اليونيسف وشركاؤها يكثفون الاستجابة لمكافحة تفشي المرض
بورتسودان،: التحول
كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” عن ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا بشكل كبير من 90 حالة يومياً إلى 815 حالة يومياً في الفترة بين 15 و25 مايو – أي بزيادة تسعة أضعاف خلال عشرة أيام فقط. وأكدت أن 307,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد في ولاية الخرطوم. ونحو 26,500 من هؤلاء الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم.
وقالت “يونيسف” في بيان صحفي تحصلت عليه صحيفة “التحول”: “لقد ارتفعت حالات الإصابة بالكوليرا بشكل كبير من 90 حالة يومياً إلى 815 حالة يومياً في الفترة بين 15 و25 مايو – أي بزيادة تسعة أضعاف خلال عشرة أيام فقط. وأضافت بأنَّ الهجمات المتكررة على محطات الطاقة في ولاية الخرطوم خلال الشهر الماضي تسببت في انقطاع التيار الكهربائي وزيادة حدة نقص المياه، ما أثّر بشكل كبير على إمكانية الوصول إلى المياه الآمنة والنظيفة. وقد اضطرت العديد من الأسر إلى جمع المياه من مصادر غير آمنة وملوّثة، ما زاد من خطر الإصابة بالكوليرا وغيرها من الأمراض المنقولة بالمياه، لا سيما في الأحياء المكتظة ومواقع النزوح.
وقال ممثل اليونيسف في السودان شيلدون يت،: “نحن نُسابق الزمن مع شركائنا لتوفير الرعاية الصحية الأساسية، والمياه النظيفة، والتغذية الجيدة، وغيرها من الخدمات المنقذة للحياة للأطفال الذين يُعتبرون من بين الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض القاتلة وسوء التغذية الحاد الوخيم.” وأضاف “فكل يوم يمر، يتعرّض المزيد من الأطفال لهذا الخطر المزدوج، لكن كلاهما – الكوليرا وسوء التغذية – يمكن الوقاية منهما وعلاجهما إذا تمكنا من الوصول إلى الأطفال في الوقت المناسب.”
خطر المجاعة في الخرطوم:
وبموازاة ذلك، قالت منظمة “يونيسف” إنّ اثنتين من محليات الولاية – جبل أولياء والخرطوم – تواجهان خطر المجاعة، وتمثلان 33٪ من إجمالي 307,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد في الولاية. ويُقدّر أن 26,500 من هؤلاء الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهو أخطر أشكال سوء التغذية. وبالنسبة للأطفال الذين أضعفهم نقص الغذاء، يمكن أن تكون الكوليرا أو أي سبب آخر للإسهال الحاد مميتاً إذا لم يُعالج على الفور.
وأوضحت أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 7,700 حالة إصابة بالكوليرا – بما في ذلك أكثر من 1,000 حالة في أطفال دون سن الخامسة – و185 حالة وفاة مرتبطة بالمرض في ولاية الخرطوم منذ يناير 2025، وفقاً للسلطات الصحية. ووذكرت أنها تعمل مع شركاؤها بالتعاون مع وزارة الصحة الاتحادية للحد من انتشار هذا “المرض القاتل” وإنقاذ الأرواح.
3ملايين مصابين بالملاريا:
وفي سياق ذي صلة أطلقت وزارة الصحة الاتحادية، بالشراكة مع اليونيسف والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا (الصندوق العالمي)، اليوم حملة واسعة النطاق لتوزيع نحو 15.6 مليون ناموسية معالجة بالمبيدات الحشرية لمنع انتشار الملاريا وحماية أرواح العائلات والأطفال الأكثر ضعفاً في السودان. وسيتم توزيع 500,000 ناموسية إضافية في مرافق رعاية ما قبل للولادة ومراكز التحصين. صُممت هذه الناموسيات لتغطية سرير واحد، وتوفر كل منها الحماية لشخصين في المتوسط، ليستفيد منها ما يُقدر بنحو 28 مليون شخص في 14 ولاية في جميع أنحاء البلاد.
تتسبب النزاعات والنزوح في ارتفاع مقلق في عدد حالات الإصابة بالملاريا ويواجه ما يقارب 3 ملايين طفل خطر الإصابة.
وفي السياق قالت يونيسف إنّها استطاعت الوصول إلى الأطفال والنساء في ولاية شمال كردفان وحصل 112,600+ طفل دون سن الخامسة على فحوصات سوء التغذية، وتحويلات للعلاج، ومكملات فيتامين ضمن حملة من منزل إلى منزل بينما حصل 16,000+ امرأة حامل ومرضع تلقين العلاج ومكملات الحديد في المرافق الصحية.
ومنذ بداية النزاع، اضطر أكثر من 3 ملايين شخص إلى الفرار من منازلهم في ولاية الخرطوم، وتضررت حياة الملايين. ومع تحسن إمكانية الوصول إلى أجزاء واسعة من الولاية، عاد أكثر من 34,000 شخص إلى ولاية الخرطوم منذ بداية عام 2025. ويعود معظمهم إلى منازل مدمّرة في مناطق تفتقر إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك المياه والصرف الصحي، والتي تُعدّ ضرورية للوقاية من الأمراض. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون طفل يعيشون في المناطق المتضررة في جميع أنحاء ولاية الخرطوم.
وتنفذ اليونيسف استجابة متعددة الأوجه للكوليرا في ولاية الخرطوم، تستهدف المجتمعات المعرضة للخطر وتدعم البنية التحتية الحيوية للمياه، بما في ذلك توفير المواد الكيميائية لمعالجة المياه (البوليمر والكلور) ومولّد كهربائي بقوة 1000 كيلوفولت أمبير لضمان استمرار تشغيل محطة معالجة مياه المنارة التي تخدم أكثر من مليون شخص في كرري وأم درمان القديمة.