الرجال على الأرض وبدأوا باغتصابها جماعيا:

حاول زوجي وابني الدفاع عني، فأطلق أحد مقاتلي الدعم السريع النار عليهما وقتلهما. ثم استمروا في اغتصابي، الستة جميعهم. كانوا يقولون لي: “يا نوبيات، سنغتصبكن أنتن وأزواجكن”.

قالت نسرين إنها رأت الرجال يغتصبون أيضا بنتَيْ جيرانها، وعمرهما 13 و15 عاما. وجدت هيومن رايتس ووتش سابقا أن الرجال والفتيان السودانيين تعرضوا أيضا للعنف الجنسي في حالات شملت الاحتجاز.

قالت سارة (36 عاما)، من فايو، إنه في فبراير/شباط، اليوم الذي أخذ فيه مقاتلو قوات الدعم السريع هانية وفوزية، اقتحم منزلها أربعة من سكان فايو يرتدون الزي الكاكي ويحملون السلاح مع قوات الدعم السريع، ثلاثة منهم تعرفهم. اختبأت ابنتها البالغة من العمر 15 عاما تحت السرير. قال أحد المقاتلين لزوجها، “يا نوبي، سنقتلع عينيك”، بينما أمسك ثلاثة من الرجال بابنة أخت سارة البالغة من العمر 16 عاما ودفعوها إلى غرفة نوم، وأغلق الرابع الباب.

بعد فترة، خرج المقاتلون من الغرفة وسألوا زوج سارة عن ابنته. عندما قال إنه لا يعرف، أطلق أحد الرجال النار عليه وقتله. بعد أن غادروا، اندفعت سارة إلى الغرفة التي كانت فيها ابنة أختها، ووجدتها ملقاة على الأرض تنزف. قالت ابنة الأخ إن اثنين من الرجال اغتصبوها لكن الثالث لم يفعل، بعد أن رآها تنزف. قالت إن الرجل قال لها: “لو لم أكن أخاف الله لذبحتك”. فرّت سارة وابنتها، تاركتَيْن ابنة أختها مع أحد أقاربها. سمعت لاحقا من أقاربها أن ابنة أختها حامل.

اغتصاب بعد فرار المدنيين من منازلهم:

زهرة (32 عاما) من الدلنج، وهي بلدة تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية حيث نفذت قوات الدعم السريع توغلات منتظمة منذ أواخر 2023. قالت زهرة إنها في سبتمبر/أيلول 2023، خلال إحدى هذه التوغلات، رأت مجموعات من مقاتلي قوات الدعم السريع يدخلون البلدة على دراجات نارية ويهاجمون قاعدة القوات المسلحة السودانية في البلدة. خلال الهجوم، حسبما قالت، رأت مقاتلَيْن يدخلان حوش جيرانها بجانب بيتها ويغتصبان ابنة جيرانها، وهي فتاة عمرها 10 سنوات.

في يناير/كانون الثاني، قبل بضعة أسابيع من أسرها، فرت هانية من فايو عندما سيطرت قوات الدعم السريع على المنطقة لأول مرة. اختبأت هي ومدنيون آخرون لأسابيع في الأدغال في خارج البلدة. في أحد الأيام، رأت هانية مجموعة من حوالي 12 مسلحا عربيا، سبق أن رأتهم يعملون مع قوات الدعم السريع، يقتربون من مجموعة من النساء تعرفهن كن يحتمين في مكان قريب. هجم الرجال واغتصبوا فتاتين، أصغرهما عمرها 12 عاما، وأربع نساء، أكبرهن عمرها 50 عاما، عدة مرات على مدار ثلاث ساعات. أخيرا، جاء ثلاثة رجال يرتدون زيا كاكي اللون على دراجات نارية وعربات وأخذوا الفتاتين وامرأة عمرها 19 عاما، ولم ترَ هانية أيا منهن مرة أخرى.

قالت جميلة، التي احتجزها مقاتلو قوات الدعم السريع في مزرعة قرب فايو، إنها هربت بعد 15 يوما إلى قردود، وهي قرية قريبة. في نهاية يناير/كانون الثاني، نفذت قوات الدعم السريع عدة توغلات في المنطقة. قالت جميلة إن مقاتلي قوات الدعم السريع بزيهم الرسمي جاؤوا إلى قردود وفي ثلاث مناسبات على مدى 15 يوما اغتصبوا جماعيا فتاة عمرها 15 عاما، وثلاث نساء تتراوح أعمارهن بين 18 و26 عاما، كن فررن إلى هناك من حبيلة وفايو. بعد الهجوم الثالث، فرت جميلة والنساء الأخريات والفتاة معا إلى الأراضي التي تسيطر عليها الحركة الشعبية، حيث افترقن.

فرّت هبة (22 عاما) من منزلها في كادقلي، التي اجتاحها القتال أيضا، أواخر العام 2023. بينما كانت عائلتها تمر عبر ضواحي بلدة قريبة، اقترب منهم أفراد قوات الدعم السريع بزيهم الرسمي وأجبروهم على الركوع على الأرض، ثم أمروا الأسرة باتباعهم. رفضت عائلة هبة، فبدأ المقاتلون بإطلاق النار، فقتلوا والدها، ووالدتها، وزوجها. وقالت هبة إنه بعد ذلك:

قالوا، “إلى أين أنت ذاهبة؟ “سنستخدمك ثم نتخلص منك”. كنت مستلقية على الأرض واغتصبني الخمسة جميعهم، واحدا تلو الآخر. كان أطفالي بجواري مباشرة، يشاهدون ويبكون. قالوا لأطفالي أن يصمتوا ثم اغتصبوا أختي أيضا.

التأثير على الضحايا

قالت جميع الناجيات اللواتي قابلتهن هيومن رايتس ووتش إنهن يجدن صعوبة في النوم، وتطاردهن ذكريات الماضي. كما قلن إن لديهنّ آلاما جسدية يومية، وخاصة في الظهر، وهو ما لم يكن حالهن قبل الهجمات.

قالت هبة: “كل مرة أحاول فيها النوم، أرى كيف قُتل والداي وزوجي، وأتذكر كل الأشياء التي فعلوها بي. أنا أتعذّب”.

قالت هانية:رأسي مليء بالأفكار السيئة … أصبحت مشوشة الذهن. لا أستطيع العمل بشكل طبيعي، وأحيانا أعتقد أنني فقدت عقلي. لا أستطيع إنهاء حتى المهام البسيطة … بعد كل القتل وسفك الدماء وما شهدته، لا أعتقد أنني سأكون بخير. كل يوم أشعر بالاكتئاب الشديد وأبدأ في البكاء.

الخدمات المقدمة للضحايا:

لم تتمكن أي من الضحايا من الحصول على الرعاية الطبية فور اغتصابهن لأنهن أجبرن على الفرار من المنطقة أو استمر احتجازهن في ظروف الاستعباد. بمجرد وصولهن إلى المدن التي شعرن فيها بأمان أكبر، سعت ست من الناجيات السبع اللواتي تمت مقابلتهن إلى الحصول على الرعاية الطبية.

قالت النساء الست إن الأطباء أخبروهن جميعا أنهن “بخير” بعد فحصهن. في الحالات جميعها تقريبا، قالت النساء إن الأطباء أعطوهن نوعا من الأدوية قبل تسريحهن من المستشفى، إلا أنهن لم يكن متأكدات من نوعها. لم يتم علاج أي منهن في مستشفى قادر على إجراء اختبار فيروس نقص المناعة البشرية. في حالتين، أخذ الأطباء عينات من البول والدم، لكنهم لم يشرحوا بوضوح ما الذي كانوا يختبرونه، حسبما قالت المرأتان.

لم يكن لدى أي من الضحايا اللواتي تمت مقابلتهن أي شكل من أشكال الدعم النفسي-الاجتماعي. قالت هبة إن الطبيب الذي فحصها بعد الهجوم لم يتمكن من توفير الدعم النفسي-الاجتماعي لها، وقال لها أن تكون ممتنة لأنها لا تزال على قيد الحياة وأن “تركز على تربية أطفالها”.

توصيات إضافية:

قالت هيومن رايتس ووتش إن على الدول أن تدعم بشكل عاجل تحقيق المحكمة الجنائية الدولية الجاري بشأن دارفور وتعمل على تنفيذ توصيات بعثة تقصي الحقائق بشأن المساءلة للتحقق من دورة الإفلات من العقاب في جميع أنحاء السودان والتي غذت انتهاكات حقوقية مستمرة.

ينبغي للأمين العام للأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن الضغط على الأطراف المتحاربة لإنهاء العرقلة المتعمدة المستمرة للإمدادات الإنسانية وعمل الموظفين بسبل تشمل رفع القيود البيروقراطية الحالية فورا. ينبغي لهم أيضا إدانة نهب المساعدات والإمدادات الطبية من قبل قوات الدعم السريع.

Exit mobile version