أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول
أن تعرف الحياة قبل هذا
وتدرك أنه لماذ جفّت أوتار الأصوات.. قبل حينها!!
وتقدم وقفت على هضبة البراءة من أخطر إتهام تم تسويقه من فلول النظام البائد “أن التنسيقية هي الجناح السياسي للدعم السريع”
وذلك برفضها لتشكيل حكومة بمناطق الدعم السريع جاء ذلك على لسان قياداتها في أكثر من منبر و منصة الأمر الذي ساهم في ضعف وإجهاض الفكرة
ولكن الفلول لاتريد هذا الرفض ولاترغب في سماع صوته داخل التنسيقية، حتى أن الإختلاف حول الفكرة يزعجها لأنها ترفض عملية التبخر لما قامت به من بث سموم على فضاء الأجواء السياسية للنيل من تقدم ، فبعد فشل الفلول سياسيا لهزيمتها إستخدمت معها اسوأ انواع المنازلة السياسية وهي إشانة السمعة سياسيا وإجتماعيا
فروجت وأشاعت وكذبت وصدقت كذباتها
ولكن لاشك أن خاطرة الوعي تطوف على ذهنية المواطن الذي أخذته الفلول في رحلة خيالية ظنت أنها لا تنتهي بالوصول الي شواطي الحقيقة أبدا .
يحضره الإستفهام ، كيف لتقدم أن تكون الجناح السياسي للدعم السريع وترفض حكومته في مناطق سيطرته!؟
فالحقائق قد تأتي او لاتأتي المهم أن حبلها يجر الإجابات، ويلقي بها على قارعة طريقهم حيث واجهات الزيف، عندها تصمت الفلول في حياء ويختفي صوتها دون تعليق
ولأن الكذبات احيانا تتحول الي ما يصدقه الناس وأن كثير منهم يفضلون العيش في منطقة الظلام ، لأنهم يخشون الضوء الذي قد يبين مكامن خلل الوعي والتفكير عندهم تجد أن الفلول سعت بهذا التدليس لشق التنسيقية بدأته برحلة الطواف بحربها ضد المشروع المدني، مرورا بمساندة تقدم للدعم السريع في الحرب
وختمته بإتهامها بدعمها لحكومة الدعم السريع ،
الحكومة التي في الأساس تلاشت فكرتها وإصبحت لاوجود لها بعد التغيرات التي حدثت على الأرض فإنسحاب الدعم السريع من ولاية الجزيرة هو اول مسمار في نعش فكرة حكومتها
فالواقع الميداني الآن رسم خارطة عسكرية جديدة واصبح لاوجود لما تسميه الدعم السريع ( مناطق سيطرتها)
وحركات الكفاح داخل تقدم إن شعرت بميل قلبي للدعم السريع فتبقى الدوافع هنا مناطقية لاتستند على أساس سياسي لذلك فإن الجناح الرافض في التنسيقية لحكومة الدعم السريع المزعومة غير ملزم بتضييق مقاس فكرته العميقة وتفصيلها فقط على جسد مناطقي نحيل!!
ولو تواجه تقدم خطر الإنقسام بخروج هذه الحركات فسيكون إنقسام “إيجابي” لأن الإختلاف على الحق أفضل من الإتفاق على الباطل
والتوافق الذي يتم الآن مابين عبد الواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو وبين الدكتور عبد الله حمدوك هو أفضل ثمرة سياسية لدعم موقف القوى المدنية بإعتباره المصل الحقيقي لتحصين التنسيقية من عوامل التعرية السياسية التي يحاول البعض أن يجعلها تعيش آثارها وتتأثر بتضاريسها
فهو خطوة تدعم خطة إتساع رقعة الجبهة المدنية العريضة لدعم السلام وتقوية كلمتها وذلك لما يتميز به الحلو وعبد الواحد من ثقل ووجود يعد أكبر بكثير مما تتميز به الحركات الأخرى
كما أنها تحسب واحدة من الجهود السياسية للتنسيقية لأن الرجلان ظلا طيلة مشوارهما السياسي والعسكري عصيّان على الترويد وظلت تتعارض افكارهما مع كل الخطط المطروحة الناقصة التي كلما صبت على كوب تشبثا بعدم قبولهما لذلك الجزء الناقص منه، وطالبا بالمزيد سعيا للتمام حتى إن لم يبلغاه
وخلاصة الأمر فإن إعادة الترتيب العسكري والترتيب السياسي الذي يحدث الآن لا يأتي تزامنه صدفه ولكنه يكشف عن خطوات سياسية قادمة تعمل على محو الذاكرة البصرية للقيادات السياسية ” منتهية الصلاحية” وكتابة قائمة جديدة محلها
وهذا هو الإلتحام الحقيقي الذي جعل واجهة القيادة السياسية تظهر بملامح جديدة ربما تكون وحدها هي القادرة على جعل القوى المدنية تقف بقوة على قدم وساق، إذن هو إلتحام يهزم الإنقسام الذي تمنته الفلول، ذات الٱمنيات الطائشة دائما!!
طيف أخير :
لا للحرب
قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو : لا يمكن أن تكون الولايات المتحدة أمة قوية دون تحقيق السلام، موضحا ان الإدارة الجديدة ستدعو إلى نشر السلام في مختلف أنحاء العالم لأن هذا يخدم مصالحنا الوطنية وسنسعى إلى منع الصراعات وتجنبها.
الجريدة
