مدني عباس
(١) تشكيل حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع خطوة متقدمة في المشروع المشترك لأطراف النزاع لتقسيم السودان، فاطراف حرب ١٥ ابريل وعلى الاحتراب والصراع الذي يتم بينهم فإن هنالك ثمة مشتركات بينهم لا يمكن تجاهلها وعلى رأسها تقسيم البلاد والشعب في ما بينهم مستخدمين الانتماءات الإثنية والمناطقية وغيرها، يختلف الطرفان في نسبة التقسيم وليس في فكرته، يتفق اطراف الحرب أن يكون صوت البندقية هو أساس الحكم وليس التحول الديمقراطي وليس صوت الشعب، أطراف الحرب على وجود رغبات خاصة لهم في التحكم والسلطة فهم ادوات في مخطط خارجي لتقسيم البلاد، أطراف الحرب وقادتها هم ادوات لمشروع تقسيم البلاد مهما تسربلوا بثياب الوطنية.
(٢) وحدة السودان يظل هدف رئيسي لكل من كانت في قلبه ذرة وطنية حقه ، وحدة السودان تتعرض لاقسي امتحان فقادة هذه الحرب في كل أطرافها يعملون كل جهدهم منذ بدأت الحرب على تفتيت وحدة البلاد ، خطاب الكراهية الذي يتأسس على بغض الآخر وتصنيفه حسب انتماءه الجغرافي والقبلي ، الخطاب السياسي الذي يعمق الانقسام الاجتماعي كلها خطوات كانت تمضي لما وصلناه اليوم من هذا التقسيم . انا على يقين أن العديد من الذين في معسكر الجيش هم أكثر سعادة بتشكيل حكومة في مناطق الدعم السريع ، وستجدهم احرص بعد فترة على اتفاق بين الحكومتين غير الشرعيتين في نظري لتقسيم كيكة السودان.
(٣) العمل على وحدة السودان هو فرض الوقت على القوى المدنية الديمقراطية ،ومن وقعوا في فخ الانحياز لأطراف الحرب قد ارتكبوا خطأ كبيرة بتحولهم لمجرد ادوات في هذا الصراع الذي دفعة ثمنه ملايين السودانيين ، وسيقود إلى تقسيمه إذا لم يعوا بأن معركتهم ليس مع القوى المدنية الديمقراطية الرافضة للحرب والغير منحازة لاطرافها بل هم حلفاؤهم من أجل سودان موحد وديمقراطي.
(٤) لا شرعية للحكومة المزمع تشكيلها في مناطق الدعم السريع ، كما أنه لا شرعية للحكومة في مناطق سيطرة الجيش، الحرب لا تمنح شرعية ولا التسلط يمنح شرعية ، قادة الحرب مها استظلوا بالسلاح ليحكموا سيكون مصيرهم مثل ما سبقهم من طغاة ولن يصح الا الصحيح.