أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على التعاون متعدد الأطراف، والمتجدِد والمنسّق، يتسم بأهميته البالغة من أجل المساعدة على وقف العنف المروع والمجاعة والنزوح الجماعي في السودان.
وأعرب عن غوتيريش خلال كلمته في افتتاح القمة العربية الـ34 المنعقدة بالعاصمة العراقية بغداد، أمس السبت، أعرب عن امتنانه العميق لجامعة الدول العربية وللاتحاد الأفريقي على “الاجتماع التنسيقي الممتاز الذي تمكنا من عقده يوم أمس”. وأثني على الجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية لتعزيز التنسيق المتعدد الأطراف.
وبدأت اليوم بالعاصمة العراقية بغداد، أعمال القمة العربية العادية الـ34، تحت شعار “بغداد السلام تحتضن قضايا العرب” وبمشاركة قادة وزعماء الدول العربية، والأمناء العامين لمنظمة الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، إلى جانب ممثلين عن المنظمات الدولية والإقليمية.
أشد أزمة إنسانية:
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن الحرب السودانية تسببت في أشد أزمة إنسانية على وجه الأرض.
وأضاف خلال كلمته ضمن أعمال القمة العربية العادية الـ34 في بغداد، أن كيان الدولة السودانية، ووحدة وتماسك مؤسساتها الوطنية “صار عرضة لتهديد”.
وأعرب عن ثقته في قدرة أهل السودان ومؤسساته على تجاوز تلك المحنة التاريخية، وإعادة بناء ما دمرته الحرب بدعم عربي في المقام الأول.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمد علي يوسف إن قمة بغداد فرصة لتفعيل الشراكات مع الدول العربية.
اعتبر رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، محمد علي يوسف، قمة بغداد “فرصة لتفعيل الشراكات مع الدول العربية”.
وفي كلمته، أدان علي يوسف “الإبادة الجماعية” التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة.
دعا يوسف إلى التعاون الإقليمي والدولي لإنهاء الأزمة في السودان وليبيا، وجهود تحقيق الاستقرار في الصومال.واعت
من جانبه، قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه: “نأمل تفعيل كل الجهود لضمان حق الشعب الفلسطيني في قيام دولته”.
الصراع في السودان
وفي ختام أعمالها، دعت القمة العربية في “إعلان بغداد” إلى ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل، يُفضي إلى إنهاء الصراع في السودان، بما يحفظ سيادة السودان، ووحدة أراضيه، وحث الإعلان، جميع الأطراف في السودان إلى التفاعل مع المبادرات الساعية لتسوية الأزمة، وفي مقدمتها إعلان جدة.
ودعا الإعلان إلى «أهمية إيجاد حل سياسي لإيقاف الصراع في السودان بالشكل الذي يحفظ سيادته ووحدة أراضيه، وسلامة شعبه، والتأكيد على ضرورة السماح بالمرور الآمن للعاملين في المجال الإنساني.
كما دعا الأطراف كافة إلى الانخراط في مبادرات تسوية الأزمة مثل مبادرة إعلان جدة وغيرها من المبادرات، كما رحب البيان الصادر عن الهيئة الحكومية المعنية بالتنمية في أفريقيا (إيغاد)، الذي نص على توحيد منابر حل الأزمة في السودان.
رفض أي حكومة موازية:
وقال رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي في كلمته إن السودان يمر بمنعطف خطير، يهدد وحدته واستقراره، مما يستوجب العمل العاجل، لضمان وقف إطلاق النار، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، والحفاظ على وحدة الأراضى السودانية ومؤسساتها الوطنية.
وقطع السيسي برفض أى مساع، تهدف إلى تشكيل حكومات موازية للسلطة الشرعية.
وأكدت السعودية استمرارها في عملها الدؤوب تجاه الأشقاء في السودان، وشددت على أهمية الحوار بين أطراف النزاع وصولاً إلى وقف كامل لإطلاق النار وإنهاء الأزمة ورفع المعاناة عن الشعب السوداني وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والمحافظة على سيادة السودان ووحدته واستقراره وسلامة مؤسساته.
السودان يدعو لدعم خارطة الطريق
أكد عضو مجلس السيادة الانتقالي ومساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق مهندس إبراهيم جابر، خلال كلمته أمام القمة العربية، على التزام السودان بخارطة الطريق الوطنية لإنهاء الحرب واستعادة الاستقرار، داعيًا الدول العربية إلى دعم جهود السلام وإعادة الإعمار في البلاد.
حمّل جابر ما وصفها بـ”ميليشيا الدعم السريع الإرهابية” مسؤولية إشعال الحرب وتدمير البنية التحتية بمساعدة مرتزقة أجانب ودعم إقليمي، مشيراً إلى أن الحكومة السودانية ملتزمة بخارطة طريق شاملة تتضمن وقف إطلاق النار، وانسحاب الميليشيا من المدن، ورفع الحصار عن مدينة الفاشر، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وتهيئة الظروف لاستئناف العملية السياسية وتشكيل حكومة مدنية من الكفاءات المستقلة.
ودعا جابر القادة العرب إلى المساهمة الفاعلة في دعم الحلول الوطنية السودانية التي من شأنها إنتاج سلام مستدام ينعكس إيجابًا على أمن المنطقة، كما ناشد بدعم إعادة إعمار السودان عبر خارطة استثمارية وتنموية شاملة تركز على البنية التحتية والقطاع الزراعي.
كما أعرب الفريق جابر عن ترحيب السودان برفع العقوبات عن سوريا، مثمّنًا دور المملكة العربية السعودية في هذا المسار، معتبراً أن الخطوة تمثل مكسبًا للأمة العربية.
واختتم كلمته بدعوة لتفعيل التضامن العربي والعمل المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية، قائلاً: “فلنعمل اليوم معاً – حكوماتٍ وشعوباً – على تعميق أواصر الأخوّة، لما فيه خير أوطاننا ومستقبل أجيالنا”.