النهود: التحول
كشفت شبكة أطباء السودان عن ارتكاب قوات الدعم السريع مجزرة مروعة في مدينة النهود بولاية غرب كردفان، أسفرت عن مقتل أكثر من 100 مدني، من بينهم 21 طفلًا و15 امرأة، وفقًا لإحصائيات ميدانية موثوقة وردت إلى الشبكة حتى ظهر اليوم. بينهم أطفال ونساء، في واحدة من أبشع الانتهاكات التي تُسجَّل منذ اندلاع الحرب.
ووفقًا للبيان الصادر عن الشبكة والذي تحصلت عليه صحيفة “التحول”، فإن القوات نفذت عمليات تصفية مباشرة بحق مدنيين، في مشهد يعكس استخفافًا صارخًا بالقيم الإنسانية وكل المواثيق الدولية التي تحظر استهداف السكان العزل.
وقالت الشبكة إنَّ الهجوم، الذي بدأ مساء الأمس واستمر حتى ظهر اليوم الجمعة، تخلله نهب واسع النطاق طال مستشفى النهود التعليمي ومخزن الإمدادات الطبية، إلى جانب تدمير عدد من الصيدليات والأسواق المحلية. ووصفت الشبكة هذه الاعتداءات بأنها ضربت ما تبقى من النظام الصحي في المدينة، وحرمت المرضى والجرحى من الحصول على أدنى مستويات الرعاية الطبية، في وقت تشهد فيه البلاد انهيارًا شاملاً في القطاع الصحي.
وأشارت الشبكة إلى أن الحصيلة المعلنة لا تشمل العسكريين، ما يفتح الباب أمام مخاوف حقيقية من ارتفاع أعداد الضحايا خلال الساعات المقبلة، في ظل استمرار أعمال العنف وغياب الخدمات الطبية الأساسية، بما في ذلك الإسعافات الأولية والأدوية المنقذة للحياة.
ودعت شبكة أطباء السودان المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التحرك الفوري، ليس فقط لإيقاف الهجمات المستمرة على المدنيين، بل أيضًا لضمان وصول المساعدات الطبية العاجلة إلى المناطق المتضررة، بما فيها مدينة النهود، ومحاسبة كل من تورط في هذه الجرائم التي تهدد سلامة وأرواح السكان.
وأكدت الشبكة التزامها بمواصلة التوثيق وتقديم المعلومات للجهات المختصة، في سبيل تحقيق العدالة للضحايا، وصون الحق في الحياة والرعاية الصحية كحق إنساني غير قابل للمساومة.