spot_img

ذات صلة

جمع

محكمة المناقل تصدر حكما بالاعدام على متهم بالتعاون مع المليشيا المتمردة

المناقل: التحول اصدرت محكمة المناقل العامة برئاسة مولانا/ حمودة...

كباشي يصل مدني ويلتقي بقيادة الفرق العسكرية بمحور الجزيرة

مدني: التحول أكد عضو مجلس السيادة الانتقالى نائب القائد العام...

“الدعم السريع” تعاود قصف سد مروي بالمسيرات والسلطات تكثف نشر قوات لتأمين السد

أعلنت القوات المسلحة السودانية عن هجوم بالطائرات المسيرة للمرة...

منظمات حقوقية: احتجاز مئات اللاجئين السودانيين في ظروف قاسية وتهجيرهم قسرياً “فيديو”

أسوان: التحول استنكرت منظمات حقوقية الانتهاكات الواسعة التي يتعرض...

التراكم الكمي للاحداث يؤدي إلى تغير نوعي في الواقع والفكر

عبد المنعم عجب الفَياتعلمنا فلسفة التاريخ ان العلاقة بين...

التكايا و مثيلاتها !

عدنان زاهر
برز اسم التكية و دورها حاليا في المجتمع السوداني و بقوة، ابان الحرب الدائرة اليوم بين الجيش و حليفها سابقا الجنجويد، و التي دمرت كل موارد الحياة إضافة للبنية التحتية للدولة و المجتمع. كما تعاظم دورها عندما عجزت سلطة الأمر الواقع في بورتسودان عن القيام بدورها في توفير لقمة العيش الكريم للمواطن ، أو توفير الإمكانيات لهم للقيام بالزراعة لإطعام أنفسهم. عندما احتار المواطن في كيفية العيش و الاستمرار في الحياة، لجأ الى التراث السوداني يستمد منه المدد، و لم يخذلهم التراث فقد وجدوا ضالتهم في ” التكايا ” التي لم تخيب لهم أملا.رحلات السودان
فما هي التكية ؟
لغويا كما جاء في قاموس المعاني مشتقة من الفعل ( اتكأ ) و هو تعنى استند على الشيء او جلس عليه لتناول الطعام و الشراب و الجمع هو التكايا. و يقال أيضا ان التكية شكل من اشكال المعمار الهندسي التركي و هي مكان للتصوف و اطعام المسافرين و المعدمين، و قد تسرب المصطلح الى السودان ابان الاستعمار التركي كما تسربت مصطلحات أخرى متعددة من اللغة الإنجليزية و المصرية ابان استعمارهما للسودان و صارت تلك المصطلحات ضمن حزمة الثقافة السودانية.
التكية في السودان مكان أنشئ ليتناول فيه الافراد المسافرين أو المقطوعين أو حتى الأشخاص غير القادرين الطعام ، و هو شكل من اشكال المساعدة، التضامن ، و التكافل في المجتمع السوداني. و قد ارتبط في كثير من الحالات بأسماء المتصوفة الذين ينشئون مثل هذه التكايا، كما أرتبط أيضا بالمساجد و المؤسسات الدينية.
و تُدعم التكايا من قبل الأفراد المستطيعين أو القادرين، و من أشهر التكايا السودانية… تكية ( حمد ود أم مريوم )، و تكية الشيخ قريب لله ( الطريقة السمانية ) في امدرمان. و يتعاظم دور التكايا في أيام المجاعات ، الحروب و شح الطعام و تصبح ملاذ للناس كما يحدث الآن. و لا يجد مرتادو التكايا حرجا فهو دور صمم من قبل المجتمع و مقبول وسط الناس.رحلات السودان
المجتمع السوداني يذخر بأشكال متعددة من مؤسسات التضامن الاجتماعي و تسمى بأسماء مختلفة وفقا للمناطق التي تنشأ بها. نذكر منها، النفير، الفزع ، العونه ، الرفد ،الكتوف ، الصندوق و أخيرا العدل.
– النفير : هو تقديم المساعدة للغير عند الحاجه، و غالبا أيام الحصاد و في وقت الكوارث و الأزمات.
– الفزع : و هو التدخل السريع لمد يد المساعدة و غالبا في المناطق الرعوية أو مناطق البادية عندما تقع السرقات أو النزاعات القبلية، و قد أفسد ” الجنجويد ” المصطلح في الحرب الدائرة اليوم، عندما استخدم الفزع للمساعدة على السرقة و قتل الرجال و اغتصاب النساء و ترويع المواطنين.
– العونه: مشابه لمصطلح النفير لتجهيز الأرض وقت الحصاد.
– الصندوق : يتم انشاءه بين الأسر لجمع مبالغ مالية شهرية لدعم المحتاج من بين افراد الأسرة.
الرفد: دعم و سند مالي من الأصدقاء لمن يمر بأزمة.
– الكتوف : العمل الجماعي في بناء المنازل أو ترميمها.
– العَدل : مساعدة أو مشاركة، و يستخدم المصطلح كثيرا في الأنادى عند المشاركة في الشراب أو الطعام.
المدهش أورد د. عون الشريف قاسم في كتابه ( العامية في السودان ) عدة معانى للعدل…أحيانا لا تتشابه أو حتى تتقارب…فمثلا في ( أبو حمد ) نجد العدل هو تمساح اسود خطر لا يزيد طوله عن ستة أقدام ، و العدل أيضا أسم مرض يصيب أسفل الحنك، و في دارفور هو المَهر و المال الذى يدفع لأهل العروس، و هي أغنية في سيرات الأعراس ( العديلة يا بيضاء تقدمو و تبره. العديله قومي معاه ). و العدّالة هي المرأة الخبيرة بأمور النساء و تتصدر حفلات الأعراس لمعرفتها الخبيرات بالرقص.رحلات السودان
أعتقد ان ( التكايا ) سوف تلعب دورا مهما في مسيرة العمل الاجتماعي و السياسي في السودان …..الشعب السوداني شعب مبدع ، نجيض و لماح.

spot_imgspot_img