التحول: متابعات
أعلن أيوب عثمان نهار، استقالته من منصبه كمستشار لقائد قوات الدعم السريع وإنهاء كل الارتباطات التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بقوات الدعم السريع.
وعزا نهار في بيان بثه على الهواء مباشرة ونشره على حسابه في منصة “إكس”، استقالته بسبب الانتهاكات بحق المدنيين، وقال إنه “تحقق مؤخراً وبشكل قاطع من حدوث استهداف مباشر للمدنيين من قبل قوات الدعم السريع، سواء التي حدثت في ولاية الجزيرة وشمال دارفور وغيرها”.
وتزامنت استقالة نهار مع تقدم الجيش في عدة جبهات باستعادة ولاية الجزيرة وسنار وفك حصار القيادة العامة وسلاح الإشارة، أمس الجمعة، مع مواصلة المعارك في الفاشر وسط تراجع قوات الدعم السريع، وعد مراقبوا استقالة نهار قفز من السفينة في اللحظات الأخيرة وتوقعوا أن تثير جدلاً داخل قوات الدعم السريع.
وتعتبر استقالة نهار هي الثالثة من نوعها التي يتقدم بها مستشار سياسي لقائد قوات الدعم السريع. مايعكس عمق الأزمة داخلها.
ففي الرابع والعشرين من ديسمبر من العام 2023 أعلن فارس النور أحد أبرز مستشاري حميدتي وعضو وفد الدعم السريع لمفاوضات جدة، استقالته والانضمام لجهود وقف الحرب.
وكان فارس النور الذي عرب بنشاطه في العمل الطوعي والإنساني، قد تعرض لهجوم وانتقادات افراد مؤثرين من اهله وطالبوه بالاستقالة وإنهاء وجوده في استشارية قائد الدعم السريع بعد الانتهاكات التي تعرضوا لها.
وفي يوليو العام 2024م، أقال قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو “حميدتي” مستشاره للشؤون السياسية يوسف إبراهيم عزت، في خطوة وصفها مراقبون بالمفاجئة، وذلك من دون تحديد أسباب. وعدّ مراقبون هذه الخطوة بأنها تعكس أزمة مكتومة في قوات الدعم السريع، بسبب تكريس حميدتي السلطات العسكرية والسياسية في يد نائبه وأخيه الأكبر عبد الرحيم دقلو.
لكن وقتها رد يوسف عزت، على ذلك البيان بقوله إنه هو من طلب إعفاءه من منصبه بعد هيكلة العمل المدني والسياسي للقوات، ونقل مسؤولية إدارته إلى عبد الرحيم دقلو، إلى جانب أسباب أخرى وعد بكشفها لاحقاً.
ويكشف عزت أنه “منذ شهر أبريل/نيسان الماضي، وبعد ورشة عقدت في أوغندا، تمت هيكلة العمل المدني والسياسي ونقل مسؤولية إدارته، تحت مسمى مجلس التنسيق المدني لقوات الدعم السريع”.
ورجح مراقبون أن من الأسباب التي عجلت بقرار عزل عزت هي تغريدته في منصة “إكس” عن غياب الحركة الإسلامية السودانية عن مؤتمر القاهرة للقوى السياسية والمدنية الأسبوع الماضي، حيث رأى أنه لم يكن مبررا. وأوضح في التغريدة أن الحركة “طرف أصيل في الحرب، كما أنها تنظيم مدني بأجنحة عسكرية واجتماعية حضر بعضها مؤتمر القاهرة، فإذا تم تجاوز حزب المؤتمر الوطني وواجهاته، فإن قبول الواجهات يستدعي قبول الأصل”.
وتورد صحيفة “التحول” نص الاستقالة:ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان إستقالة..
بعد إندلاع حرب 15 أبريل دعمت مشروع التغيير عن قناعة تامة ومن دون أى تأثير أو رغبة لتحقيق أطماع شخصية أو سياسية وكان الهدف واضحاً ومحدداً وهو تفكيك دولة 1956م، وإنهاء إجرام وعنف وظلم الدولة القديمة وجيشها المختطف نخبها وانهاء إجرامها، وظلمها وفسادها وكذلك إنهاء إستعلاء النخب الصفوية العرقى وإنهاء التهميش السياسي الاجتماعى والثقافي، الذى تم ممارسته طوال عقود من قبل أقلية إحتكرت القرار السياسي وآلة العنف أخضعت فيها الأقاليم الطرفية بقوة السلاح، وهيمنتها على السلطة ونهبها للموارد إرتكبت خلالها جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقى ضد المدنيين ، جرائم إغتصاب، فساد، إستبداد، طغيان، نهب ثروات البلاد ،تدمير البنية التحتية، إشعال الحروب رفض السلام منع إيصال المساعدات الإنسانية وصناعة المليشيات ولا يزال نفس الهدف قائما وهو تفكيك الدولة القديمة وتأسيس دولة جديدة على أسس عادلة وكانت تلك بمثابة نقطة الإنطلاقة الصحيحة.
ولكن بعد تطاول أمد الحرب حدثت إنحرافات عن ذلك الهدف افرزت معطيات جديدة تمثلت فى تكرار ذات الأخطاء التى وقعت فيها الدولة القديمة وذلك بالاستهداف الممنهج للمدنيين الأبرياء العزل وكنت قد تعاهدت من قبل بأننى سوف أتقدم بإستقالتى من الدعم السريع فى حال تعرض المواطنين المدنيين العزل للإستهداف الممنهج بسبب الحرب من طرف الجهة التى أنتمى إليها وقد حدث الاستهداف المباشر للمدنيين عبر القصف المدفعي وعن طريق المسيرات على معسكرات النازحين فى ، زمزم، أبو شوك، قوز بينة، بالإضافة إلى حادثة بوابة كبكابية وإستباحة وحرق القرى والفرقان فى شمال دارفور الجزيرة وغيرها نتجت عنها جرائم قتل مدنيين إهانة تصفية وإغتيال أسرى مدنيين عزل وقد طالبت من قبل بتكوين لجنة تحقيق وتقديم الجناة إلى المحاسبة والتوقف عن إستهداف المدنيين الابرياء العزل ولن أكون طرفا فى جرائم يتم فيها الاستهداف الممنهج ضد المواطنين المدنيين الابرياء فسلامة الأرواح تظل دائما أولوية قصوى تعلو على المصالح والمكاسب السياسية وأعلنت من قبل بأن كل الإنتهاكات التي حدثت في الحرب من جميع الأطراف مدانة ومرفوضة بما ذلك المجازر التى إرتكبها الجيش والمليشيات التابعة لها أخيرا فى مدنى وكنابى الجزيرة.
عليه إيفاءا لعهدى ووعدى الذى قطعته من
قبل وبناءً على ما تقدم من أسباب موضوعية أعلاه فقد قررت أنا أيوب عثمان نهار بأن أتقدم بإستقالتى بصفتى الرسمية مستشارا لقائد قوات الدعم السريع اعتبارا من تاريخ نشر هذه الإستقالة.
وبناءا على ذلك أعلن عن مواصلة عملى كسياسي مستقل من دون أى إنتماء من أجل إستعادة الحكم المدنى الديمقراطي إن الاعتراف بجذور الأزمة السودانية والعمل على معالجتها تظل أولوية قصوى تستوجب العودة إلى منصة التأسيس والجلوس كشركاء متساويين فى حوار سودانى سودانى لإنهاء الحرب وتحقيق السلام ومن ثم التوافق على تأسيس وبناء دولة مواطنة سودانية متساوية، دولة جديدة مدنية ديمقراطية فدرالية تحقق العدالة وتعيد التوازن للدولة السودانية في ميزان السلطة والثروة تعمل على إدارة التنوع والموارد بعدالة وتأسيس وبناء جيش جديد واحد مهنى قومى يخضع للسلطة المدنية ويعترف بسيادة حكم القانون ويحافظ على وحدة البلاد سيادتها أمنها القومى ومصالحها
العليا لنعيش في ظل وطن واحد تسود فيه قيم الحرية والسلام والعدالة.
أيوب عثمان نهار/ المستشار السابق لقائد قوات الدعم السريع.