spot_img

ذات صلة

جمع

حملة اعتقالات واسعة تطال مشرفي “التكايا” بشرق النيل وسط اتهامات بتقويض جهود الإغاثة

الخرطوم: التحول شهدت منطقة شرق النيل بالعاصمة السودانية، الخرطوم،...

«من رحم واحد» إلى خندقين متقابلين: الفاجعة التي فجّرتها « الحرب »

فيتشر - بهاء الدين عيسى في مشهد يلخّص مأساة الحرب...

البرهان: الحرب ضد “المليشيات” وليس “القبائل” والحديث عن إدارة الإسلاميين للمعارك ” مجرد أكاذيب”

بورتسودان: التحولشدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان،...

الحكومة السودانية تنفي المجاعة وتتهم جهات “بتمرير أجندات”.. والأمم المتحدة تدعو لحوار شامل

بورتسودان: التحول

جددت الحكومة السودانية نفيها لوجود مجاعة في البلاد، ووصفت التقارير المتداولة بهذا الشأن بأنها “فرية يُروّج لها البعض لتمرير أجندات خاصة”. في وقت دعت الأمم المتحدة إلى حوار شامل، جاء ذلك خلال لقاء عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للجيش، الفريق مهندس إبراهيم جابر، مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، رمطان لعمامرة، في مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة بولاية البحر الأحمر.

وحذرت الأمم المتحدة ومنظمات دولية من أن السودان يواجه خطر مجاعة حقيقية في ظل نقص حاد في التمويل وتدهور متسارع للوضع الإنساني. مع الحصار المفروض على الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور والمعارك التي يشهدها إقليم دارفور، وفشل المنظمات الإنسانية من الوصول للمتضررين وتوصيل المساعدات الإنسانية.

نائب رئيس مجلس السيادة إبراهم جابر يجتمع بالمبعوث الأممي رمطان لعمامرة ــ السيادي

وقال الفريق جابر إن ما يحدث في مدينة الفاشر “يهدف إلى تجويع سكانها”، مطالباً الأمم المتحدة بالإسراع في تقديم المساعدات الإنسانية، سواء جواً أو براً، لمواطني المدينة.
وأضاف أن “الحرب ستتوقف بمجرد وقف إمداد قوات الدعم السريع بالسلاح وتدفق المرتزقة”، في إشارة إلى اتهامات متكررة تتعلق بالدعم الخارجي المقدم لقوات الدعم السريع.
وأكد جابر حرص الحكومة واستعدادها لتذليل كافة التحديات وتسهيل عمل الفرق الإغاثية وهيئات الأمم المتحدة للاضطلاع بدورها في تقديم المساعدات الإنسانية.


قلق أممي ودعوة لحوار شامل:

من جانبه، سلّم رمطان لعمامرة رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، تتعلق بتطورات الوضع في السودان، لا سيما في مدينة الفاشر، حيث تشير تقارير إلى مقتل نحو 600 مدني خلال الأيام الماضية جراء تصاعد الهجمات.

الزيارة التي قام بها لعمامرة لبورتسودان، ولقاؤه بعدد من كبار المسؤولين، تأتي في سياق دفع الجهود الدولية نحو التهدئة، خصوصاً مع استمرار الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023. وتحمل التصريحات المتبادلة إشارات واضحة لتباين في المواقف، لا سيما فيما يتعلق بتوصيف الأوضاع الميدانية وتقديرات الكارثة الإنسانية.
وأكد لعمامرة، عقب لقائه بالبرهان، التزام الأمم المتحدة بمواصلة دعم السودان في المجالات الإنسانية والسياسية، قائلاً إنه تلقى “إجابات واضحة حول تساؤلات المجموعة الدولية”. وأضاف أن زيارته تأتي ضمن مشاورات موسعة لاستكشاف سُبل تعزيز حماية المدنيين، وتهيئة المناخ لوقف الأعمال العدائية، مشيراً إلى أن المنظمة الأممية “ستواصل الدعوة لحوار شامل وغير مشروط يفضي إلى سلام دائم”.
وتأتي هذه الزيارة في إطار تكثيف مشاوراته وتواصله مع الأطراف وجميع الجهات المعنية لاستكشاف سُبل تعزيز حماية المدنيين وأي جهد لتهدئة الصراع.
وجدد المتحدث الرسمي بإسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك دعوات الأمم المتحدة إلى عملية سياسية شاملة لمنع مزيد من التصعيد، وحماية المدنيين، وإعادة السودان إلى مسار السلام والاستقرار. وأضاف: “نحث الأطراف على اغتنام فرصة زيارة المبعوث الخاص لعمامرة إلى البلاد والمنطقة للالتزام بالانخراط في طريق شامل للمضي قدما وتعزيز حماية المدنيين، بما في ذلك من خلال محادثات غير مباشرة محتملة”.

تعارض الروايات عن المجاعة:

وبينما تشدد الحكومة السودانية على نفي وجود مجاعة، تشير تقارير صادرة عن منظمات إنسانية وحقوقية إلى تدهور مريع في الأوضاع الإنسانية، خاصة في الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك، وسط حصار مستمر وتدمير منهجي للبنى التحتية الصحية والمائية. كما حذرت منظمات أممية من أن مئات الآلاف باتوا مهددين بالجوع والمرض في ظل صعوبات الوصول الإنساني وتقييد حركة الإغاثة.

وتشير أوساط مراقبة إلى أن نفي المجاعة قد يحمل أبعاداً سياسية تتصل برغبة الحكومة في تجنب الضغوط الدولية أو التدخلات الطارئة، في حين تعتبر الأمم المتحدة إيصال المساعدات وتثبيت وقف إطلاق النار أولوية قصوى في هذه المرحلة.
وقالت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتاين نكويتا سلامي إنّ الوضع يتفاقم بسبب ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي، حيث أصبحت التجمعات النازحة معزولة بشكل متزايد عن سلاسل الإمداد والمساعدات، مما يعرضها لخطر متزايد من تفشي الأوبئة وسوء التغذية والمجاعة، وفقا للمنسقة المقيمة.

ووافقت الحكومة السودانية على إقامة قواعد امداد تابعة للأمم المتحدة في مليط ( تحت سيطرة الدعم السريع) وطويلة ( تحت إدارة حركة عبدالواحد النور) وذلك لتسهيل العمل الإنساني في هذه المناطق حول الفاشر.
وأشار وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، إلى الالتزام الذي تلقاه من أطراف النزاع في السودان بمنح “إمكانية وصول كاملة” لإيصال المساعدات إلى الفاشر ومخيم زمزم في ولاية شمال دارفور، وأكد أن المنظمة مُستنفرة للوصول إلى المدنيين الذين يواجهون وضعا حرجا ودعمهم.
وكان فليتشر قد تحدث هاتفيا بشكل منفصل مع عبد الفتاح البرهان قائد القوات المسلحة السودانية، وعبد الرحيم دقلو نائب قائد قوات الدعم السريع.

spot_imgspot_img