لندن تضاعف مساعداتها الإنسانية وتسعى لعقد اجتماع دولي لوزراء الخارجيةأدرى: محمد المكي أحمدخطت لندن أول خطوة من نوعها ، إذ زار وزير خارجيتها ديفيد لامي، اليوم 25 يناير 2025، مدينة أدرى على الحدود السودانية التشادية، والتقى لاجئين سودانيين شردتهم الحرب.
وأطلًع لامي ميدانيا على الأوضاع الماساوية للاجئين ، ووقف على أثر ونتائج مساعدات الإغاثة البريطانية والدعم الإنساني الذي قدمته بلاده لضحايا الحرب من النساء والأطفال وكبار السن والشباب الذين يبلغ عددهم 800 ألف شخص، وبينهم أكثرمن 88 في المائة نساء واطفال، وفقا للخارجية البريطانية.
وأعلن الوزير البريطاني تقديم لندن 20 مليون جنية استرليني وهو مبلغ إضافي لدعم انساني جرى تقديمه في وقت سابق، وسيخصص هذا المبلغ الإضافي لتقديم معونات غذائية ودعم صحي بالإضافة إلى تحسين فرص الحصول على المأوى ومياه الشرب والرعاية الصحية الطارئة ، وبهذا الدعم الجديد يتضاف مبلغ المساعدات الانسانية البريطانية ليبلغ 226.5 مليون جنية استرليني وفقا لوزارة الخارجية.
وفي (أدري) أطلق ديفيد لامي تصريحا لافتا بقوله” إن المملكة المتحدة لن تسمح بنسيان السودان، وفعل ذلك سيكون أمراً لا يُغتفر”.
وعُلم أن الوزير لامي يقود “الجهود تجاه التزام دولي جديد بعملية سياسية تهدف إلى إنهاء هذا الصراع.”
كما تسعى المملكة المتحدة وفقا لوزارة الخارجية إلى معالجة العوامل الدافعة للهجرة، حيث تواصل وزارة الخارجية والتنمية جهودها لتأمين الحدود.
وقالت الخارجية البريطانية إن اللاجئين الفارين من السودان الذي مزقته الحرب سيحصلون على مزيد من الدعم البريطاني لزيادة إنتاج الغذاء وخدمات الصحة الجنسية والإنجابية المنقذة للحياة.
وترى بريطانيا أنه توجد حاجة حيوية للمساعدات ، ليس فقط لأسباب إنسانية، بل إنها ستساعد الناس أيضاً للبقاء ضمن منطقتهم المباشرة، ما يعني أنهم سيكونون قادرين بشكل أفضل على العودة عندما تسمح الظروف بذلك، وأوضحت أنه منذ اندلاع الصراع فرّ 3.6 مليون لاجئ إلى البلدان المجاورة، وسافر عدد كبير منهم إلى أوروبا والمملكة المتحدة.
ولفتت الخارجية إلى “أن عصابات التهريب عديمة الضمير تسعى إلى الاستفادة من حالة البؤس في السودان، وأنه كلما طال أمد هذه الحرب، زاد تأثيرها الواسع” وشددت ” علينا أن نشيد بفضل دول مثل مصر وتشاد وجنوب السودان في إدارة هذه الأزمة، إلى جانب دول أخرى مجاورة.”
وكشفت أن ما يقرب من 2,000 مواطن سوداني وصلوا على متن قوارب صغيرة في العام المنتهي في سبتمبر 2024. وكجزء من خطة الحكومة البريطانية لأجل التغيير، تعتزم الحكومة تقليل عدد الأشخاص الذين يقومون برحلة خطرة بعبورهم القنال بقوارب صغيرة، ومعدل الهجرة.
وأكد وزير الخارجية ديفيد لامي “أن الشعب السوداني يواجه أعمال عنف على نطاق لا يمكن تصوره. وهذه أكبر أزمة إنسانية في العالم”.
وأكدت بريطانيا أن ” الملايين فروا بالفعل من منازلهم في مواجهة صراع على السلطة أدى إلى ارتكاب فظائع بشعة ضد المدنيين، ونشوء مجاعة على نطاق لا يُعقل”.
وترى المملكة المتحدة أنه “يتعين على المجتمع الدولي أن يستيقظ ويتصرف عاجلاً لتجنب تصاعد هذا العدد المروع من القتلى في الأشهر المقبلة، الذي يؤدي إلى عدم الاستقرار والهجرة غير النظامية إلى أوروبا والمملكة المتحدة. وبموجب خطة الحكومة البريطانية لأجل التغيير هذه، فإننا نعمل على معالجة العوامل الدافعة للهجرة من أجل تأمين حدود المملكة المتحدة”.
وكشفت لندن أنه من خلال العمل مع الشركاء، فان ” وزير الخارجية عازم على إعادة تنشيط العملية السياسية بشأن هذه القضية، و يخطط لعقد اجتماع لوزراء الخارجية لحشد الجهود الدولية للعمل من أجل إنهاء الصراع وإيصال المساعدات إلى حيث تشتد الحاجة إليها”.
وتقول بريطانيا أن هذا التحرك يستند إلى مشروع قرار أعدته المملكة المتحدة وسيراليون في الأمم المتحدة في نوفمبر 2024 ، والذي حظي بدعم كل أعضاء مجلس الأمن الدولي باستثناء روسيا. وسوف يعمل الوزير على بناء الإجماع حول كيفية دعم المجتمع الدولي لجهود الوساطة التي تقودها المنطقة، والتي تضع أصوات السودانيين في محورها.
ودعت لندن إلى فتح معابر أكثر لتمكين وصول المساعدات إلى حيث تشتد الحاجة إليها، و”ستواصل الضغط من أجل أن يكون كل معبر وطريق حدودي مفتوحاً وآمناً ويمكن الدخول عبره”.
ويجيء التحرك البريطاني الذي تكشف أبعاده زيارة وزير الخارجية إلى ” أدري” وهي الأولى من نوعها على مستوى الدول الغربية كافة ليوضح أبعاد الإهتمام الذي توليه حكومة حزب العمال البريطاني بقيادة رئيس الحكومة وزعيم حزب العمال كير ستارمر لمأساة الشعب السوداني الناجمة عن الحرب ، وحرص الحكومة البريطانية على وقفها، واستمرار تدفق المساعدات الانسانية من دون عراقيل، وإيجاد حل سياسي للصراع يُجنب الشعب السوداني المزيد من الويلات ويضع حدا لماساة التشرد واللجوء والنزوح.