بورتسودان: التحول
عبرت الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة عن قلقهما إزاء تشكيل حكومة موازية في السودان في أعقاب توقيع الأطراف التي تضم تحالف السودان التأسيسي “تأسيس” على دستور جديد بالعاصمة الكينية نيروبي، الثلاثاء، بينما أعلنت دول البحيرات العظمى عن رفضها للخطوة.
وعبرت مديرة شؤون أفريقيا بالخارجية البريطانية هارييت ماثيوز، عن قلقها العميق إزاء الاتجاه لتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع.
وأضافت عقب لقائها رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان في بورتسودان أنه إذا كانت هناك رغبة في تحقيق سلام دائم في السودان، فإن ذلك يتطلب وحدة وسلامة الأراضي السودانية، مشيرة إلى أن لقائها بالبرهان كان إيجابياً، حيث تطرق إلى جهود تهيئة الظروف السلمية لإنهاء الحرب، ودور بلادها في استضافة المجتمع الدولي في لندن للنقاش حول خلق بيئة ملائمة للسلام في السودان، وفقاً لإعلام مجلس السيادة..
كما تطرق اللقاء إلى توفير وإدخال الاحتياجات الإنسانية والضرورية للسودانيين، عبر المعابر، مشيرة إلى أن المملكة المتحدة ستلعب دوراً في تقديم العون للمحتاجين، مشيدة باستمرار إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر أدري.
وأضافت لقد استمعت للعديد من السودانيين الذين يعانون في هذا الإطار بسبب هذا الصراع، وعبرت عن قلقها وادانتها لإعتداءات الدعم السريع المتمردة على معسكرات النازحين واللاجئين والبنية التحتية المدنية، مشددة على أهمية إحترام وإنفاذ مخرجات جدة لحماية المدنيين.
قلق أمريكي ورفض أوغندي:
وأعربت الولايات المتحدة الأميركية، أيضاً عن قلقها إزاء توقيع قوات الدعم السريع والقوى المتحالفة معها على دستور انتقالي للسودان في العاصمة الكينية نيروبي.
وقال مكتب الشؤون الإفريقية بالخارجية الأميركية، في تغريدة على منصة إكس، إن محاولات إنشاء حكومة موازية في السودان لا تساعد في تحقيق السلام والأمن، وتهدد بمزيد من عدم الاستقرار والتقسيم الفعلي للبلاد.
أكد الرئيس الأوغندي يوري موسفيني رفضه قيام أي حكومة موازية في السودان، مشدداً على ضرورة الحوار لإنهاء الحرب،
جاء ذلك خلال لقائه نائب رئيس مجلس السيادة القائد مالك عقار ظهر اليوم بالقصر الرئاسي في عنتبي، مبديا رغبته في زيارة السودان. وتناول اللقاء إستضافة نيروبي لاجتماعات قوات الدعم السريع وحلفائها وتوقيعهم على الميثاق السياسي.
وبحث اللقاء آخر تطورات الأوضاع في السودان وشرح النائب للرئيس موسفيني رؤية الحكومة السودانية لإنهاء الحرب والفترة الانتقالية، مبينا أن الطريق لإنهاء الحرب واضح ويتمثل في إنفاذ مخرجات إعلان جدة وإنهاء احتلال الأعيان المدنية واستهداف مرافق الخدمات. كما بحث اللقاء كذلك ملف إنهاء تعليق أنشطة السودان في الاتحاد الأفريقي الذي تم وفق قراءة خاطئة من أجهزة الاتحاد حينها.
ورفضت دول عربية وخليجية قرار تشكيل حكومة موازية من قبل قوات الدعم السريع وحلفائها في مناطق سيطرتها، أبرزها قطر والممكلة العربية ومصر والأردن.
12 دولة إفريقية:
من جهتها أعربت الأمانة التنفيذية لمؤتمر دول البحيرات العظمى (ICGLR)، التي تضم 12 دولة أفريقية، عن قلقها العميق إزاء إعلان قوات الدعم السريع والمجموعات المتحالفة معها عن ميثاق سياسي يهدف إلى تشكيل حكومة موازية في المناطق الخاضعة لسيطرتها بالسودان.
وحذرت المنظمة في بيان رسمي، من أن هذه الخطوة تهدد وحدة السودان وتقوض جهود السلام الإقليمية والدولية، مؤكدةً رفضها القاطع لأي تحركات أحادية الجانب تمس سيادة السودان وسلامة أراضيه.
وشددت المنظمة على أن الحل للأزمة السودانية لا يمكن أن يكون عسكريًا، بل يتطلب حوارًا سياسيًا شاملاً. كما رحبت بخارطة الطريق السودانية لتشكيل حكومة تكنوقراط، داعيةً إلى تنسيق دولي لدعم الانتقال الديمقراطي وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، خاصة في الفاشر ومخيم زمزم.
وأشارت الأمانة التنفيذية إلى المبادئ التي أُقرت خلال القمة الاستثنائية العاشرة لرؤساء دول وحكومات مؤتمر البحيرات العظمى في يونيو 2023، والتي أكدت بوضوح أن الحل في السودان يستوجب مسارًا سياسيًا وليس عسكريًا.
ووقّعت الأطراف المكوّنة لتحالف السودان التأسيسي من قوات الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبدالعزيز الحلو وحلفائهما، على دستور انتقالي ألغت بموجبه الوثيقة الدستورية لسنة 2019، ونصّ على أن يكون السودان دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية، تُقام على أساس “الوحدة الطوعية”، واحترام التنوع والتعدد، والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات. كما نصّ على تأسيس جيش جديد مهني، يرتكز على قوات الدعم السريع، والجيش الشعبي لتحرير السودان، والحركات المسلحة الموقعة على الدستور، مع حل ما وصفها “بميليشيات حزب المؤتمر الوطني”، التي تستند مرجعيتها الدينية إلى الحركة الإسلامية.