أعلنت القوات المسلحة السودانية عن هجوم بالطائرات المسيرة للمرة الثانية خلال (72) ساعة، على محطة سد مروي لتوليد الكهرباء في الولاية الشمالية استهدفت الموقع بشكل مكثف، مما أدى إلى اندلاع حرائق كبيرة في المنطقة. في وقت نفت وزارة الطاقة وقوع خسائر بينما أدى هذا الهجوم إلى حالة إظلام شمل عدد كبير من الولايات، بينها الولاية الشمالية ونهر النيل والبحر الأحمر.
وقالت الفرقة (19) مشاة التابعة للجيش السوداني بمروي بالولاية الشمالية في بيان صحفي أمس الإثنين، إن المضادات الأرضية تصدت لعدد من المسيّرات الانتحارية التي حاولت استهداف كهرباء سد مروي، والتي أطلقتها قوات الدعم السريع. وقالت الفرقة في بيان: “هناك بعض الخسائر، وسيتم إصلاحها”.
وأضافت القيادة أن الوضع الحالي في سد مروي مستقر، وأن السد يواصل تغذية الشبكة الكهربائية العامة بشكل طبيعي باستثناء البرج الذي تعرض للتلف، والذي تعمل فرق الصيانة على إصلاحه خلال الساعات القادمة.
لم تتأثر:
من جهته اوضح وزير الطاقة والنفط د.محي الدين نعيم ان المحطة التحويلية بمحطة توليد سد مروي تعرضت في حوالي الساعة 3:30 صباح اليوم الاثنين 13 يناير ٢٠٢٥م لهجوم بالمسيرات وبحمد الله لا توجد خسائر في الارواح.
وقال إن الهجوم ادى الى احتراق مفاعل خط المرخيات Reactor وجاري العمل الان في فحص المفاتيح والكوابل ويتم تقييم الخسائر لتحديد الاحتياجات بصورة عاجلة.
وأضاف الوزير أن محطة التوليد لم تتأثر بما في ذلك التوربيانت والمحولات والمعدات المساعدة، مبينا ان المحطة خرجت نتيجة للهجوم وتم لاحقا تشغيل وحدة واحدة لتغذية المحطة والولاية الشمالية وايضا خرجت من الخدمة وتجري الجهود الآن لارجاعها للخدمة.
وأشار إلى ان بقية الخطوط الناقلة بما في ذلك خطوط عطبرة والمرخيات في انتظار فحصها من قبل مهندسي شركة النقل وامكانية رجوعها للخدمة في اقرب وقت ممكن.
وشدد الوزير على ضرورة اتخاذ مزيد من التدابير لحماية المنشآت والمرافق الحيوية بالدولة.
الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على السد وقع في الساعات الأولى من الصباح، أثار حالة من القلق حول أمن المنشأة الحيوية واستقرار الكهرباء.
وكان السد قد تعرض لضربة مسيّرات قبل يومين، أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن محلية مروي، غير أن الضربة الأخيرة تسببت في انقطاع كامل للتيار الكهربائي عن معظم مناطق السودان (إظلام تام)، باستثناء بورتسودان.
ووفقًا لمصادر ميدانية، فقد أدى الهجوم إلى حدوث حريق جزئي تمت السيطرة عليه بالكامل، وتم إخماده دون تأثير يُذكر على عمليات السد أو إمدادات الكهرباء للشبكة العامة.
أضرار خفيفة:
وأكدت مصادر أن الأضرار التي لحقت بالمحول سيتم إصلاحها خلال اليوم، مع استمرار تدفق التيار الكهربائي بشكل مستقر في مختلف أنحاء السودان.
وأشارت المصادر إلى أن هذه الهجمات تعد أعمالًا تخريبية تهدف إلى الإضرار بالبنية التحتية الحيوية في البلاد، خاصة في ظل الهزائم المتتالية التي تعرضت لها المليشيات. كما أعربت عن تقديرها لنجاح الدفاعات الأرضية التي أضاءت المنطقة وتمكنت من إحباط المحاولة التخريبية بشكل كبير.
وينتج سد مروي، الذي تم افتتاحه في العام 2009، حوالي 1200 ميغاواط في المعدل الأعلى، بينما ينتج فعلياً في المتوسط بين 600 و700 ميغاواط. ويبلغ إجمالي إنتاج السودان من الكهرباء حوالي 3000 ميغاواط.
وأقر المصدر بوقوع بعض الأضرار الخفيفة، التي تعمل الفرق الفنية على معالجتها، مؤكداً أن الفرقة (19) قامت بتعزيز إجراءات تأمين السد.
وأكد مصدر هندسي لـ (التغيير) أن إصلاح الأعطال التي أصابت المحول الرئيسي للكهرباء بسد مروي قد يستغرق نحو 72 ساعة، مشيراً إلى أن المسيّرات استهدفت الأسلاك والكابلات الخارجية فقط، ولم تؤثر على الجزء الأساسي المحصّن تماماً.
ووفقاً لتصريحات منسوبة إلى مدير كهرباء ولاية نهر النيل، عمار محمد الحسن، أكد وصول فرق الصيانة من المهندسين والفنيين إلى موقع الأعطال بالمحطة التحويلية لكهرباء سد مروي لإجراء أعمال الصيانة.
من جانبها، لم تعلق قوات الدعم السريع على الحادث، إلا أن صفحات منسوبة لها أشارت إلى أنها ستواصل استهداف السد وتعطيل الكهرباء، متهمة الحكومة بعدم توزيعها بعدالة على أنحاء السودان.