نيالا: التحول
اندلعت صباح السبت اشتباكات عنيفة بين عناصر من قوات الدعم السريع في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، ما أسفر عن مقتل 12 شخصًا بينهم ضابط برتبة لواء، إضافة إلى عدد من الجرحى، بعضهم في حالات حرجة.
وقعت الاشتباكات في محيط السوق الشعبي وسط حالة من الذعر والفوضى بين المدنيين، الذين تفاجأوا بإطلاق نار كثيف واستخدام للأسلحة الثقيلة وسط المدينة.
وقال شهود عيان إن الاشتباكات دارت بين مجموعتين من عناصر الدعم السريع تنتميان إلى قبيلتين مختلفتين، في ظل توتر مكتوم ظل يتصاعد منذ أسابيع.وفق ما أفادت به مصادر محلية لموقع”دارفور الآن” الإخباري.
ووفقاً للمصادر، فقد بدأت الأحداث عندما أوقفت لجنة مكافحة الظواهر السالبة، وهي لجنة أنشأتها قيادة الدعم السريع مؤخرًا لمواجهة الانفلات الأمني المتزايد، مجموعة مسلحة تتبع أيضًا للدعم السريع كانت تتجول داخل السوق الشعبي مدججة بالأسلحة الثقيلة، في انتهاك للقرارات الأخيرة بشأن تنظيم حمل السلاح داخل الأسواق.
وتعود أصول المجموعة الموقوفة إلى قبيلة المسيرية، بينما ينتمي معظم أفراد اللجنة إلى قبيلة البني هلبة، ما أدى إلى انفجار التوترات القبلية الكامنة داخل هيكل الدعم السريع، وتحولها إلى مواجهة مفتوحة بالأسلحة.
صراع داخلي:
ويرى مراقبون أن هذه الحادثة تعكس تصاعد الانقسامات العرقية داخل صفوف قوات الدعم السريع، والتي باتت تشكل تهديدًا لبنية التنظيم ذاته، لا سيما في ظل تزايد حالات الانفلات والاقتتال الداخلي في مناطق سيطرتها في إقليم دارفور.
ويحذر ناشطون من أن استمرار هذه التوترات ينذر بمزيد من الفوضى وانهيار الأمن في نيالا، التي تشهد في الأسابيع الأخيرة تصاعدًا في أعمال النهب المسلح والانفلات، وسط غياب تام لأي رقابة مدنية أو مؤسسية على قوات الدعم السريع المسيطرة.