معمر حسن محمد نور
فاجأ العلماء الاسكتلانديون العالم في 1996م يحدث علمي مذهل احدث دويا هائلا بخبر تمكنهم من استنساخ نعجة اسموها على اسم مغن شهير. كانت النعجة دوللي اولى الثديات التي تم استنساخها. وطرحت اسئلة كثيرة في العلم والفلسفة والاخلاق والدين وامكانية استنساخ الانسان .. وعاشت النعجة حياة طبيعية واخصبت وانجبت وصرح العلماء انها ستعيش كما وبقية النعاج ما بين 11 الى 12 عام. لكنهم بعد ست سنوات خرجوا ببيان يوضح انهم اضطروا لقتلها قتلا رحيما نتيجة مرضها بالتهاب فيي احد المفاصل لتثور عاصفة التناول مرة اخرى. وظهور الجانب غير المعلن من الامر.
اذا تركنا موضوع دوللي مؤقتا وعدنا الى السودان والتيار المؤثر المتمثل في الحركة الاسلامية. نجد ان زخم ثورة ديسمبر المجيدة، قد اوصل الناس الى قناعة بأنها لن تقوم لها قائمة مرة اخرى، سيما وان كل شئ كان ضدهم. لكن وبعيدا عن الغوص في الاسباب السياسية كانت حرب 15 ابريل سواء اكانوا دبروها او ساندوا الجيش فيها فالامر سيان. فكان ظهورهم مختلفا عن بداية الانقاذ التي اشتهرت بالذهاب الى القصر رئيسا والسجن حبيسا. وانكروا صلتهم لفترة طويلة وبقى الترابي سجينا لفترة اطول مما خطط له. حتى خرج نائبه في وظيفة في منصب وزير الشئون الاجتماعية لينهي فترة التمويه الذى مشى حتى على بعض مخابرات الدول القوية. لكن الظهور في هذه المرة كان واضحا في صور يعرفها الجميع. وهاهي الحرب تكمل عامها الثاني وقد باضوا واصفروا. وصارت المقاومة الشعبية والاستنفار وكل شئ استنساخا لتجربتهم. حتى صار قائد كتيبة البراء يأخذ اللقطة كما يقال. وبعد ان كان عمسيب يهاجم المصباح في ظهوره بعد كل نجاح عسكرى بالكوفية الفلسطينية بأنه تصرف طفولي، عاد واقتنع بان الامر مخطط من الننظيم بل ورفع احدهم علامة رابعة مؤخرا. بايجاز اسفرت الحركة عن وجهها دون مواربة على غرار (البيرقص ما بغطي دقنو) .
لكن السؤال : هل سنسمع ما كان يقوله نافع بأنهم سيسلمون الامر الى سيدنا عيسى؟ تصريحات كرتي بفخرهم انهم سيسلمون الحكم لمن قاتلوا من الشباب تقول ذلك. لكن هل يعيش المستنسخ عمر المستنسخ منه؟ .
هنا نحتاج الى ما قاله العلماء في حالة النعجة دوللي مما لم يتم تداوله خاصة في سبب الموت المبكر. رغم الرعاية الطبية الكاملة. فقد قيل ان النعجة اخذت المرحلة العمرية للنعجة الاصل فأكملت عمرها الافتراضي .ما يجعلنا نقول ان استنساخ ليس تجربة الانقاذ فقط، بل كل تجارب حكم اهل الرواق الحنبلي تم بعدما شاخت التجربة ولم يعد لها زخمها الاول. ودونك مدى استساغة الاناشيد الجهادية من غيرهم. فكل اساليبهم ممجوجة وغير مستساغة. وللاستدلال على ذلك علينا تناول عدة صور مننها :
اولا : الجانب العسكري استنزف الكثير من ضباطهم الذين اجتهدوا على تمكينهم في الجيش. اما المستنفرون الجدد، فهم حصيد الحرب الهش لقلة الخبرة. واهم من ذلك، انكشاف كل كتائبهم ولم يعودوا في الظل كما كان يهدد بهم علي عثمان .
ثانيا : جانب المراجعة لتجربتهم اثبت فشلهم لان العلة في بنية الفكرة نفسها بدليل عودة ملامح التسعينيات بالظهور عليهم .
ثالثا : وجدوا المحيط الاقليمي والعالمي مهيئا لمعاداتهم ومحوهم من الوجود كا يلي :
1/ معاداة كل دول الجوار غير ارتريا ومصر. وحتى مصر كان ملفتا قول اماني الطويل ان اخوان السودان يضغطون على الجيش في مهنته ما يهدد الحكومة والدولة بالانفراط .
2/ العزلة عن المنظمات الاقليمية والدولية .
3/ انكشاف زيف اعلامهم وعدم تورعهم في الكذب. وقد كانت قضية الناشط في الدعم السريع الفاضل منصور نموذجا مثاليا. اذ اقسموا في نهار رمضان انه مرحل الى بورتسودان بعد ان اعتقلته المخابرات المصرية. ليتصح لاحقا انه حتى لم يسافر عبر مصر وان الامر مجرد تهكير لحساب الناشط الشاب الذي تفنن في تركهم في غيهم يعمهون. ما يلقي ظلالا سالبة على كل رواياتهم .
4/ يمكن قراءة الموقف العالمي من ربط تعليق الخارجية الامريكية على اعادة السيطرة على القصر الجمهوري بالقول انه حدث مهم نراقبه. علاوة على كسر البروتوكول باستقبال الرئيس الامريكي لنائب محمد بن زايد بالبيت الابيض. كيف لا وهو ذاهب ليوقع عقدا لاستثمار 1٫4 تريليون دولار على مدى عشرة سنوات. ثم الزيارة الخاطفة لمحمدبن زايد لمصر ونقاش امر السودان والدولتان في الاساس معاديتان للاخوان المسلمين ما يفسر في تقديري الخطاب الاهوج لياسر العطا.
5/ الموقف الميداني يقرأ في اطار التحول في حرب المدن الى حرب المسيرات.لكن كل الكتل الصلية منهم ومن حالفهم قد استهدفت. وان لحق مناوي بخسائرهم، الا ان كيكل نفسه في الإنتظار على المدار في الجزيرة .. لذلك يجب عدم الاعتماد على مجريات المعارك بل الحرب في بعدها الاستراتيجي .
muamar61@yahoo.com